نسيمات هواء تعبث بشعري..وليل لم يستطع البدر إزالة سواده الذي تغلغل في أعماق قلبي..
لم يكن لدي من أخبره ما بداخلي.. لم يكن لدي من أخرج له همي .. سواه هو ..هو من يشاركني في
حزني هو شريكي في وحدتي .. إنه _قمري الجميل_ ..
الذي يستمع لي دون كلل أو ملل ؛ لأنه هو كذلك وحيد مثلي..
أكتب له فيقرأ .. أقرأ له فيستمع .. ولكن "دون تعليق"...
أشعر برغبة جامحة في البكاء .. أغمضت عيني فازداد السواد.. وفــــجأةً..
تذبذبت أمام عيني صور شتى.. رأيت مدرستي, رأيت نفسي وصديقاتي نمرح بها،
رأيت معلماتي وهن منهمكات في الشرح مرة يضحكن ومرة يكن في قمة ومرة يكن
في قمة الجد.. ثم أتت يد عابثة فمحت جميع تلك الصور ...
براكين من الألم في صدري تخرج سيولا وجنتاي مجراها..
دموعي تنهمر بحثا عن إجابة لما أنا فيه .. عقلي لا يحمل سوى ملف ذكريات حزين أسترجعه كل
يوم ورقة ورقة ..
فتحت عيني ومسحت دموعي التي شقت الأخاديد على وجنتي ..حملقت في قمري الغالي وسألته
أسئلة طالما ترددت في نفسي ولم أجد إجابة لها "أيا قمري : لماذا نحب مع أننا سنفارق من قد أحببناهم؟!
لماذا نتعلق ببعضنا وتقوى علاقتنا بمن حولنا قبل فراقهم بفترة قصيرة؟!! لماذا يرحل من قد أحببناهم مع علمهم
بحبنا لهم ..؟!!!!
كنت أنتظر إجابته بكل لهفة |ولكن| أتت غيمة فحجبت عني قمري العزيز ..فعدت إلى غياهب الحزن..
إني أحمل في داخلي أرتالا من الدموع ممزوجة بالإحباط والكآبة واليأس ..
آهات صدري تزفر وأنين تفجر ودمع عيني فاض وأشجان نفسي تصرخ لم ؟ لمااااااااااااااا؟!!
حتى أنت أيها القمر تركتني ليعبث الحزن بي وتقطع الوحدة ما بقي من قلبي *هذا لو كان به بقية*..
لقد اصبحت أبتلع دموعي وأحس بمرارتها .. تمنيت أن أضع ستارا حديديا بيني وبين أفكاري، ولكن كيف؟
كـــــــــــيف ؟!!
قلبي يهتز كفقاعة يلحق بها طفل صغير ليفقعها ..،،
؛,؛،؛
في هذه الحياة يوجد أشخاص يحملون قناديلا ليضيئوا أمام غيرهم الدروب .. هؤلاء من سأفتقدهم..نعم هؤلاء..
صحيح أن غيرهم يحمل نفس القناديل ولكن هذه القناديل لا تعمل إلا بـ|الطاقة الجماعية".. فلو فقد واحد
منها لم تعمل كلها ...!!
سيرحلون ، ويخلفون وراءهم قلوبا ستنزف دما لفراقهم ........//
؛,؛،؛
الأربعاء : 7/15 / 1430هـ
7'3 ليلا ><..