بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم يبدأ مشوار طلابنا وطالباتنا مع عام جديد جعله الله عام خير وبركه ورزقنا الله من خيره وكفانا من شره ، فالعلم سلاح المرء الخير ونور دربه وغاية مطلبه ومبلغ مراده ، فالعلم مرتبط بدين ومرتبط بالأعمال ، فدين يأخذ بالعلم ، والإعمال ومنها العبادات تعرف كيفياً بالعلم فيصعب علينا العيش بدونه وهناك نصوص شرعية تحث على أخذه وتبين فضله فمثال على ذلك ماذهب إليه العلماء في تفسير قوله تعالى : ( ربنا أتنا في الدنيا حسنه وفي الأخرة حسنه وقنا عذاب النار) بإن المقصود بالحسنة في الدنيا العلم والعبادة وفي الأخره الجنه وقد قال نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : (من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع) وقال الإمام الحسَن البصري رحمه الله (يوزن مداد العلماء بدماء الشّهداء فيرجح مداد العلماء) وهذي أدله كافي على فضل العلم وعلو منزلة العلماء...
نعم طلب العلم قديكون صعب وقد يعتبره البعض مضيعه للوقت لكن الحقيقه غير ذلك تماماً فإن العلم يفيدك لايضرك ومهما كان قليل أوفي نظر البعض غير مجزي وإن الأفضل تركه فاليعلم بإنه سيكتشف أنه أخطاء وأنه ظلم نفسه وحرمها من حقها عليه فالحياة بدون علم كالحياة بدون هدف وبدون مستقبل ...
أخوتي فل نتعلم ولنتذكر إن العلم بحر يغترف منه ولا ينضب وإن فيه متعه ولذه لا توصف فالنغوص في أعماقه ولنقتني من ثرواته ولانكون كالقطط الجائعه التي تنتظر مايرميه لها الصيادون من فتات السمك عند عودتهم للشاطئ ....
طلب العلم يحتاج لنفساً قابله وراغبه لذلك وفي وقتنا الحاضر يحزني مايحدث لأبنائنا وبناتنا من قلت الهمه وضعف الإراده رغم توفير كل السبل الحديثة والمريحه لنجاح ويصادفنا إتهامات موجهه لإهل العلم والقائمين عليه وكأنهم سبب لفشل الطلاب والطالبات وتدني حالهم... ومايحزني إن بعض الأباء والأمهات تعليقهم دوماً بإن هذا الزمن سبب لفشل ابنائهم ولا إقول لهم سوا
نعيب زماننا والعيب فينا ** ومالزماننا عيب سوانا
وقد نهجو الزمان بغير جرم**ولو نطق الزمان بنا لهجانا
فزمن ليس له ذنب في سوء التربية وقلة الأهتمام ولو هجانا لماكفاه زمناً أخراً ...
فالنبحث عن العلم فالحمدلله نحن في بلد من الله عليها بحب العلم والحرص عليه فلانخشى سوا أن يأتي علينا زمن يقبض فيه العلم خاصه العلم الشرعي
قال عليه الصلاة والسلام : (يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم ، وقبل أن يرفع العلم قيل : يا رسول الله كيف يرفع العلم وهذا القرآن بين أظهرنا ؟ فقال: أي ثكلتك أمك ، وهذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا بالحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم، ألا وإن من ذهاب العلم أن يذهب حملته ثلاث مرار)...
*** وقفه ****
في طريقي لعملي في نهار هذا اليوم المبارك شاهدت سيارة من نوع جمس بها مجموعه من الفتيان وماشدني إليهم غير صوت المسجل الذي تعالى بدف وطبل حتى ظننت أني بقرب قاعة أفراح والذي فاق أستيعابي للمنظر هو الفتيان الذين هزوا الأكتاف وصفقوا وكإنهم الفتيات التي نشاهدهن في الأعراس!!
والمستغرب أن في خلف السيارة ملصق كبير أسود مكتوب عليه عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله ..
سبحان الله إزدواجية غريبه وضياع هويه فمالذي يجنيه هؤلاء المراهقين من هذا التصرف في وقت المفروض الواحد ينشغل في قرائة ورد الصباح ويسأل الله التوفيق والثبات وأعتقد أنهم لم يجدوا من يوعيهم ويذكرهم بفضل العلم وحسن التصرف والخلق فمنظر مقرف كهذا في شوارع بلدنا الحبيب قد يشوه صورتنا لدى المقيم والزائر...
في الختام أتمنى أن أكون قد قدمت موضوع يليق بفكر القارئ الكريم....