بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ..
أواصل معكم سلسلة أشراط الساعة والتي توقفنا فيها عند نزول عيسى عليه السلام
صفة نزوله عليه السلام
بعد خروج الدجال ، وإفساده في الأرض ، يبعث الله عيسى عليه السلام ، فينزل إلى الأرض ، ويكون نزوله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق الشام ، وعليه مهرودتان ، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدّر منه جمان كاللؤلؤ ، ولا يحل لكافرٍ يجد ريح نَفَسه إلا مات ، ونفَسَه ينتهي حيث ينتهي طرفه .
[ مهرودتان ] : لابس مهرودتين ، أي ثوبين مصبوغين بورس ثم زعفران .
ويكون نزوله على الطائفة المنصورة ، التي تقاتل على الحق ، وتكون مجتمعة لقتال الدجال ، فينزل وقت إقامة الصلاة ، يصلي خلف أمير تلك الطائفة .
قال ابن كثير : [ هذا هو الأشهر في موضع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق ، وقد رأيت في بعض الكتب أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق ، فلعل هذا هو المحفوظ .. وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي إلى جانب الجامع الأموي بدمشق من شرقية ، وهذا هو الأنسب والأليق ، لأنه ينزل وقد أقيمت الصلاة ، فيقول له إمام المسلمين : يا روح الله ! تقدَّم . فيقول : تقدَّم أنت ، فإنه أُقيمت لك . وفي رواية : بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمة ] .
وذكر ابن كثير أنه في زمنه سنة إحدى وأربعين وسبع مئة جدّد المسلمون منارة من حجارة بيض ، وكان بناؤها من أموال النصارى الذي حرقوا المنارة التي كانت مكانها ، ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة ، حيث قيّض الله بناء هذه المنارة من أموال النصارى ، لينزل عيسى بن مريم عليها ، فيقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ولا يقبل منهم جزية ، ولكن من أسلم وإلا قُتل ، وكذلك غيرهم من الكفار .
ففي حديث النواس بن سمعان الطويل في ذكر خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا بعث الله المسيح ابن مريم ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، بين مهرودتين ، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدَّر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافرٍ يجد ريح نفَسَه إلا مات ، ونفَسَه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه ـ أي : يطلب الدجال ـ حتى يدركه بباب لد ، فيقتله ، ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه ، فيمسح وجوههم ، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ) صحيح مسلم .
الحكمة في نزول عيسى عليه السلام دون غيره .. هذا ما سنعرفه في الجزء القادم بإذن الله تعالى .
[align=left]* أشراط الساعة / يوسف الوابل .[/align]