رامه محمد الزنيدي الفائزة بالمركز الاول في منافسة الابتكار على مستوى المملكة

رامه محمد إبراهيم الزنيدي ، البالغة من العمر 16 سنة ، الثانوية الأولى بمحافظة عنيزة ، والفائزة بالجائزة الأولى للإبتكار على مستوى المملكة العربية السعودية عام 1432هـ (إبتكار جماعي)

رامه في عائلتها :

رامه في عائلتنا هي تلك الفتاة الهادئة والغامضة نوعا ما .. كانت ومازالت رامه يداً منتجه داخل أسرتها منذ طفولتها .. تبدع في الأعمال البسيطه فصنعت لنا العديد من الأساور وإكسسورات الشعر ... الخ ، يعجبنا في رامه روحها الطموحة والتي لا تعرف المستحيل وشخصيتها الدقيقة التي رأينا فيها مستقبلاً واعداًً لرامه .. فكنا دائما ما نردد رامه تصلح دكتوره وفعلاً تحققت نظرتنا في شخصية رامه المميزة .. فقد إرتفعت طموحاتها وتطورت أعمالها وأصبحت شيئاً يفتخر به الوطن معنا .

رغم صغر سنها ورغم كل المحبطات في مجتمعنا استطاعت بخطواتها الواثقة وشخصيتها العبقرية أن تترك خلفها ما يستحق النشر ..

رامه يكفينا فخراً أن نرى في شباب أمتنا طموحاً كطموحك .. ويكفي عنيزة فخراً أن توجتيها وسام المركز الأول في الإبتكار على مستوى المملكة
.

عزيزتي رامه .. أنا لست صحفيه ولكني شخصاً فرح لك من أعماق قلبه .. ورفع لك إلى السماء دعوات صادقة بالنجاح والتوفيق .. فدعيني أجري معك هذا اللقاء ..

للأسف تعيش أمتنا في عصر مظلم عُطِلت فيه عقولنا حتى ترسخت لدى الكثير منا قناعات تقول : "أن الإبداع والإبتكار محصور للغرب ومستحيل أن يكون لنا" فكيف تغلبت رامه على تلك القناعات السائدة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ؟

أنا لا أؤمن بهذه الأفكار المظلمة ..
فأمتي هي من رفعت قواعد الإبتكار والإبداع وأجدادنا هم من بادروا بذلك وأسسوا قواعد الإبتكارات والإختراعات وليس الغرب.

وفي وقتنا الحالي تضج بلاد الغرب بالمفكرين والمبتكرين ذوو الإنتماءات المختلفة ومنهم عرب ومسلمين ، وفي وطني مئات العلماء وألوف من العقول الموهوبه ولكن علينا أن نثق بأنفسنا وبقدراتنا ونتوكل على الله ثم نعمل ونبدع .

وعنيزة مدينتي الغالية هي مدينة العلم والعلماء ومدينة الأوائل وكان ومازال أبناء عنيزة لهم السبق في كثير من الإبتكارات والإنجازات.


في طريق كل مبدع حجارة يتعثر بها من المحبطين والمخذلين والمسوفين ، فهل واجهت رامه تلك الحجارة في طريقها .. وإن كان كذلك كيف استطعتي إكمال الطريق ؟

نعم هذا شيئ مؤكد .. فهناك في كل مكان محبطين ومشجعين ولكن عليك أن تأخذ من الناس الكلام الإيجابي والنقد البناء وتصم أذناك عن كلامهم السلبي ، والناس غاية لا تدرك .


هل ذكرتي لنا بعض المواقف المحبطه التي واجهتك ؟

هناك الكثير من الناس استخفوا ببساطة الأدوات التي إستخدمنها فكانوا يستغربون عندما نشرح لهم مكونات إبتكارنا وأنها تتكون من الخشب والفلين ، وخفي عليهم أن الإبداع بالفكره وليس بالأدوات فالجبال من الحصى والبحار من القطرات .

وأيضاً كثيراً ما قالوا لنا أن الإبداع والتميز الحقيقي هو في التميز الدراسي فقط وعلينا تسخير جهدنا وطاقاتنا في ذلك ، وأن هذه الإبتكارات جهد مشتت عن الدراسه .. ونحن لا ننكر مدى أهمية التميز الدراسي ولكن هو ليس كل شيء وكل من اجتهد فيه سيتميز حتماً ، أما الإبتكارات العلمية هي تميز من نوع أخر .. ولا يخفى علينا أن أكبر الإبتكارات وأهمها في حياتنا كانت من الفاشلين دراسياً كنيوتن .

أنا لا أقول أن علينا الإبتكار وإهمال الدراسه ولا أقول علينا أن نتميز في المدرسة ونهمل مواهبنا ولكن علينا أن نتميز في الإثنين معاً .


فعلاً فنحن ننتسب لأمة علمتنا أن نرفع أسقف مطالبنا وعلمتنا أن نطلب الفردوس الأعلى ، رامه دعينا نتعرف على إبتكارك عن قرب ، اشرحي لنا ما هيته ؟

إبتكارنا عبارة عن عدسة لجهاز البروجكتر مهمتها تسهيل العرض فبدلاً من تحريك جهاز البروجكتر في كل مرة لموازنة الشاشة .. عند إستخدام إبتكارنا يكفيك فقط أن تحرك هذه الشاشة لموازنة العرض بالمكان الذي تريد وبزوايا قائمة وبدقة عالية .




أراك تتكلمين بصيغة الجماعة كقولك (إبتكارنا) فمن شارككِ هذا العمل ؟

نعم هو عمل جماعي مُشترك مع الأخوات :
- شهد إبراهيم القاعان
- منال عبدالعزيز الخويطر


بارك الله مسعاكم وجعله نجاح في الدارين .. أخبرينا كيف أنار مصباح هذه الفكرة في عقولكن؟

عندما كنا في ورشة البحث العلمي بمركز الإشراف التربوي بعنيزة جاءتنا الفكرة من منظار الغواصه الذي يشاهد الناس من خلاله ما فوق سطح الماء عبر العدسه العاكسه .




رائع!! .. إن سنة الحياة أن يكون لكل عمل خطوات مهما علا شأن صاحب هذا العمل فهاهو رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم- والمؤيد من رب الأرباب لم يشذ عن هذه السنه فكان جهد دعوته عباره عن خطوات ومراحل ومحاولات بدأت بالسرية وانتهت بالعالميه .. فهل شرحتي لنا خطوات ومحاولات ابتكاركن؟

كان عملنا نتاج 11 محاوله .. وبزمن يقدر ببضع شهور


أطلعتينا على فكرة هذا الإبتكار وعدد المحاولات لإنجاحه ، ولكن أريد أن أعرف ماهي مراحل الوصول للمركز الأول في الإبتكار على مستوى المملكة ؟

- بعد أن تم إعداد المشروع ساعدنا الإشراف التربوي بعنيزة مشكوراً على كيفية إعداد الشرح المثالي للمشروع وكيف يتم عرضه بطريقه صحيحة على لجان التحكيم.
- بعذ ذلك توجهنا لمركز صالح بن صالح الثقافي بعنيزة وقدمنا مشروع الإبتكار ضمن عدد من المشاريع المقدمة ليتم تصفيتها وتأهيلها للمنافسة على مستوى القصيم .
- فكانت المنافسة على مستوى القصيم بالإشراف التربوي ببريدة وقمنا بعرض مشروعنا على لجنة التحكيم فتم تأهيلنا للمنافسة على مستوى المملكة .
- ثم توجهنا لمركز الظهران الدولي بالخبر وعرضنا مشروعنا وحصل بفضل الله على المركز الأول على مستوى المملكة.



علمت أن المرحلة القادمة ستكون إما بكوريا أو جنيف بإذن الله .. ماذا سيكون هناك ؟

المرحلة القادمة هي مرحلة المنافسة العالمية ونسأل الله التوفيق ، كما أننا سنشارك في أحد هذه الدول بمعرض للإبتكارات العالمية .


رامه هل تسعون في تطوير هذا المشروع؟

نعم .. والشكل التالي هو ما نطمح بأن يصل إبتكارنا إليه :




ورسمنا عدد من الخطط سنقوم بتجربتها بإذن الله حتى نطوره للشكل السابق.


دعينا ننتقل للجانب الأخر الجانب الأخضر .. أشخاص ومواقف شجعتك في إكمال هذا العمل وتحقيق هذا النجاح ؟

أكبر داعم لنا هو الله عز وجل .. فالتوكل عليه يعطيك شعور بالرضا عن نفسك ويعطيك دافعاً للعمل والنجاح ، فله الحمد وله الفضل الأول في هذا النجاح .

ثم بعد ذلك كان دعم أباءنا وأمهاتنا دافعاً كبير لنا في إتمام هذا العمل فهم وفروا لنا الأدوات وشجعونا على المشاركه في الإحتفالات والمسابقات فجزاهم الله عنا كل خير.

وكان الكثير من مشجعينا الذين انبهروا بإبتكارنا هم من لامس هذا الإبتكار حاجتهم وخاصه أن أساليب التعليم تطورت وكان علينا أن نسهل الطريق لتحقيق وسائل التعليم الحديث في مدارسنا .


بعد هذا النجاح وإستلامكن جائزة المركز الأول في الإبتكار .. هل تغيرت نظرة الناس لكن؟

نعم فكان هناك من قال لنا اجلسوا وركزوا بدراستكم ولا تروحون للخبر واثقين بالفوز مثلاً!! والآن يهنؤننا على هذا الفوز .
وكثير من الأقارب والأصدقاء لم يتوقعوا أن نصل إلى هذا المستوى والآن هم فخورين بنا وقام عدد من الصحفين بمقابلتنا .. وستقوم جمعية قطرة النسائية وبحضور حرم أمير منطقة القصيم بتكريمنا.

ولكن نحن لا نريد إلا أن تتغير نظرة الناس في عقول أبنائهم ويسعون لتشجيعم ودعمهم بكافة الوسائل والمجالات.


أخيراً .. لديك شخص واحد لتهديه هذا النجاح .. فمن سيكون؟

أهدي نجاحي لأمي الغالية فوقفتها معي ودعواتها لي .. دين لا اعلم كيف أرده .. فتقبلي مني يا أمي هذا العمل هديه وهذا النجاح ثمره لجهدك وتعبك من أجلي .



شكراً لكـ إبنة خالتي .. بأن منحتي قلمي هذه الدقائق .. ليخط لك ما خط .. واعلمي أن كل حبر سال من قلمي في هذا اللقاء وكل حرف سُطر فيه يحاولان تشجيعك .. ويتمنيان لك نجاحاً دائماً في الدارين .. وأن تكوني نجماً في سماء أمتي .. لا زبداً في بحرها ..