الكثير كان يقول لي هل أنت راض، عن ما قدمه الهلال أمام العين في مباراة الإياب، وهل كان تأهل الفريق إلى نهائي دوري أبطال آسيا، بالمستوى الباهت الذي ظهر به وخسارته اللقاء، مستحقاً!! فكان جوابي بالتأكيد نعم، فمباريات الذهاب والإياب، تختلف عن بقية المباريات، والإياب فيها بالذات لا يحتاج إلى مستوى، وهي المباريات الوحيدة التي واحد زائد واحد يساوي اثنان فيها، فأنت تقدم كل ما عندك من مستوى وعطاء وجهد وتحسم النتيجة في مباراة الذهاب، وبعدها كل شيء سيكون مقبولاً في الإياب حتى الخسارة، صحيح أنك تطمح لتقديم مستوى جيد ونتيجة مرضية وتسعى للفوز في الإياب، ولكن إن لم يحصل هذا والمحصلة النهائية تؤهلك للمرحلة التالية، فهذا مقبول على كل حال، والهلال في الواقع دخل لقاء إياب العين هو ومدربه، وهم يعانون من بعض الضغوط، فهم يلعبون أمام خصم مندفع جداً، ويريد تعويض مباراة الذهاب، والفريق لا يريد الدخول في احتكاكات عنيفة فعينه على النهائي، وبعض لاعبيه قد يحرمون من اللعب على النهائي حال حصولهم على بطاقات صفراء، لذلك كانوا يلعبون بحذر شديد، ومع كل هذا استطاعوا تسجيل التعادل بعد تقدم العين، قد يكون المأخذ الوحيد في تلك المباراة هو الهدف الثاني الذي جاء بسهولة متناهية وفريق العين يلعب بعشرة لاعبين!! الزعيم يسير بخطى ثابتة من بداية الموسم، في كل المشاركات، خصوصاً الآسيوية، وهو مستقر فنياً ونفسياً ومادياً، ولا ينقصه أي شيء ليحقق البطولة الآسيوية، ولا خوف عليه، إلا من نفسه، فمن يهزم الهلال دائماً هو الهلال نفسه، وهذا ليس رأيي أو انطباعي أنا، فهذا ما عودنا عليه الفريق، وعودوا لمباراة الذهاب أمام العين، وشاهدوا كيف كان الفريق مرتبكاً وهشاً وقريباً جداً من الخسارة في الشوط الأول، وكيف انتفض وسحق خصمه وخلال سبع دقائق فقط في الشوط الثاني!! والهزيمة (النفسية) هي أكبر ما أخشاه على الفريق في النهائي، وهي التي لم يتطرق لها الكثير من النقاد الذين تحدثوا عن النهائي، فالجميع تحدث عن التحديات التي ستواجه الهلال أمام خصمه سيدني الاسترالي، من بنية جسدية قوية، وطول فارع للاعبيه، وقوة دفاعه وهجومه، وخطورته الواضحة في الكرات العرضية، لكن رهبة الخصم وخصوصاً عندما يكون هذا الخصم (أجنبي) إن حضرت في المباراة، هي من ستشل فريقنا وتنهي كل مزاياه الفنية وثقته بقدراته، بعيداً عن كل التحديات الأخرى، وهذه معضلة يعاني منها كل اللاعبين السعوديين في الواقع، وليست خاصة بلاعبي الهلال، ونتذكر كيف كان منتخبنا السعودي يلعب بخوف وربكة شديدة، أمام المنتخب الاسترالي في المباراة الودية التي كانت على هامش استعداده لكأس الخليج وآسيا، وكيف خسر المنتخب وبسهولة في الشوط الأول، وعندما تحرر من الرهبة في نهاية الشوط الثاني كاد أن يدرك التعادل ويفوز!! كل هذا يحدث في مباراة ودية، إذاً ماذا كان سيحدث لو كانت رسمية!؟ على لاعبينا أن يثقوا بأنفسهم وبقدراتهم ويدخلوا إلى أرض الملعب وهم يعون تماماً بأنهم أبطال آسيا وزعمائها، ويلعبوا بكل قوة ويتخلصوا من الرهبة المبالغ فيها، هذا هو السبيل الوحيد للحصول على الكأس، وهو الأهم قبل كل الأمور الفنية، فالخصم مهما كانت قوته فهو فريق جديد وتنقصه الخبرة على كل حال.
صالح الصنات