عِنْدَما تَبْطش كَان بــ ما كَان

تُصْرَعُ الحقيقة

ويَنفلتُ زمام إِثْباتها

مع فُقدان يُحكى أَنَّ لقيمتها


( في قديـــــــــــــــــ ـــم الزمان )



في سالفِ عصرٍ ...

كُنْتُ فيه أسيراً لقهر الأوان


مصفداً بأغلالِ دوَّامة قسوة الرحمة

وقد استدرجت خطاي ...

لتعصف بها إلى بئس المصير


سَدَنَتها ...

لهيب جَلْد الذَّاتِ للَّذات

ولَسَعَات ذات لهبٍ قَيَّدَتْني رَأْساً على عقب ...

لأَقرأ اتّجَاهات سبيل الهروب من الشَّمال إلى يمينِ الغرب

بعد أن وُشِمَت خارطته ندبات

طرّزت سطح الجسد


كلَّما تَبِعتها ...

فَرَرْت من هجيرها إلى زفير برودة دمِ قهقهاتِ اليأس

ينفُثها حطباً ...

يُؤجّج أُوار نار ظلم ذوي القربى

لتَسِيل على إِِثر لابتها أودية وشعاب تضاريسٍ

شَكَّلتها تلك اللَّسَعات وأَخَواتها على خط استواء ظهري



أتت على أخضر ضيّ العين

فتيبَّس سوادها لتَنْطفِئ



فحُرِمْت من نعمة البكاء

من حرقتي ...

على شَمَاتَة نكرانِ الجميل

وتمايله طرباً لأنَّاتي


مُستثيراً حماسة رمية الغدر

التي استهدفت راية استسلامٍ كنت أشهرها

فأَخَطَأَتْها ...

لتُمزّق أحشاء عظمة ساعدي بأخرى

أصابت مقتلها في مقتل

بيدِ من اشتدَّ ساعده فغدر بي


غيَّبتني عن الوعي ...

فلم أفقْ ...

إلاَّ على صيحات تنافس الوهن وسوء الكبر ...

يرميان أقلامهما أيّهما يكفلني

بعد أن تَرَمَّلتْ كرامتي قبل عافيتي



كان ذلك تفصيلاً ...

أوجَزْتُ فيه ما وقع بي من بلاء


إبَّان أعوام حزنٍ ...

عاشَ خلالها إنكار العشير وخليلته مبلغ السعادة


أرويه لسخطي على هوَانِ بأيّ ذنبٍ قتلت ...

حتى لا تُصاب استحالة تبدّل الحال بغرور العظمة والجنون


فتتَّعظ الـ أنا وتَعْتَبِر ...

من مآلِ من انتَفخَ على جَمجَمة صريح العبارة غيظاً

وألحَّ عليها بالسؤال عن مَدْعَاة تلميحي له بأنَّه من جنى ؟


وهل أَعلمُ ..

بأنَّه فكَّر وقدَّر

فاستَبَاحَ المُوبقات

لكي لا أعلم ؟


حتى يَئِس من إجابة قَسَمَات وجهي المتحجّرة على سخيف أسئلته

فعَبَسَ وبسر

ثمَّ أقبلَ واسْتَدبَر


فادّكَرَ بعد حين ...

كتابي ذو الثلاث سنوات صفحةٍ وصفحة


فهرعَ ليهزَّه إليه

لتسقط منه صورة ...

تعكس دهشته الجلل من تصوّره الواهم

بأنَّني سأتبرَّأ من خبث براءتي

وأتبنَّى حسن النية وقد حَصْحصَ الحق ...


فتأبَّطَ هَلَعاً !!!

وتَقَوقَعَ قوقعته ... يَتَرَقَّب فَاقِرَة من يَمْنعك منّي الآن



تباً ...

لوقاحة ارحموا عزيزَ قومٍ ذل


كيف حطَّت من قدرها...

وتجرَّأت على اعتلاء محيَّاه ؟


فلم يكُ قط عزيزاً

وهو من حَكَمَ على عِزَّة نفسه بالذُّل


آلآنَ صبحتُ أنفس كنوزه ؟


ألن يَكُفَّ عنّي وعنه ليَّ اللّسان ...

وزخرفته لزيفه بكذبه ؟


أما زال مُعْتَنِقاً لمذهب المَسْكَنَة ؟


داعياً إلى الإيمان بـجواز كفرِ النعم ؟


مُتَقَمّصاً شخصية ضحية الصبر على الجزع ...

إكراماً للعًشْرة ؟





هيهات !!!






رغم هذا وذاك ...

إياكِ يا أنا ونُبْل استغلالِ الضَّعف

فمازلتِ في عداد المؤلَّفة قلوبهم

حديثة عهدٍ بأسى

حيث لم يحل حول على ساعةٍ

أُبْدِلتِ فيها بنقيضه




فلا تُريحيه بالانتقام

ودعيه يختنق بصدى استجداءاته لكِ لتفعلي



ثمَّ اطلقيه ...

لتتلقَّفه عضّات أصابع الندم

فتُقطّع عروق صحوة فؤاده الميت



ثمَّ اكسري شوكة الثَّأر

واطعني بأحد نصفيها رأس إبرة ...

تحقنين بها سقيم العفو عند المقدرة


واغزلي بالآخر ما يَسْترُ عرض الجراح



أمَّا أنا يا أنا ...

فسأغضُّ الطرف عن سهو القلم ...

وأتعمَّد تأنيثَ المذكَّر وتذكير المؤنَّث بأنوثته

علَّني أقتنع بانتهاء عبارة دفين الحقد بتاء تأنيثٍ

تُنطق ولا تُكتب بمحاذات فضيلة الاعتراف بالذنب



ضميرها غائب

ولو حضر...

لتَجرَّد من تأنيب الضمير

وشَهِدَ لها بالعطف زوراً وبهتاناً



ثمَّ سَأَضَع القلم ...

نُزُولاً عند رأي عبثاً تحاول


فلن تتناسب فضاعة الفعل

وجنس من أَسْماه تضحية ...

لكي يتنصَّل من وِزْره

ووِزر من اتَّبع هديه واستنَّ ببدعته



ولو ضُرِبَ بتكامل قواعد اللُّغة...

عرضَ حائطِ تفاضلها بالــ (الضَّــادٍ ) ....




فَيَا من فَطِنَت جارته

بأنَّني إيَّاه أَعني ...




قِفْ عندَ ما شئت وتجاوز عمَّا شئت

ثمَّ عدْ لما شئت وفَسّره كيفما شئت



وعِشْ في تباتِ نَبَاتك

بعيداً عن كاني ومكاني

وعصري وأواني



هُناك

في مَنْفَاك ...

في قديـــــــــــــــــ ـــم الزمان