السلام عليكم ورحمة الله
تزويج فتيات في سن المراهقة لمسنيـن في السبعينات من أعمارهم
قبل عدة أيام قرأت في إحدى الصحف عن موضوع أزعجني كثيراً ألا وهو تزويج بعض الآباء لبناتهم الأبكار دون أخذ موافقتـهن وفرض رأيه على ابنته وعلى جميع من يعارضه والمصيبة عندما يقوم بتزويجها لمن هو أكبر منها حيث يبلغ الستين أو السبعين من عمره وهي لاتزال صغيره لم تتجاوز العشرين من عمرها وذلك بحجة أنه أعرف بمصلحتها وقد نسي أو لم يعرف هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تنكح الأيم حتى تـُســـتأمر ، ولا تنكح البكر حتى تـُستأذن ، قالوا : يارسول الله وكيف إذنها ؟ قال : أن تسـكت ) .
فالنهي عن إنكاح البكر قبل اسـتـئذانها ، ومقتضى طلب إذنها ، أن نكاحها بدونه باطل أيضاً ، ولا يكفي في إستئمار الثيب واستئذان البكر مجرد الإخبار بالزواج ، بل لابد من تعريفها بالزوج تعريفاً تاماً ، عن سـنِّه ، وجماله ، ومكانته الإجتماعية ، ونسبه وغناه ، وعمله ، وكل ما هو ضد ذلك وغير ذلك مما فيه مصلحة الفتاة فكيف ببعض الآباء يلجأون إلى ظلم بناتهم بفرض الرأي التعسفي وعدم الإهتمام بمسألة التكافوء بين الرجل والفتاة من ناحية السن أو الناحية الصحية فربما يكون يعاني من أمراض متعددة وخطيرة مثل السكري والضغط وغير ذلك من أمراض الشيخوخة ، للأسف مارس هذا التعسف من أجل الحصول على حفنة من المال ونسي المسكين أنه سينتهي يوماً ما لكن ظلمه لأبنـته لن ينتهي، فإن حصل الطلاق فقد ظلمها وإن أستمرت في حياتها الزوجية فهي غير سعيدة في الغالب وذلك لأنها اُكرهت على الزواج مما يجعلها تشعر بأنها كالسلعة لم يهتم ولي أمرها بمشاعرها ومصلحتها وهذا من أبسط حقوقها .
فهل نتخيل أن هناك آباء يعيشون مثل هذا التخلف وسوء التعامل مع بناتهم من أجل المال ؟؟.