[poem=font="Simplified Arabic,5,white,normal,normal" bkcolor="limegreen" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أظلّتني النجوم فقلتُ هياّ = نخطُّ الليل شعراً ملحمياّ
نسوق مع السحاب شذى القوافي = ونهدي البدرَ لحناً شاعريا
أنا والشعر توأم مذ خُلقنا =نبوح لبعضنا دمعاً عصياّ
إذا حضر القصيد فلاأبالي = أمات الكون أم لازال حياّ ؟!
ركبت سفينة الإبداع شوقا = لبحر الجود أندى الناس رِياّ
سلاما ياأمير المجد يشدو = بها الوجدانُ إحساساً نقياّ
سلاما ياصديق الجود سارت = بها الركبانُ تغريداً شجياّ
سلاما كالطفولة فاض طهرا = لكم ياسيدي رام المُضياّ
بحور الشعر ياسلطان تبدو = أمام شموخكم قولا ردياّ
وقاموس البلاغة ضاق ذرعاً = فكيف سيحتوي مجداً فتياّ ؟!
أفاض المادحون وفيك قالوا = ملاحم شِعرِهم بوحاً ذكياّ
ومن صولاتك الأقلام خطّت = حكاياتٍ وتاريخاً غنياّ
وقال القائلون وفيك زادوا = وفيك تسابقوا وقتا ملياّ
وإنهمُ لعمري ماأحاطوا = سوى نزرا يسيرا هامشيا
أبا خالد يظلُّ الشعر أدنى = عُلاً منكمْ ولو زاد الرُّقيّا
فأنت البحر لافالبحر يُحصى = وأنت الغيثُ بل قد زدتَ شَيّا
وأنت اللين لافاللين أقسى = وأنت الصخرُ إنْ هزُّوا العُصيَّ
وأنت الوالد الحاني علينا = وللأعداء أقسانا دويّا
وأنت مساحةٌ خضراء غطّت = بلاداً تشتكي جدباً عتيّا
قلبتَ شقاءها مرحاً وأُنساً = فصار ظلامُها فجراً بهيّا
عيونك لليتامى دامعاتٌ = وطُهر يديك قد سلّى الشقيّا
ملايين الجياع بك استجاروا = فقلت لنصرهم: يارجلُ هيّا
لمستَ جراحهم وسمعتَ فيهم = أنيناً بين أضلعهم خفيّا
ظلالك وافراتٌ وارفاتٌ = ففيها الطيرُ قد يغفو مَليّا
ولاعجباً إذا ماالضأنُ يلقى = بقربِ الذئب مقيالاً هنيّا
لقد أعطاك ربُّ الناسِ قلباً = غدا بالحبِّ رمزاً عالميّا
مسافاتٌ خصالك لاأراني = سأقطعها ولو ريحاً عتيّا
فإنْ كانت فعالك ظاهراتٍ= سيبقى جُلّهُا كنزاً خفيّا !!
فماتدري شمالك حين جادت = يمينك خفيةً بذلاً سخياّ
وماتدري يمينك حين صارت = شمالك للورى نهرا وفياّ
تبسُّمُ وجهِك المألوفِ يغري = غُصين البان كي يبقى نديّا
ودفء لقاك يروي الناس أمناً = وهمسك إنْ حكيتَ أتى طريّا
تناثر عطركم في كل أرضٍ = من الوطن الحبيب شذىً زكياّ
أ حبّتكَ الحياةَ فكنت فيها = كبدرٍ في السماء بدا جَليّا
وغيرك وظّف الإعلام بوقاً = مقابل مدحه يلقى الجُزِياّ
نفاقاً صوّروه عظيمَ قومٍ = وإفكاً أوصلوه إلى الثرياّ
وماعلموا بأنّ المجد جمرٌ= عزيزٌ القبض لارطباً جنيّا
ومافهموا بأن الدهر يبدي = لنا ماكان مخفياًّ قصيّا
وأنّ خصالنا للناس تبدو = فمهما ندسّها تأتي عُريّا
أبا الأيتام شعبك لم يغالوا = إذا ذكروك صبحاً وعشيّا
وماوالله أفواهٌ تلامُ = إذا هي باسمكم غنّت سويّا
ولاعجباً إذا لاقاك طفلٌ = يضاهي الغيمَ أنفاساً وفََيّا
يضمُّكَ ضاحكاً ويقول (بابا ) = وأنت تضمُّه صدراً دفيّا
بدا بدراً وقد أخفى جيوشاً = من الأوجاع لم ترحم صبيّا
قطعت لأجله عهداً غليظاً = ويبقى العهد ياسلطانُ حيّا
فتحتَ مسالك الدنيا علاجاً = له ولغيره بذلاً رهيّا
إذا ضاق الزمان على جريحٍ = وهدّ البؤس إنساناً شقياّ
وناح العاجزون من المآسي = ولم يلقوا لهم قلبا رضياّ
أجبتهُمُ أباخالد كغيثٍ = يحيلُ الجدب روضاً مخملياّ
ولنتَ لهم ولم تبخل عليهم = فأنت الجود بل قد زدتَ شَياّ
فسبحان الذي أعطاك قلباً = على الشاكين قد أضحى وصياّ
فصرت الملجأُ الحاني لشيخٍ = تقاطر دمعه نزفاً شجياّ
وللأمّ التي عالت يتامى = غدت كفّاكَ بستاناً شهيّا
غمرت صغارها عطفاً وفضلا = أليس الفضلُ كان لكم أُخياّ ؟!
فياخير الرجال أدام ربّي = عليك نعيمه سحاًّ هنياّ
وكل الناس ياسلطانُ تدري = بانك مالعقتَ المجد غياّ
ولم ترث المكارم إرث مالٍ = يجيء مسالماً سهلاً دَعِيّا
وماحزتَ الصدارة محضَ خبطٍ = من العشواء حظاًّ حاتمياّ
وماشرف المكانةجاء كرها = إليك يُقادُ مغصوباً سَبياّ
ولكنّ العظام وأنت منهم = بأنفسهم يرامون الرُّقياّ
فإن وثبوا يصير الشوك ورداً = وإن عزموا يشع الكون ضيّا
وإنْ وعدوا بإذن الله أوفوا = وإنْ مدّوا فقد مدّوا جِزيّا
وإنْ ضربوا فمضربهم هلاكٌ = وإنْ حبّوا فماأحلى اللقيّا
قرنتَ القول بالأفعال حتى = اليك المكرمات أتت جِثياّ
وماغرّتك دنياً لاأراها = سوى حُلمٍ سيبقينا بِكِيّا
أتتك زخارف الدنيا تهادى = ملذّاتٍ قد امتلأت حُليّا
فلم تركن لها يوماً ولكنْ = زهدتَ بها ولم تعصِِ العلياّ
أخذت نصيبك المشروع منها = وماخالفت في النهجِِ النبيّا
شكرت الله واستكثرت حمداً = لمن سوّاك إنساناً سويّا
فزادك واهب الأرزاق ِخيرا = فكنت بخيره عبداً تقيّا
تناثر عطرُكم في كل أرضٍ = من الوطن الحبيب شذىً زكياّ
إذا ضاق الزمانُ على جريحٍ = وهدّ البؤس إنساناً شقياّ
وناح العاجزون من المآسي = وبات هلاكُهمْ أمراً حَريّا
زحفتَ لهم أباخالد كغيثٍ = يحيلُ الجدبَ روضاً مخملياّ
ولنتَ لهم ولم تبخل عليهم = فأنت الجود بل قد زدتَ شياّ
فسبحان الذي أعطاك قلباً = على الشاكين قد أضحى وصياّ
فصرت الملجأُ الحاني لشيخٍ = تقاطر دمعه نزفاً شجياّ
وللأمّ التي عالت يتامى = غدت كفّاكَ نهراً سُكَّريّا
رحمتَ صغارها ورفعت عنها = جبال الهمِّ ياورِعاً تقيّا
تقول لها وقد أخفيتَ دمعاً = أياأختاه عُدِّيني أُخَيّا !
فياخير الرجال أدام ربّي = عليك نعيمه سحاًّ هنياّ
وأبقاك الإلهُ عزيز قومٍ = وسيفاً صارماً صلداً أبيّا
شعر\ حمدان بن سالم العنزي - عرعر-
الإدارة العامة للتربية والتعليم[/poem]