سامي القرشي – عكاظ
الانضباط مفردة واضحة المعنى في اللغة وهو وضع الأمور في نصابها والذي تحدده القوانين والأعراف، وهي الكلمة التي لا تحتاج لأكثر من صاحب أمانة وشجاعة لتحقيقها على أرض الواقع وبالكيفية التي لا يمكن معها التفريق بين ضعيف وقوي غني وفقير.
تعدد المكاييل معضلة أزلية منذ ميلاد البشرية وفي كل مجالات الحياة دون استثناء بل والسبب في هلاك من قبلنا، ومن هنا فإن الإنصاف الذي ينشده الجميع يقتضي الكيل بمكيال واحد يقع تحت طائلته الجميع ليسود العدل ويرفع الظلم وبهذا فقط تستقيم الأمور.
الرياضة كغيرها من مجالات الحياة المتعددة تضبطها اللوائح والتشريعات والتي يقوم على تنفيذها البشر وهي موطن خصب لترسيخ مفاهيم العدل والمواساة متى ما أراد أهلها ذلك وإن لم يكن فإنها المستنقع الزلق لكل أنواع الظلم والقهر وليس للمتضرر إلا العويل.
أعود على بدء أتيت فيه على تعريف مفردة الانضباط فأقول أن هذه اللجنة الحيوية في جسد اتحادنا الرياضي تعطي تعريفا واضحا لمعنى المكاييل وتنوعها كيف لا والقرارات والتي تصدر عنها لا تكاد تخرج عن توجيه العقوبات باتجاه أندية بعينها دون أخرى.
لا يمكن أن يمر اجتماع لتلك اللجنة دون عقوبة لجماهير بعض الأندية ولذات الأسباب مفرقعات وألفاظ وقصاصات أوراق وقذف قوارير ورفع أوراق نقدية وهي ذات المخالفات والتي ترتكبها جماهير أندية أخرى وتخرج وفي كل مرة نظيفة وبشهادة انضباط.
في المقابل، فإن جماهير ناد آخر استخدمت المفرقعات في النهائي الأخير وقذفت المساعد ورددت الألفاظ النابية واللجنة مهما تغيرت أسماؤها لا تحرك ساكنا حيال ذلك الأمر الذي بات مكشوفا ومثارا لسخرية الجميع.
يتعرض لأنكى وأقسى أنواع العقوبات الفردية في تاريخ اللعبة والتي ألحقت به الضرر الكثير والذي قد يتسبب بهبوطه لدرجة أدنى وأوقف لاعبه ثماني مباريات على خلفية تقرير إلحاقي مخالف وانتهاء بثنيان يوقف نصف عام.
من هم الذين يديرون لجنة الانضباط بعقليات مشجعين يتوشحون شالات أنديتهم؟ والأهم من هم الذين يغذون تلك اللجنة بتقارير (……) كتب على بعضها شديد العقاب وعلى بعضها الآخر (……..) ؟ لا أعلم. والعلم عند الله.