النفس الخبيثة ...... والمجتمع الإسلامي
هذا لا يورث بناته , وذاك يحرم أخواته , غيبة ونميمة فاحت من المجتمع رائحتها, حقد وضغينة امتلائت بها قلوب العباد , وكل ذلك في مجتمع بالإسلام يدين , وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم مصدقين , وبخطورة هذه الموبقات عالمين .
...................................
رجعة قليلة , نظرة يسيرة , ولمحة بسيطة إلى مجتمع النبوة , ذلك المجتمع الذي وصل إلى مرتبة الكمال .
كيف لا وفيه خير من وطأ الثرى بنعله محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام .
كيف لا وفيه أبوبكر وعمر وعثمان وعلي , خلفاء أربعة , التاريخ بذكرهم قد تعطر , والقلب بسيرهم تنور .
كيف لا تريدون لهذا المجتمع أن يصل إلى مرتبة الكمال وفيه أناس رضي الله عنهم وبشرهم بالجنان وهم يمشون على الأرض , وذلك لأعمال عملوها ولصفات كسبوها .
مجتمع آخى الرسول فيه بين المهاجرين والأنصار فكانت أخوته أشد من أخوة الدم والنسب , فكان أحدهم يأتي لأخيه المهاجر فيقول له هذا مالي بيني وبينك واختر إحدى زوجاتي لأطلقها فتتزوجها ...!!!
والله لو لم يذكر ذلك في الأحاديث وفي الكتب المتوترة لما صدقته القلوب ولما سطرته الأقلام .
لم يعرفوا الغيبة في حياتهم ولم يشموا رائحة الحقد والضغينة في مجتمعاتهم .
أبعد هذه الدرجة من الكمال توجد درجات , كلا وربي ما بعدها إلا نجوم السماء وما بعدها إلا العصمة والاصطفاء .
فلنا في مجتمع أشرقت فيه النبوة أسوة حسنة.
لمن أراد
مجتمعاً متماسكاًً ...
وقلوباً صافية...
وأخوة حقيقية...
...................................
ودار الزمان دورته , وجلس التاريخ يعزي نفسه , أي رجال يختار , فرائحة المرض تفوح من كل مكان , وما عاد للإخوة مكان , فالنفوس قد مرضت , والأحوال قد تبدلت .
...................................
كيف بكم بمجتمع يقيس الرجال بالمال, فمن كان أكثرهم مالاً كان من القلب أقرب , وله من الحظ أوفر.
كيف بكم بمجتمع جعل الغيبة عنوانه , فيها قضى ليله ونهاره .
الجو من حولهم قد خرب , فما عاد للأخوة ميزان وجعلوا القطيعة هي العنوان , أشهروا سيوف الحسد والكيد والضغينة فقتلوا بهما الراحة والطمأنينة .
...................................
فغد المجتمع بصوته النشاز يغني " نحومجتمع متفككة "
..................................
وهذا مدخل إلى علاج هذا السرطان الخطير.
فإلى من أحببتهم في الله أقول:-
تأملت أمراض المجتمع كلها وفتشت فيها فرأيت أخطرها هو:-
الحسد
..................................
الحسد وما أدراك مالحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب .
أساس كل قطيعة وبداية كل منكر ذاك هو الحسد .
وكلٌ أداويه على قدر دائه *** سوى حاسدي فهي التي لا أنا لها
وكيف يداوي المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
وقال الشاعر أيضا:-
أعطيت كل الناس من نفسي الرضا ------- إلا الحسود فإنه أعياني
ما إن لي ذنباً إليه علمته ------- إلا تظاهر نعمة الرحمن
وأبى فما يرضيه إلا ذلتي ------- وذهاب أموالي وقطع لساني
..................................
* وأفتح المجال لكم فمن يملك حلول فليطرحها عسى الله أن ينفع بها .....
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين
أخوكم
لاتنسوا أخوكم من دعوة في ظهر الغيب