النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: - مؤتمن بركات –

  1. #1
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    الدولة
    uae
    المشاركات
    28

    - مؤتمن بركات –

    - مؤتمن بركات –





    الفصل الاول

    المائدة المستديرة وسط الغرفة تكاد تجثو علي قوائمها .. الكتب المتراصة علي ظهرها أكثر من طاقة تحملها.

    نظر مؤتمن بركات بعين نصف مفتوحةالي المائدة المستديرة ثم اشاح عنها بوجهه الي الحائط المقابل لسريره الذي ينام عليه .. عاد بوجهه ينظر الي كم الكتب و فرك عينيه

    فكر مؤتمن قليلا .. نعم عليه ان ينتهي من مراجعة كل تلك الكتب الليلة .. قرأها من قبل لكن عليه المراجعة .

    انخفضت أصوات الصبية القادمة من الزقاق المجاور لبيته .. ما زالت أم ميسور بائعة الفجل تنادي علي بضاعتها .

    لم يكن بيت مؤتمن مثل باقي البيوت .. كان بيتا مترامي الاطراف .. متعدد الغرف و تخبرنا الزخارف الموشاة بالذهب علي الجدران و الاسقف المتهالكة أن مؤتمن سليل أثرياء ..

    لا يوجد بالبيت كله من الانس سواه و من الاثاث الا السرير و المائدة المستديرة في غرفة واحدة .. أما باقي الغرف فلا يوجد بها الا أرفف مثقلة بكتب من ألوان و أحجام متنوعة.

    تمرغ في سريره ينزع عنه الكسل .. فرك عينيه مرة أخري .. ثم هب واقفا .. تناول الثقاب من علي المائدة .. ثم تناول قنينة الزيت و سكب بعضا منه في المصباح ثم اشعل المصباح يوم اخر مثل باقي أيام مؤتمن .. ينام نهارا ليقرأ ليلا ..

    ينام نهارا و يقرأ ليلا ..كانت تلك حياته التي اعتادها عندما لم يجد حلا اخر للضجيج المنبعث عليه من الازقة المجاورة لبيته بعدما باع حدائق البيت الذي كان قصرا الي الوافدين الجدد علي المدينة .

    أمسك بقطعة قطنية بالية ليمسح الغبار عن الكتاب الاول .. تمني لو استطاع ان يستدعي الجنية التي يشيع جيرانه أنه متزوج بها لترتيب بيته و تمسح الغبار اللزج عن كتبه.

    تناثرات حبات من العرق علي جبهته اثر المجهود الذي بذله لفك الالتصاق بين صفحات الكتاب الاولي و بدأ يقرا في نهم ..

    الحضارة و التحضر و المدنية كلمات تتكرر كثيرا علي صفحات الكتاب .. الكتاب يتكلم عن فلسفة و تاريخ الحضارة .. رغم أن عقله يختزن من المعرفة أكثر مما في الكتاب الا أنه استمر يقرأ بتركيز شديد فهو مكلف بذلك تنفيذا لوصية الميراث التي وضعت البيت و المواظبة علي قراء ما به من كتب في سلة واحدة .

    سمع صوت أنين أم ميسور يأتي اليه من النافذة .. لا يدري ما نوع مرضها .. لا يتناسب نشاطها النهاري مع أنينها الليلي .. ألتف برأسه الي النافذة ثم عاد ليغمسها في الكتاب .. شعر بوخزة في عنقه .. لم يهتم كثيرا و عاد الي القراءة .

    صباح اليوم التالي استيقظ علي غير العادة نهارا ليس بسبب أصوات الضجيج العالي خارج غرفته لكن بسبب الم في رقبته ..
    مد يده يتحسس موقع الألم فوجد رقبته ملتهبة ..
    انتفض و هب مسرعا الي الحمام المجاور لغرفته ..
    صدم أنفه رأئحة كريهة .. لم يهتم و قصد المراة يستكشف موقع الألم في رقبته ..
    لم يجد شئ غير عادي ..
    ربما لسعته حشرة ليلا ..
    عاد مرة أخري ينظر بعمق في المراة الي موضع الألم .. رأي بقعة صغيرة علي جلد رقبته طافحة بالاحمرار ..

    استطاع ان ينتصر في معارك كثيرة علي حشرات زاحفة و طائرة و ها هي تعاود غزوها لصومعته .. الليلة سوف يقرأ كتب مقاومة الحشرات ..

    حك موضع الاحمرار ثم عاد الي غرفته
    .

    يتبع
    الحق أحق أن يتبع

  2. #2
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    الدولة
    uae
    المشاركات
    28
    الفصل الثاني


    تمدد مؤتمن بركات علي سريرة يستدعي النوم .. لكن هيهات ..

    كان لأم ميسور النصيب الأكبر في فشل محاولاته جلب النوم .. نعم .. كان صوتها الحهوري الاجش العامل الحاسم في طرد النعاس من عينا مؤتمن .. قرر أن أن يقوم من مرقده .

    خطا نحو المائدة يلملم كتبه .. مع كل خظوة و مع كل حركة كان وخز ألم رقبته يجعله يشرئب كما لو كان يتفاداه .

    جلس علي الكرسي يفكر في العلاج المناسب لحالته ..

    هم بالقيام الي مستودع كتب طب الرقاب ..

    لكن الألم أجلسه مرة أخري علي الكرسي ..

    بسبب الوخز المنتظم و فشله في تشخيص الاصابة الحادثة برقبته و اكتشافه ضبابية ذاكرته المسئولة عن أصابات الحشرات .. شعر بالخو ف فأسرع متحاملا الي المراة بالحمام

    صدمته الرائحة الكريهة .. لم يهتم .. قصد المرآة .. نظر اليها بتركيز شديد .. ازاح الشعيرات النافرة من لحيته الكثة .. لم يلحظ من قبل أن الشيب طال معظم لحيته .


    تحسس مكان الألم و نظر الي المراة يستطلع حجمه و نوعه .. أدار رأسه قليلا و هو ينظر الي المرآة عله يحصل علي رؤية أفضل لكن الالم الشديد جعله يتراجع .

    حصل مؤتمن بركات من اللمحة السريعة أثناء محاولته لف رقبته علي أكتشاف زاده حيرة .. لم يري من قبل اصابة مثل اصابة رقبته .. لا في الطبيعة .. و لا في جميع الكتب التي طالعها .. فبدلا من تورمها و انتفاخ الجلد الي الخارج كانت اصابة رقبته غائرة الي الداخل كما لو كانت طعنة مسمار صغير بؤرتها سواد و محيطها أحمر .

    عاد الرجل الي فراشه محاولا النوم ..لكن الضجيج و صوت أم ميسور تنادي علي سلعتها الوحيدة هزم جميع محاولاته .. تلك العجوز حمقاء لا تدري أن حشرجة صوتها الاجش و هي تعلن عن بضاعتها بندائها اليائس كفيل بطرد الراغب بالشراء .

    قام مؤتمن غاضبا قاصدا الشرفة .. تعثر في بعض الثياب الملقاة علي الارض علق احداها بقدمه .. انه سرواله الذي لم يلبسه منذ زمن..انحني ليلتقته .. تذكر صديقه بن حكيم ..

    ذاع صيت بن حكيم بالمدينة في الاونة الاخيرة بعدما بدل صنعته من اصلاح الاحذية الي التطبيب ..

    سمع مؤتمن الرجال المجتمعين تحت الشرفة .. يتحدثون أن والي المدينة اختار بن حكيم ليكون وزيره الناصح يعمل بن حكيم عند الوالي .. يسامره وقت فراغه .. عمله الرائج كنطاسي المدينة يحتاج كثيرا من وقته.

    وضع مؤتمن رجليه في السروال ثم جذبه لاعلي .. انفجر الألم في رقبته لكن من الجهة المقابلة للاصابة السابقة .. استكمل شد السروال الي الخاصرة ثم بدل خطواته نحو الحمام ..

    نظر الي المرآة .. زكمت أنفه رائحة الحمام .. اصبح عنده اصابة جديدة .. في كل جانب من رقبته اصابة ..

    اسرع الي غرفته غير عابئ بألم رقبته .. فتش في كل الغرفة لم يجد أي حشرة .. رفع فراشه .. نفضه بعنف .. نظر الي الارض لم يجد أي حشرة .. ربما كانت حشرة سوداء بلون سواد الارض .. لكن لا حشرة.

    احتار .. في كل كتب الطب لم يذكر فيها شئ عن مرضه ..

    تذكر أن جميع الحكماء ذكروا في الكتب المخزونة عنده أن المرض أي مرض له اسباب .. و علاج الامراض يبدأ من معرفة الاسباب .. و الاسباب تتنوع اما من داخل جسم الانسان أو من خارج جسمه مثلا بسبب حشرة أو ثعبان .. مؤتمن متأكد أن حالته ليست بسبب عضة أفعي أو ثعبان ..

    مرة اخري تذكر مؤتمن صديقه بن حكيم .. لماذا لا يقصده ..يطلب منه نصيحة أو حتي دواء ... لا لن ينسي بن حكيم مؤتمن و فضله عليه عندما اعاره كتاب المبتدئ في الطب و بها استطاع بن حكيم ترك النعال واصلاحها ليمتهن الطب.. سيذهب اليه ليسأله التشخيص و الاسباب ثم التداوي و العلاج .

    من علي المشجب سحب مؤتمن بركات عمامته ..
    وضعها فوق رأسه ....

    غادر بيته الفسيح الي مشفي ابن حكيم .

    يتبع
    الحق أحق أن يتبع

  3. #3
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    الدولة
    uae
    المشاركات
    28
    الفصل الثالث

    ساد الهرج و المرج الزقاق بمجرد أن فتح مؤتمن بركات باب بيته .. الصبية و الاطفال يهرولون في لا اتجاه .. انتشر الفزع بين الجمع ..

    قالت امرأة لجارتها : زوج الجنية خرج من داره .. ماذا يبغي ؟

    هل تتبعه الجنية أم يمشي وحده ؟

    الافضل أن أدخل بيتي و أغلق كل الابواب .

    جذبت احدي الفتيات رفيقتها قائله اذا وقعت عين زوج الجنية في أعيننا لن نتزوج .. هيا نهرب .. هيا و الا سيعزف عنا كل شباب الحي .. ذلك بالتأكيد من عمل الجن ..

    نهر رجل زوجته و هو يخفيها خلفه .. و توجه بحديثه الي مؤتمن قائلا كيف حال بن الشيخ بركات .. امنحنا بعضا من علمك.. لا تبخل .. ننتظر خروجك منذ سنين ......

    نظر اليهم مؤتمن و همم ببعض الكلمات .. تحسس موضع اصاباته و واصل سيره

    قبل أن يصل مؤتمن مشفي بن حكيم كانت عدد اصابات الرقبة قد زاد الي عدد لا يحصيه بدقة .. كانت الاصابات علي عنقه متجاورة مثل الحلقة ..

    وصل مؤتمن بركات بعد عناء مشفي بن حكيم المجاور قصر الوالي .. بناءا فخم و حدائق غناء و رجال أشداء مفتولي العضلات يلبس كل منهم خوذة و بيدهم عصي سوداء ...عرف مؤتمن أنهم حراس مستشفي بن حكيم ..

    سأل نفسه و هو يتقدم ناحية الباب مما يخاف بن حكيم .. هل يخشي المرضي ....

    أشار كبير الحراس لمؤتمن بعصاه و قال توقف .. أين تظن نفسك ذاهب ؟

    رد مؤتمن أريد مقابلة صديقي مجبور الاسكافي

    دفعه كبير الحراس في صدره و هو يقول لا يوجد هنا شخص بأسم مجبور الاسكافي هيا أذهب أو تدفع ذهبا حتي تدخل ..

    أسقط في يد مؤتمن فهو لا يملك ذهبا و لا فضة يملك فقط معرفة و علما و هي بضاعة غير رائجة مع مثل هؤلاء

    تراجع خطوات و أخرج من جيب سرواله الفضفاض هاتفه المتحرك و ضغط عدة أرقام .. رد عليه بعد ثواني صوت من الطرف الاخر ..

    - مجبور كيف حالك

    - الان اسمي بن حكيم .... لا يعرف الا قلة أن اسمي السابق كان الاسكافي مجبور .. من أنت ؟

    - أنا مؤتمن بركات .. صديقك القديم .. ألا تتذكرني ؟ .. أحتاج اليك .. أنسيت يوم أعرتك كتاب الطب ؟

    - صديقي مؤتمن .. أنا ايضا أحتاج اليك ..لكن اياك أن تذكر كلمة اسكافي .. أنا الان بن حكيم نديم الوالي....
    ... الوالي كلفني بمهمة عظمي أحتاج اليك ... هيا اذهب من فورك و ادخل من باب كبار الزوار

    أغلق مجبور أو بن حكيم الهاتف و من ثم تحرك مؤتمن صوب الباب

    جذب كبير الحراس مؤتمن و وضعه فوق محفة ... رفعها رجال ...ساروا به متجاوزين الحدائق نحو المبني .

    عدد من الحسنوات أسرعن للترحيب بمؤتمن .. أحداهن تمسك دفا و الباقيات يرقصن في دلال .. اندهش مؤتمن فالمشفي كله ليس سوي تلك القاعة و جميع المرضي عميان و بدقة أكثر بشر مخلوعة عيونهم من محاجرها..

    الاسرة مصفوفة في القاعة بغير نظام .. عدد كبير من الفتيات يكسوهن القليل من الثياب يرقصن فرادي أو جماعات .. دون موسيقي .. فقط علي هتاف العميان أو مرضي المشفي العميان

    لم يترك بن حكيم مؤتمن في حيرته كثيرا و بادره بالقول ... الرقص علاج كل الامراض .... نفقأ عين المريض أولا ثم ندع رقص الفتيات ينسيه وجع البدن ..صحيح لن يشفي تماما لكن نجعله سعيدا .. و اذا لم يفلح معه علاج الفتيات نصب في جوفه خمرا فينسي الالم و بالتالي يغدوا سعيد ....

    - اخبرتني انك تحتاج علاج .. هل أنت مريض ؟

    - نعم .. و مرضي غريب لم أجد له وصفا في كتب الطب ..

    - اذا هيا بنا الي ركن الفحص

    - أكتب يا هذا ... المدعو مؤتمن بركات يشكو من ألم بالرقبة .. الرقبة عند الحلقة الأولي تتمدد ..تتمدد .. تتمدد .. تزداد نحافة .. تطول في كل دقيقة بوصة أو أكثر ..

    - ماذا؟

    - لا تقلق لست مريضا .... لن نفقأ عينك .. أنت الحالة المثلي ... تجربة بدأناها منذ سنين و ها هي تثمر .. لا تقلق لست مريضا ... رأسك ينفصل عن جسدك .. سيصير جسدك حرا من قيد العقل .... ستتصرف أعضاء الجسد بحرية دون رجوع لاوامر رأسك .. لا تقلق ..

    ستشعر بالمتعة القصوي لكل جزء من جسدك .. جسدك سيصبح حرا من قيد العقل ..

    أتركك الان مع الخمر و بعض الفتيات .. تلك التجربة المدهشة سوف نعممها في كل الارض .. الوالي يطلب ذلك. .. و علينا الطاعة ..

    - و ماذا عن رأسي ؟

    - لم تعد لرأسك قيمة تذكر ..حرية جسدك لا تحتاج لرأسك و ما فيها ... لن تعرف أعضاءك الا الحرية ......

    - و ماذا عن رأسي؟

    - رأسك ربما نقطعها و نحفظها في محلول للذكري و تاريخ ما قبل الحرية

    قبل أن يفقد المخ اتصاله بيد مؤتمن بركات .. أمسك رأسه بكلتا يديه ..يضغطها ناحية جسده ..

    عاد الاتصال مع بعض أعضاء الجسد .. غض طرفه عن جسد الفتيات .. تقيأ بعض الخمر .. عاد الألم لرقبته بعد غياب ..

    تجمع حوله كثير من الحراس ..يشدون رأسه .. يسحبون يده بعيدا عن رأسه .. استمر مؤتمن يضغط رأسه بقوة ناحية جسده .. خلعت احدي الفتيات ثيابها و هي ترقص ..

    فشل كل الحراس في رفع أيدي مؤتمن عن رأسه ..

    زعق كبيرهم .. هاتو السيف سنقطع رأسه ..

    فاقت قوته قوتهم مجتمعين.. حدث نفسه و يده تضغط رأسه بقوة ناحية جسده .. سأعود الي بيتي و أغلق بابي ..

    سأعود الي كتبي .. لا .. لن أفقد رأسي .....


    يتبع
    الحق أحق أن يتبع

  4. #4
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    الدولة
    uae
    المشاركات
    28


    الفصل الرابع

    ساعد مؤتمن غياب أو غفلة الحراس في تسلله..حقا كانت الكوة صغيرة للغاية لكنه نفذ منها و أصبح خارج المشقي ..

    تلفت حوله فلم يري إلا الظلام الدامس .. يسمع أصوات عالية لطبول و مزامير لكنه لا يري شيئا ..

    تحسس طريقه و هو يزحف ..
    صدمت يديه أحجارا مدببة ..
    أطرافه تتمرد ترفض مساعدته ترفض طاعة أوامر عقله ..

    توقف عن الزحف ..
    رفع يديه إلي رأسه يضغطها إلي جسده ..

    عاد الاتصال مع بعضا من أطرافه ..

    عاود الزحف .. جسده ينزف ..شقت الأحجار المدببة أجزاءا من جسده ..

    لم يتوقف و كذلك لم يتوقف نزيف الدم ..
    رفع رأسه قليلا و نظر أمامه .. أبصر عن بعد نورا أو نارا ..

    عدل من وضعية جسده ليزحف ناحية الضوء ..

    اقترب كثير مما استأنس من ضوء ..

    استمر في زحفه .. لفحت وجهه حرارة النور أو النار .. استمر يقترب ..

    انتصب علي أقدامه سار عدة خطوات ..

    الرؤية تختلط عليه .. أليس هذا قصر الوالي ؟ ..

    إذا كان هذا هو قصر الوالي فلماذا تعلو من داخله أصوات حوار في هذا الوقت من الليل ..

    اشتعل فضولا ..

    رغم المخاطرة اقترب من نافذة القصر ..

    خاف أن يمسكه حراس قصر الوالي ..

    صرخ أحد طيور الليل و هو يفر ..

    أحدث طير الليل ضوضاءا أثناء اصتدامه بزجاج شرفة القصر العليا

    خرج حراس القصر في الأبراج الشرقية و الغربية .. نظروا من أعلي الي أسفل ...

    سكن مؤتمن تماما تحت أحدي شجيرات الموز ..

    ارتفع صوت الوالي .. و أصوات أخري ..

    ميز منها مؤتمن صوت أم ميسور .. ثم تلي صوتها صوت مجبور الاسكافي ..

    مجبور معروف عنه أنه نديم الوالي ..
    لكن هل تبيع أم ميسور الفجل في قصر الوالي ..


    الوالي غاضب .. ينهر كل من يتكلم ..

    صمت المجتمعين برهة أعقب فترة الصمت صوت الوالي يتكلم:
    - أريد أن أعرف أين الخطأ .. بعد أن أتاكم لماذا لم يتم استكمال فصل رأسه.. جسده لا يمثل خطرا ..

    تكلمت أم ميسور :

    أراقبه منذ سنين جعلته لا يقرأ الا ليلا .. أخبرتكم .. يقرأ في الليل الواحد عدة كتب .. لا يكل و لا يتعب .. لا يأكل ... لا يشرب .. لا يعاشر امرأة .. لكنه يقرأ ثم يقرأ ... سيدي أديت واجبي .. و سأطيع كل ما تأمر به

    تكلم بن حكيم أو مجبور الاسكافي :

    سيدي الخاقان... لا تغضب .. قبل نهاية ظلمة هذا الليل ستوضع رأسه في المحلول ..

    سأطلق مزيدا من الفتيات خارج أسوار المشقي
    و ستصبح كل بنات مدينتنا فتيات يرقصن كاسيات أو عاريات ...
    لدينا عقار ننثره في الهواء فيجعل جسد الأنثى يتلوى و يعمي الأبصار ...

    سيدي ..
    سيصبح شرب الخمر منتشرا في كل الطرقات ..

    أما مؤتمن فسنحبسه داخل صومعته أو نقطع رأسه الأمر سيان

    انسحب مؤتمن من تحت نافذة الوالي قاصدا بيته قبل أن يفتضح أمرة فطائر الليل عاد مرة أخري يصرخ.




    ***** ---- يتبع --- *****
    الحق أحق أن يتبع

  5. #5
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    الدولة
    uae
    المشاركات
    28
    الفصل الخامس


    لم تك رحلة العودة بأقل صعوبة من رحلة الذهاب ..

    ساعده في الوصول إلي المدينة أنه يسير بقوة الانحدار ..

    رافقه الألم ذاهبا و أشتد عليه عائدا ..

    أثناء العودة في الدرب المعوج .. بين شعاب الجبل بذل مجهود ليستعيد ذاكرته ..

    هجر عقله الترتيب..

    اختلطت كتب التاريخ مع كل علوم الدنيا و الدين داخل رأسه ..

    فقد الإحساس الزمني .. الرؤيا تشتبه عليه ..

    في الظلمة و قبل بزوغ الفجر شاهد بعينيه تنفيذ وعود المؤتمرين ببيت الوالي ..

    شاهد امرأة تجاوزت السبعين من العمر ترقص رقصة هز الردفين ..

    أمسك حجرا ..

    رجم امرأة مع رجل في وضع شائن ..

    لا لن تكفي أحجار الجبل لرجم الفاحشة المنتشرة في كل مكان ..

    لاحظ رجالا و نساء لم يصب رقابهم المرض ..

    رؤوسهم ثابتة .. نظراتهم لا تزوغ

    في المكان الصحيح بقيت رؤوسهم..

    انفصلت رأسه عن جسده برهة ..

    أسرع بيديه ليعيدها إلي جسده ..

    شاهد حراس الوالي ..

    بسرعة فتح الباب ..

    دخل البيت ..

    نزل القبو ..

    أخرج قاذفة الصواريخ ..

    عاد الي غرفته .. نصب سلاحه عند الشرفة استعداد لتدمير بائعة الفجل .

    انتظر بجوار الشرفة ..

    سمع جدالا بين الصبية ..

    أحدهم يتكلم عن فتوى أطلاق اللحية ..

    أشتعل جدال الصبية حول فتاوى عدة ...

    جنود الوالي في كل مكان حول البيت ..

    بائعة الفجل ما زالت مختفية

    نفر أخر يتحدث عن سينما الغد و جمود اللغة العربية

    رد عليه طويل القامة حقا هي عبقرية لهجة قومي العامية ..

    عدد من صبيان الحي يتحدث عن مزايا الهجرة إلي وطن النور و الحرية ..

    شرح أحد الصبية بسلاسة مزايا الهجرة من أرض الأجداد

    قال : أما الجنسية فهي تمنحك حصانة لا يمسسها رجال الأمن القومي ..

    أحيانا تفتح لك أبوابا مغلقة ..

    و أحيانا يختاروك وزيرا في بلدك ... فأنت مزدوج الجنسية ..

    تحسس مؤتمن رأسه تأكد باللمس أنها مازالت فوق جسده

    بكم قميصه مسح جسم قاذفة الصواريخ ..

    قرأ المكتوب بلغة عبرية ..

    تلك القطعة لا تعمل إلا بإذن نديم الوالي أو بائعة الفجل الغجرية ..

    صنعت خصيصا لأجساد لا تحمل رأسا ..



    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة تصحيح ; 27-04-2006 الساعة 10:26 PM
    الحق أحق أن يتبع

  6. #6

    ~ [ المشرفة العامة ] ~

    الصورة الرمزية أمل عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    الدولة
    $بيتــــــــنا$
    المشاركات
    27,500
    ننتظر البقية


    دمت بصدق
    [poem=font="Simplified Arabic,5,crimson,bold,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="ridge,7,crimson" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

    ياقلبي المتعب لك شهور منصاب=وين الفرح ؟ ماعنّه الوقت خبّر
    لاتلتفت للي يقولون لك طاب=ولا إذا قالوا تصبّر .. تصبّر
    إنت إنكسرت وخانتك فزعة أصحاب=وعمر الزجاج إللي انكسر ماتجبّر


    [/poem]






    خصخصة وتشفيــر منتديات غرابيـــل

    :واو:


    الدرس السابع من دروس الشعر النبطي ( الهلالي والمنكوس ) ... أمل عبدالعزيز ...




  7. #7
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    الدولة
    uae
    المشاركات
    28
    لن تكون هناك بقية

    الحق أحق أن يتبع

  8. #8
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    الدولة
    uae
    المشاركات
    28
    [align=right]زبن بن عمير

    أحمر شفاه

    وضع رأسه بين كفيها ..
    غمس رأسه أكثر في لحم كفها البض ..
    أدار رأسه نصف دورة .. قبل باطن الكف ..
    شعر بلذة فقلب كفها و قبل ظهر الكف الأكثر دفئا ..
    صعد بشفتيه إلي زراعها ..لحم الذراع شهي .. قبله بنهم ثم قبله مرة أخري ..
    رفعت هي يدها الحرة و مسحت علي رأسه ببطء .. أعادت الكرة مرة أخري ..
    رفع رأسه و نظر إليها .. تلاقت الأعين ..
    خفض من بصره ثم صعد برأسه إلي صدرها ..
    مرغ رأسه في صدرها .. سري دفء صدرها الفياض داخل عمق كيانه..
    مرغها مرات ذات اليسار ومرات ذات اليمين ..
    تناولت من علي الطاولة الموجودة بجوار الكرسي الجالسة عليه .. قلم ذهبي اللون ..
    أدارت قاعدته نصف دورة ثم رفعته إلي شفتيها
    مررت القلم علي الجزء العلوي من شفتيها ثم مررته علي الجزء السفلي ..
    مازالت رأسه يتمرغ في صدرها الدافئ ..
    أطبقت شفتيها ثم فتحتهما مرة أخري
    أمسكت رأسه بكلتا يديها ..
    رفعت رأسه قليلا و انحنت هي قليلا و قبلته بعنف في شفتيه ..
    أنتفض فزعا ..
    قفر من علي ركبتيها ..
    تعثر قليلا .. ثم انتصب واقفا علي أرضية الغرفة ..
    تراجع خطوة إلي الخلف ..
    صدم رأسه الصغير الطاولة الموجودة أمامها ..
    علي الطاولة كئوس فارغة ..
    اهتزت الكئوس و صدمت بعضها بعض ..
    مع صوت صليل الزجاج المتصادم و الضحكات الأنثوية العالية للنسوة المجتمعين بالغرفة ..
    صرخ ..
    أمي ... أمي
    أنا لا أحب اللون الأحمر



    تـم نـقـل مـوضـوعـك !


    السلام عليكم يـا تصحيح,

    الموضوع الذي انشأته في الأسفل تـم نقله إلى قسم آخر, ونعتقد بأنه سيكون أكثر ملائماً في القسم المنقول إليه .

    ----------
    الموضوع: الكلب الذي اشتريناه - قصة قصيرة
    القسم المنقول إليه: المراقبين
    ----------

    و شــكــراً ,
    زبن بن عمير
    الاخ الفاضل زبن بن عمير

    أتمم جميلكم و جمالكم و أحذف هذا الموضوع أيضا أو أنقله الي صالة المراقبين ... ربما يسعدكم و يسعدهم وجوده هناك ......... و أكون لك من الشاكرين .........
    [/align]
    الحق أحق أن يتبع

  9. #9
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    3
    [align=right]العشق عند ناصية من التاريخ

    في عصرنا الحالي المتفرع من شارع التاريخ و عند ناصية من نواصي الزمان العديدة وقفت الأرقام في طابور الاختيار..

    . . أفصح قليلا حتى نفهم .. في أي شيء سيكون الاختيار

    إذا لم تصبروا و إذا ما قاطعتموني سأطوي ربابتي و ارحل..

    الاختيار يا سادة يا كرام كان من بين الألوان ..

    اليوم تنتهي مهلة توزيع الألوان علي الأرقام ....

    لم يبقي من الألوان سوي اللون الأحمر ..

    في الطابور يقف الرقمين السادس و السابع من دون رفيق ..

    مخالفة لقانون طابور الأرقام و طمعا في الاستحواذ علي اللون الأحمر ..دفع الرقم السابع الرقم السادس و وقف أمامه ..

    ثار الرقم السادس ..

    نعق بصوت غراب أسود ..

    حقي أبد لن أتنازل عنه ..

    لا يصلح مع هذا الغاصب إلا القوة ..

    سأقف مكاني أمام الرقم السابع ..

    جذبه من شعره المسترسل فوق قفاه ..

    اختل توازن الرقم السابع ..

    لم يترك الرقم السادس شعر الأخر و وقف أمامه ..

    في نفس اللحظة سكب الجالس في شرفة توزيع الألوان اللون الأحمر ..

    و أيضا في نفس اللحظة .. أمسك الرقم السابع الرقم السادس من أنفه حتى لا يسقط ..

    احتضنا الرقمان ..

    تلاصقا ..

    الرؤية غامت أيهما يقف أمام الآخر ..

    اللون الأحمر يغمر ثنايا الرقمين .. ما زال اللون الأحمر يسقط منسكبا .. لزجا .. يغمر جسد الرقمين ..

    في تلاصق حميم سقط الرقمان..

    تدحرج أحدهما فوق الآخر فوق تراب الأرض ..

    أختلط اللون الأحمر بلون غبار الطين ..

    الرقم السادس يلتف بقوة فوق جسد الرقم السابع و الرقم السابع يفعل مثله ..

    أشبه بزواج الأفعى كان الرقمان

    أمام شهود و من بين الأرجل في حجم البطيخة سقطت بيضة ..

    هل هي بيضة ..

    لا أنها صفر أبيض ..

    بصوت عالي هلل صاحب الرأس الأشيب .. صرخ الجمع

    الابن الشرعي للرقم السادس و الرقم السابع .. صفر أبيض

    ملحوظة:
    موضوع 76 بطعم 67 يحمل رقم القيد الصادر و الوارد

    67 .. تاريخ / 0 / 1967 .. تعديل دستور 76 / 0 / 2005
    [/align]


    الاخ الفاضل زبن بن عمير

    وصلتني رسالتكم الغراء ......................... لا أستطيع الرد عليها .... لظروف النتدي و شروطه

    تفاصيل رسالتكم الشديدة البلاغة و الثراء كالتالي :

    تـم نـقـل مـوضـوعـك !


    السلام عليكم يـا تصحيح,

    الموضوع الذي انشأته في الأسفل تـم نقله إلى قسم آخر, ونعتقد بأنه سيكون أكثر ملائماً في القسم المنقول إليه .

    ----------
    الموضوع: الكلب الذي اشتريناه - قصة قصيرة
    القسم المنقول إليه: المراقبين
    ----------

    و شــكــراً ,
    زبن بن عمير


    لا أدري لما لا تمم جميلكم و جمالكم بنفس القوة و الشجاعة التاريخية المشهود لكم بها و أنت عاري الصدر و تحذف هذا الموضوع أو أنقله الي صالة المسافرين أو المراقبين ... ربما يسعدكم و يسعدهم وجوده هناك


    و أكون لك من الشاكرين ......... فشرف عظيم لي ألا أتواجد أو تتواجد كلمي لي في مثل هكذا مجتمع




    [/align]

  10. #10
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    3
    [align=right]الرجل الذي سقط علي ظهره

    كان الجو قائظا مطيرا و السماء صافية ملبدة بالغيوم و علي الطرف الآخر من النهر ‏طفلة تلهو مع ‏بطتين و قرد واحد ‏
    السرعة التي كانت تمرق بها السيارات جعلت بطل قصتنا أكثر حذرا.‏
    ‏ عينا من عينيه ‏لا تستطيع أن تترك مشهد تلك الطفلة الشقراء علي الطرف الآخر من النهر .. و ‏‏العين الأخرى ترقب الطريق في حذر شديد ‏.‏
    لم ينتبه بطل القصة إلي انه وصل أخر الرصيف الموازي للنهر ‏
    نظر أمامه مباشرة,‏
    ‏ ‏لمح مؤخرة لأنثى تتراقص ..أطال النظر إليها .. ‏
    ‏ سريعا.. تذكر .. كان ‏يقف هنا ما بيني و بين تلك المؤخرة عامود معدني يعلق عليه مصباح ‏الكيروسين ‏‏.. ‏
    ابتعدت المؤخرة عن ناظريه..‏
    الدولة لا تبخل علي مواطنيها بالضوء ليلا .. تجند موظفين لإنارة مصباح ‏الكيروسين .. ‏
    أين ذهب العامود المعدني الكبير ..‏
    ‏ ربما سرقه بعض الأوغاد .. أو ‏الموظفين.. ربما لحقته الخصخصة
    ‏ نظر مرة أخري أمامه , كادت تدهسه احدي السيارات ..‏
    ‏ تراجع إلي ‏الخلف , علقت رجله بمسمار كبير بارز من مكان العمود المسروق ..‏
    ‏ اختل توازنه , طوح بيديه في جميع الاتجاهات , صدم بيده اليمني فرع شجرة ,‏
    ‏ اهتزت الشجرة ‏بشدة ,‏
    ‏ نظر إلي أعلى‏
    ‏ لطم فرع الشجرة صدغه أثناء عودته ..‏
    انفتح فمه رغما عنه ..‏
    ‏ ‏تذكر انه في حالة سقوط . ‏
    عربة يجرها حمارين تتجه نحوه بسرعة مذهلة .‏
    شاهد ‏بوضوح مؤخرة الأنثى تهتز في دلال , أطال النظر إليها‏
    صوت مكبر الصوت من المسجد المجاور ‏للنهر يرتفع بآذان الظهر , ‏
    تحرك لسان الرجل داخل فمه المفتوح بالدعاء .‏
    ‏ يا رب لا تجعلي اسقط حتى لا ‏يلتوي كاحلي.‏
    ‏ يا رب لا تجعلني اسقط حتى لا تنكسر ساقي .‏
    ‏ زوجتي لا يعولها ‏غيري ..‏
    ‏ تبعثرت حبات التمر من الكيس الذي كان في يده اليسري . ‏
    استمر في ‏الدعاء
    ‏ يا رب لا تجعل سقوطي مؤلما و أجعله بلا إصابات من أجل ذلك الجنين القابع ‏في أحشاء ‏زوجتي. ‏
    رجل طيب الصفات مثلي لا يعلم ابن من هو ذلك الساكن أحشاء ‏زوجته يدعوك أن تنجيه من ‏أجل إعالتهما, فتقبل يا رب الدعاء. ‏
    ‏ ما زال فمه ‏مفتوحا .. ‏
    زاد توازنه اختلالا ..‏
    ‏ الحمارين و العربة يتجهان نحوه بسرعة.. ‏
    الشجرة ‏التي ضربتها يده تهتز بعنف .. ‏
    وقع علي ظهره .. ‏
    سقطت من الشجرة تفاحة ..‏
    دخلت التفاحة ‏فمه المفتوح ..‏
    ‏ مرقت الكارو بجواره ..‏
    ‏ تحسس قدمه ..‏
    ‏ لا تؤلمه قدمه و لا ساقه .. ‏
    انتفض ‏واقفا ضاحكا يمضغ التفاحة ..‏ ‏
    صرخ لقد نجوت
    شق قميصه ..‏
    ‏ أخرج تمثال بوذا ..‏
    ‏ وضعه ناحية الشمس .. ‏
    سجد أمام التمثال يصلي شاكرا ربه ‏علي نجاته

    الكلب الذي‎ ‎اشتريناه‎
    ما زلت إلي اليوم و بعد مرور كل تلك السنين أسأل نفسي‎ ‎لماذا فشل مشروع الكلب‎
    أحداث قصتنا دارت تقريبا في نهايات عام‎ 1981
    كان أخي الأكبر ( رحمه الله ) يملك ذهنا منظما و موهبة فذة في ابتكار‎ ‎الأفكار المدهشة‎ ..
    تجلت تلك الموهبة في سن مبكرة للغاية عندما صاحت بعض‎ ‎الدجاجات في منتصف الليل ‏علي سطح البناء الذي كنا نقطن فيه‎
    أسرعنا جميعا‎ ‎بالصعود إلي سطح البيت‎
    اكتشفنا جوالا به بطة واحدة و أرنب واحد بجوار سور‎ ‎السطح الملاصق لجيراننا‎....
    الأرنب و البطة هي جزء من الحيوانات الداجنة‎ ‎المقيمة في عشة فخمة بنيت خصيصا لاحتواء ‏ذلك القطيع الصغير لتدعيم الأمن الغذائي‎ ‎لأسرتنا‎.
    كان الاستنتاج المنطقي لذلك الحدث هو محاولة أحد اللصوص السطو علي‎ ‎بعض من ممتلكات ‏أسرتنا من رصيدها الغذائي, مستغلا سكون الليل و طبيعة البط و‏‎ ‎الأرانب الصامتة لكن صياح ‏الدجاج فضح محاولة ذلك اللص فقرر الهرب تاركا الغنيمة‎ .
    بعدما هدأت المناقشات حول ذلك اللص التافه‎ ..
    أقترح أخي الأكبر‎ ‎‏(‏‎ ‎رحمه الله ) إحضار كلب لحراسة سطح البيت‎ ..
    كان الاقتراح بمثابة قنبلة فجرت‎ ‎خلافا للرأي لم أشهد مثله من قبل في تلك السن المبكرة‎ ..
    بنات الأسرة لم‎ ‎يحرك الاقتراح العبقري لديهن أي مشاعر و لم يهتموا علي الإطلاق بتأييد أو ‏رفض‎ ‎الاقتراح‎..
    نحن الذكور من أبناء الأسرة لم يسبق أن اتفقنا علي شيء مثلما‎ ‎اجمعنا بحماس علي تأييد ‏اقتراح أخي الأكبر ( رحمه الله ) ...‏
    ‏ كان كل منا لديه‏‎ ‎أسبابه المختلفة التي تدعوه للتحمس لاقتناء كلب‎.
    الرفض القاطع شكلا و مضمونا‎ ‎كان من طرف والدتنا ( متعها الله بالصحة و العافية ) و عندها ‏أسباب لا يمكن دفعها‎ ‎أو دحضها .. فنجاسة الكلب ستفسد طهارة البيت‎ ..
    حصلنا علي التصريح بإحضار‎ ‎الكلب بعد مداولات استمرت عدة أيام أو ربما أكثر من أسبوع ‏بشروط صارمة أبسطها أن‎ ‎جلب و رعاية الكلب بالكامل مسئوليتنا نحن الذكور فقط و عند ‏الإخلال بأي شرط من تلك‎ ‎الاتفاقية سيتم طرد الكلب‎.
    عندما فقدنا الأمل في جلب كلب مجاني من أحد‎ ‎الأصدقاء قررنا في أحد اجتماعاتنا بالإجماع ‏شراء كلب , و حيث أن أسعار الكلاب‎ ‎كانت باهظة بالنسبة لقدرتنا الشرائية فقد قررنا ادخار ‏مصروفنا اليومي لمدة تغطي‎ ‎مصاريف الشراء‎ ..
    أحضرنا لمشروع الادخار صندوقا صغيرا لنضع فيه كل صباح كل‎ ‎المصروف, و في نهاية الأسبوع ‏نحصيه فنكتشف أنه يلزمنا أسبوعا أخر أو أكثر لنستطيع‎ ‎شراء كلبا بوليسيا من النوع الممتاز.‏‎
    طالت مدة الحرمان التطوعي من التمتع‏‎ ‎بالمصروف اليومي و بدأنا نحن الصغار في التململ ‏عندما نتذكر طعم الحلوى‎.
    بذكاء و فطنة و بهدف استمرار وحدة الصف, اقترح أخي الأكبر ( رحمه الله‎ ( ‎شراء الكلب و ‏ليس من الضروري أن يكون بوليسي مدرب ... حيث نستطيع القيام بتدريبه‎ ‎بأنفسنا‎.
    لم تمنحنا ثروتنا المحدودة أي فرصة للاختيار كما لم يمنحنا‏‎ ‎احتمال فشل مشروعنا الذي ضحينا ‏من أجله بالكثير من المتع أي فرصة للتراجع‎ .
    عدنا إلي البيت مع كلب نحيف غير مقنع انه يصلح للحراسة, لكنه كلب‏‎ .
    يوم وصول الكلب أنهيت طعام الغذاء بسرعة و أسرعت إلي سطح البيت , حيث‎ ‎أخفيت في ‏جيب منامتي كل نصيبي من اللحم لإطعام الكلب و فعل أخوتي مثلما فعلت‎ .
    أصبح التسابق إلي سطح البيت و التنافس لتقديم كل نصيبنا من اللحم للكلب‎ ‎منظرا متكررا ‏يوميا و لم يحدث أبدا أن رفض الكلب أي لحوم نقدمها له.‏
    ‏ هو‏‎ ‎يزداد سمنة و نحن نزداد نحافة‎.
    كانت مشكلة بحق يوم يكون طعام الأسرة سمكا‎.‎
    ‎ ‎كانت المشكلة تكمن في انه علينا التطوع بمصروفنا مرة أخري لشراء عظام من الجزار‎ ‎و طهيها ‏لإطعام الكلب‎ .
    بعد مدة ليست بالطويلة أصبح الكلب سمينا و نباحه‎ ‎عالي مزعج كما أصبحت أنيابه مخيفة و ‏اكتشفنا أنه كلب خسيس الأصل, فهو ليس مثل‎ ‎الكلاب الأخرى, يهز ذيله لصاحبه‎.
    كان يكشر عن أنيابه و يزمجر عندما‎ ‎نتأخر في تقديم كل نصيبنا من اللحم له , ثم أن نهمه ليس ‏له حدود لا شيء يشبعه‎ ‎‏.‏

    حدث تطور عدواني في سلوكه حيث حدد لنا مناطق محدودة من سطح البيت الفسيح‎ ‎لنستخدمها في اللعب فقد تهجم علي أخواني مرات عديدة حتى أصبحنا لا نجسر علي تجاوز‎ ‎الحدود التي رسمها لنا‎.‎

    فتر حماسنا و كنت السباق في التمرد علي النظام‎ ‎الاقتصادي الذي اتفقنا عليه و امتنعت و ‏أتبعني أخوتي من التبرع بمصرفنا اليومي‎ ‎لإطعام الكلب‎ .

    بعد أقل من أسبوع‎
    اكتشفنا اختفاء البط و الأرانب‎ ‎و الدجاج , و بقي الكلب وحده , ..علي السطح ينبح‎ ‎
    [/align]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. من لايحل قضايانا وهو مؤتمن عى الوزارة وموظفيها فنحن خصومه يوم الدين. - الفروقات حقنا وهدفنا
    بواسطة حقوق المعلمين في المنتدى منتدى خاص باخبار اللجنة المشكلة بدراسة اوضاع المعلمين والمعلمات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-08-2014, 12:50 AM
  2. ياسمو الامير انت مؤتمن على حقوق النادي من تجاوزات الحكم الحاقد خليل جلال!
    بواسطة االزعيم الهلالي في المنتدى منتدى نادي الهلال السعودي الزعيم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-05-2013, 03:10 AM
  3. بركات في الاتحاد
    بواسطة يزيد في المنتدى منتدى الرياضة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 22-04-2003, 02:58 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •