السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله تحدثنا في موضوعنا السابق عن الشرك الأكبر وبينا أنواعه ونبهنا إلى شرك فرعون وهو نوع من شرك الربوبية عرف بشرك التعطيل بقوله وما ربكم الأعلى فهو ينفي وجود الله جل وعلا والعياذ بالله ونوع أخر جعلوا مع الله شركاء كالنصارى عندما قالوا إن الله ثالث ثلاثة ونبهنا إلى شرك بالأسماء والصفات كإشتقاهم من أسماء الله الحسنى كقولهم اللات من الإله والعزى من العزيز ونبهنا عن شرك الألوهية الدعاء والنذر والذبح لغير الله والطاعة و المحبة لغير الله ثم ذكرنا لكم الدعاء الذي علمنا إياه سيد ولد ادم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونرجو من الجميع الإنتباه إليه وحفظه وترديده وهو اللهم إنا أنعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم فتعالوا نتفق أن نجعله دعائنا اليوم في سجودنا في صلاتنا بعد التسبيح عسى الله أن يغفر لنا جميعا ثم خص من تعرف بالدعاء لتكون دعوة في ظهر الغيب تنال اجرها من الله العزيز الكريم
موضوعنا اليوم وهو تكملة لموضوعنا السابق الشرك الأكبر عن :
الشرك الأصغر قال ابن سعدي: "هو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسّل بها إلى الشرك كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة، كالحلف بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك"وقال السلمان: "هو كلّ وسيلة وذريعة يتطرّق بها إلى الشرك الأكبر"
وعرفه بعضهم بأنه تسوية غير الله بالله في هيئة العمل أو أقوال اللسان، فالشرك في هيئة العمل هو الرياء، والشرك في أقوال اللسان هو الألفاظ التي فيها معنى التسوية بين الله وغيره، كقوله: ما شاء الله وشئت، وقوله: اللهم اغفر لي إن شئت، وقوله: عبد الحارث، وعبد مناف وعبد النبي ونحو ذلك"
واختار البعض أنه لا يعرف بل يذكر بالأمثلة، لأن تعريفه غير منضبط لكثرة أفراده وتنوعه، وذلك كما صنع ابن القيم
مصدر تسميته بالشرك الأصغر:
جاء في بعض النصوص الشرعية تسمية هذا النوع من الشرك بالشرك الأصغر.
فعن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: ((الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء))
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: كنا نعدّ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرياء الشرك الأصغر.
أنواع الشرك الأصغر :أنواع الشرك الأصغر كثيرة، ويمكن حصرها فيما يأتي:
[align=right]أ- قـولـي: [/align]وهو ما كان باللسان ويدخل فيه ما يأتي:
1- الحلف بغير الله تعالى .
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رجلاً يقول: لا والكعبة، فقال ابن عمر: لا يُحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من حلف بغير فقد كفر أو أشرك))
قال ابن تيمية: "والحلف بالمخلوقات حرام عند الجمهور، وهو مذهب أبي حنيفة وأحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد، وقد حكي إجماع الصحابة على ذلك.
2- قول ما شاء الله وشئت .
عن قُتيلة امرأة من جهينة أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تندّدون وإنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، ويقول أحدهم: ما شاء الله ثم شئت.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حلف أحدكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت، ولكن ليقل: ما شاء الله ثم شئت)).
[align=right]ب: الاستسقاء بالأنواء .[/align]قال تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذّبُونَ} [المعارج:82].
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (شكركم، تقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، وبنجم كذا وكذا)
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (ما مُطر قوم قط إلا أصبح بعضهم كافراً يقولون: مُطرنا بنوء كذا وكذا)
وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلـى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر السماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: ((هل تدرون ماذا قال ربكم؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب))
اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم
انتظرونا في الحلقة القادمة والتي ستكون بإذن الله تعالى عن الشرك الخفي
لا تنسونا من صالح دعاكم نفعني الله وإياكم بما نقرا ونسمع وجعلنا هداة مهتدين
وجنبنا وإياكم الشك والشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق
اللهم آمين