لست أدري من أين أبدأ في هذ المقال, أمن دمعة أبي عبدالله الصغير,آخر ملوك بني الأحمر, أم من دمعة محمد الدوري مندوب العراق لدى الأمم المتحدة, فالأول وقف ليلقي نظرته الأخيرة على غرناطة ,زفر زفرته الشهيرةعلى وطن ضاع, وأصبح المكان مزارا,, يعرف بزفرة العربي, زجرته أمه حينها قائلة: أبك كالنساء على ملك لم تصنه كالرجال,,أما محمد الدوي ابن العراق وأستاذ القانون الدولي بجامعة بغداد ,سطر لنا بدمعته بل حفر في وجدان كل مشاهد جرحا عميقا,, محمد الدوري عندما شاهد مناظر السلب والنهب في بغداد قال قولته الشهيرة (قلبي يعتصر دما)وغلبه الدمع فسالت بدموعه ماقينا , مساحة من الحزن بين الدمعتين (ملك) يودع ملكه و(ممثل) لبلد يعتبر منار حضارتنا الاسلامية وأي بلدكالعراق التقت الدمعتان لتسطر لنا تاريخا من مأساة أمة أصبحت تسطر تاريخها دموعا بعد أن كانت تسطره أمجادا.
ويح العروبة كان الكون مسرحها.......................... فاصبحت تتوارى في زواياه
غصت كتب الأدب بالمراثي من ذلك الشاعر الذي قال:
يازائرين الى الزوراء لاتفدوا............................ فمابذاك الحمى والدار ديار
مرورا ببكائية الرندي
لكل شيء اذا ماتم نقصان.............................فلايغ� � بطيب العيش اٍنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول........................من سره زمن ساءته أزمان
عندما شاهدت دموع محمد الدوري
المرتهن حبا للعراق والمرتهن أهله لدى النظام من رأى صورته والقلق يحدد تقاسيم وجهه يدرك أن
الرجل كان يعاني كارثة نفسية ومن أجل وطنه أهرق الدمع حبا و حسرة تخفيفا لوطأة الألم التي يعانيها آنذاك
لم يكن الشفاء بتلك الدمعة كما قال امرؤ القيس بل كانت وشاية لسيل من الدموع ومازال العراق يبكي
واٍن شفائي عبرة مهراقة.............. فهل عند رسم دارس من معول
لم أتمالك نفسي آنذاك وذاك الباسق كنخل البصرة يتلظى ألما, نعم محمد الدوري الفارس العربي الذي أستطاع في تاريخ أمتنا الحديث,, أن يحول الرأي العام العالمي لصالح بلده بعد أن لازمنا الفشل دهرا طويلا أستاذ القانون الدولي ثلاثين عاما لم يطلق مثل عربي ويصبح مضربا في مجلس الأمن إلا بعد أن نطقه الدوري بلهجته العراقية(فاقد الشيء لايعطيه) ترى من سيبكي بعد الدور وممثل أي نظام عربي أو اسلامي بعد محمد الدوري لربما يكون المرشح سوريا أو إيرانيا وربما يكون مصريا وربما يكون سعوديا تعددت الجنسيات والدمعة عربية من مآقيها حتى سقوطها على الثرى فلله الأمر من قبل ومن بعد(اٍن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم)
منذ ذلك الحين بدأ يتهاوى تاريخ العرب حتى تلاشى , الأعاصير القادمة لن تجد تاريخا بعد سقوط عاصمة الخلافة بغداد, لكنها ستهب على الجغرافيا وتمزق الأمة شر ممزق, بوادر أمل تلوح في أفق الضياع, من بغداد نفسها فالإدارة الأمريكية , بدأت تتحدث عن الورطة في مستنقع المقاومة العراقية, الولايات المتحدة لاتسيطر على الأرض فقط تسيطر على السماء , ورئيس الحكومة العراقية يعيش في محمية تسمى المنطقة الخضراء ,كوبر محمية شدا, والانفلات الامني في العراق سيقص أجنحة الجمهوريين فالخسائر تتزايد والرأي العام الأمريكي لن يرحم أحد