أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

لَا تَكْتُبُوا عَنِّي، وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ، فَلْيَمْحُهُ وَحَدِّثُوا عَنِّي، وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ "، قَالَ هَمَّامٌ: أَحْسِبُهُ، قَالَ: مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ


سند الحديث :

همام بن يحي عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي سعيد الخدري .
(أخرجه مسلم وغيره)

همام بن يحي : ثقة عندما يحدث من كتابه ، وضعيف ان حدث من حفظه .

قال ابن المديني : إذا حدث من كتابه عن قتادة فهو ثبت
قال يزيد بن زريع العيشي : حفظه رديء ، وكتابه صالح
قال عبد الرحمن بن مهدي : إذا حدث من كتابه فهو صحيح
قال زكريا الساجي : ما حدث من كتابه فهو صالح ، وما حدث من حفظه فليس بشيء


ولا ندري هل حدّث به من حفظه ام كتابه ، ويمكننا الترجيح أنه من حفظه لتفرده عن زيد دون باقي تلاميذه ، خاصا أن همام روي روايتين عن زيد فقط (بالإضافة إلي الحديث موضع البحث) ، وهما :

1- فِي الْجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً وَمِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ الْأَرْبَعَةُ، وَمِنْ فَوْقِهَا يَكُونُ الْعَرْشُ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ (رواها الترمذي)

2- إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ فَذَهَبَ أَحَدٌ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَمْنَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ، فَإِنَّمَا ضَرَبْتَ الشَّيْطَانَ (رواها ابن خزيمة)


لم يتابعه أحد في كلتا الروايتين .

فأين مالك بن أنس و هشام بن سعد صاحب زيد وغيرهما من أهل المدينة وابناه أسامة وعبد الرحمن ، وأين معمر ..الخ


وتابعه ابن عيينه ولكن المتن مختلف : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " اسْتَأْذَنَّا النَّبِيَّ صصص فِي الْكِتَابَةِ فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا (الترمذي)

وسفيان بن وكيع ضعيف .

وفي هذا المعني رُوري عن زيد بن ثابت :

أَمَرَنَا أَنْ لَا نَكْتُبَ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ (رواها أبو داود وأحمد) وهي من مرسلات مطلب بن عبد الله ، يرويه عنه كثير بن زيد وهو ضعيف .

فالحديث يبدو لي ضعيف سندا ، وفي متنه نكارة أوقعت إشكال كبير معروف وهو أن علماء المسلمين خالفوا هذا الأمر النبوي الواضح والذي لم يُعلل بعله ، وأجابوا بافتراض علة : عدم الإختلاط مع القرآن وهذا ضعيف فشتان بين النص القرآني (الإلهي من ناحية الصياغة) والنص الحديثي (البشري من ناحية الصياغة) .