,
,
,
,
غربةٌ تلك التى سمعتُ بها , تلك التى على شرفةِ أحلامِي قد أطَّلَّت برهبتها , أقبَلتْ تماهِي وطني , تريد نزعي منِّي , تريدُ الرحيلَ بي حيثُ لا أدري , تراودُني مراراً وتكراراً عن أملي , عن شوقي , عن آهاتي , تلك القابِعة في دهاليز خوفي ووجلي ...كم هي مرَّة , كم هي غيرُ مستقِرة , تروحُ هنا وهناك , جيئةً وذهاباً ..
ترمي بذاتي في قفارها , وتزوي عن عيني ثمارِها , تُرِيدُ هلَكتي , وتمزيق عاطِفتي , ووأد أزاهير فرحي وبهجتي ..
أرمِقُها عن كثَب , هي أقسمَت أنها عني لنْ تغِب , وأنَّها ستكونُ معي شئتُ أم أبيت , سخِطْتُ أم رضيت , فهي معي حيث أنا تقيلُ إذا ماقلتُ لحظةً وفي ثناياي أعلنت المبيت ...
..
هناك أشلاء , وهنا أحياء
هناك أشياء , وهنا لاشيء سوى خيالات
ودمعاً غزيراً ...
ونزراً من الذكريات...
.
تكتُبُني الليلة الآه , وتسكُبُني بين دفتي أعيُنِكم الأمنيات , تتساقطُ بين رمشي وجفني تلك الكلمات , كانت رائعة , كانت شموعاً مشرِقة , كانت أقماراً مضيئة وغير مبعثرة ...
واليوم :
سقطَ اللثامُ عن شفتي القمر , وبدا لي بوجهٍ آخر , كلُ الندبات اتضحت , كلُ الشقوق مع الأوجاع قد تفتَّقت ...
عيناهُ لم تعُد ترى , قلبُه عاثَ فساداً بالأمل , ويديه مملوءة بالألم .
.
.
وحتى يعودُ ذاكَ الصباح , وحتى يتسنى لكوني نسيان الجراح , سأغمِرُ قلمي في محبرة قلبي , علَّه يعانِقنُي وينسى ماكان مني , ويصفحُ عن يدي , تلك التى عاثَت بهِ , ولم تدعهُ ذاتَ وجدٍ يكتُب مابداخِلِه , وهاهو اليوم يصرُخ معلناً على الكونِ برمَّتِه أن قَد حان ( تمرُده ) ..
.
.
.
لكلِ من مرَّ من هنا أعذب تحية قلبية
بقلم:
أمل بنت عبدالعزيز .
.
.