إنّ عملية التحكيم عملية متكاملة من خلال طاقم التحكيم المؤلّف من سبعة أشخاص: حكَم أوَل، وحكَم ثانٍ، ومسجّل، وأربعة مراقبو خطوط إذ إنّ كل شخص لديه واجبات ولكن تحت إشراف الحكَم الأول .
وللحكَم الأول سلطة إلغاء قرارات أيّ عضو من أعضاء هيئة التحكيم، وتكون سلطاته من بداية المباراة حتى نهايتها، وله سلطة اتخاذ أيّ قرار متعلّق باللعب، بما في ذلك الأمور غير المنصوص عليها في القانون لضمان سير المباراة بصورة صحيحة .
إذن فالحكَم هو الشخص الذي يضع قواعد اللعب مواقع التنفيذ خلال المباريات، وقيادة المباريات ليست بالمهمة اليسيرة، علماً بأنّ الحكم يمرّ بعدّة مراحل تحكيمية للوصول الى الدرجة التحكيمية العليا، وخلال حقبات زمنية محددة وتحت إشراف الاتحاد المعني باللعبة حتى يكون الحكَم مؤهّلاً لقيادة المباريات .
وإنّ الحكَم الجيّد هو الذي يساهم في دعم روح اللعبة السليمة وإدارة المباريات بطريقة مناسبة ومتزّنه من دون أن يسمح بأي إخلال بالقوانين، وأن يكون واثقاً من نفسه محايداً في كلّ تصرفاته وقراراته، وأن يحتفظ بهدوئه باستمرار، ويكون حازماً وصادقاً وعادلاً، وأن يبذل جميع طاقاته إلى حين انتهاء مهمته، وأنّه وجد لمصلحة اللعبة واللاعبين والمشتركين في المباريات، وأن يتفانى من أجل خدمة اللعبة والمساهمة في رفع مستواها الفني .
والتحكيم يتطلّب التركيز والحضور الذهني وسرعة الاستجابة وردّ الفعل المناسب تجاه ما يحدث أثناء المباراة، والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة الحاسمة التي تعتمد على تطبيق روح ونصّ القانون والوصول بالمباراة إلى برّ الأمان .
والحكَم تقع عليه المسؤولية،فمثلاً اتخاذ قرار لا يستند إلى واقع أداء اللعب قد يؤثّر على جهد بذله مدرّب ولاعب، وتفقد اللعبة متعتها،التي هي من حصة الجمهور، وتحيط بالحكَم نظرة غضب بعيدة عن الروح الرياضية التي هي مسعى الجميع .
ويقع على الحكَم عبء إدارة المباراة ومسؤوليتها،وهو المسؤول أمام حدوث أيّ عائق أو مشكلة قد تحدث في أثناء سير المباراة فهو الربّان الذي عليه الوصول بالمباراة إلى برّ الأمان بخبرته ودرايته وحنكته وتجاربه .
لذا مهمّة الحكَم في الكرة الطائرة ليست سهلة، فهو ليس الجهاز الآلي الذي يطبق قواعد وأحكام اللعب بكلّ حذافيرها، بل الغرض من هذه الأحكام هو توضيح روح ومعنى القواعد الرسمية والحفاظ على المتعة والإثارة، وهي التفسير الذي يتبع في جميع المنافسات الرسمية .
ولكي تظهر المباراة بصورة أقرب للمثالية يجب على الحكَم مراعاة الأمور الآتية:(1)
1. الاستعداد النفسي
إذ إنّ الاستعداد النفسي والذهني والبعد عن المشاكل الشخصية والتأثيرات الخارجية والتوترات العصبية عنصر مهم وأساسي يساعد الحكَم على تطبيق القانون تطبيقاً سليماً، واتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة، والظهور أمام الفريقين والجمهور بمظهر الشخص الواثق من نفسه وقدراته ومن خلال ضبط النفس وهدوء الأعصاب .