انو الخير واعمل بمقتضى هذه النية
بالنية يتحدد السفر ، وتتضح الوجهة ، وعلى أساسها يخطط منهج الرحلة ، فهي أساس الأمر ورأسه وعموده وأصله ، بل هي روح العمل وقائده وسائقه ، يصح بصحتها ويفسد بفسادها ، يستجلب التوفيق بها ويحصل الخذلان بعدمها وبحسب النية تتفاوت الدرجات في الدنيا والآخرة ، وكل المناهل غير الصدق آسنة ، ( وسنة الله : أن من نوى الخير وعمل بمقتضى تلك النية ، أن يوفق ويسدد ويؤيد ، ويبلغ من الخير ما يريد ) وفوق مايريد بإذن الله ، يقول الله عزوجل ) ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ( وقال تعالى : ) من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ( وقال عز وعلا : ) ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً ( ومن نوى الشر وعمل بمقتضى تلك النية ، حـُرم التوفيق وحالفه الخذلان والهوان ، وإن بدا غير ذلك فإنما هو سراب أو أحلام ، لا تلبث أن تنقشع فيظهر المستور ، يقول الله عزوجل ) من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها مانشآء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً ( ويقول سبحانه وتعالى : ) من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يـُبخسون _ أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار ...(
فانو الخير واعمل بمقتضى تلك النية ، فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير ، (( وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى ))
الـقـصــد وجـه الله بالأقـــوال ***** والأعمال والطاعات والشكران
وبذاك ينجو العبد من إشراكه ***** ويــصيــر حــقــاً عابد الرحمن
منقول من كتاب للشيخ علي عبد الخالق القرني