عندما تسأل أحد الآباء القساة لماذا تقسو على ابنك ؟
ماذا يكون جوابه ياترى ؟
البعض يرى أن القسوة والضرب والزجر والربط والحبس أمورا تنتج الرجال وتقضي على الميوعة والدلال، لأن اسرة هذا الأب تؤمن بهذا المبدا الخاطيء ، ومع الأ سف الشديد أنك لاتستطيع أن تتحاور مع امثال هؤلاء لأنه لايعطيك الجواب الشافي والمقنع لتصرفه غير انه يقول لقد قسا علينا أآباؤنا و لم يضرنا ذلك ، وكيف عرف أن هذه القسوة لم تضره ؟ الناس هم الذين يحكمون على سلوكك ويعرفون من أنت : وما الأسلوب التربوي الذي طبق عليك عندما كنت صغيرا ؟
الأزواج الذين تعودوا على الضرب عندما كانوا صغارا ، يضربون زوجاتهم وأطفالهم ، وتحدث مشكلات حول ذلك ربما تؤدي على الطلاق ، هذا إذا لم يكن الضرب احدث في الزوجة والأطفال عاهة مستديمه ، يعيش الأب طول عمره يؤنبه ضميره على مافعل .
إن نتائج ضرب الزوج لزوجته ، هذا إذا صبرت على ذلك ، ولم تغادر المنزل أنها تتسلط على أطفالها وتضربهم كنوع من التنفيس والقهر ، والأطفال يتسلطون على ألعابهم ويكسرونها لأنهم لايستطيعون مواجة والدتهم التي هي بدورها لاتسطيع مواجهة والدهم خوفا من الطلاق ، كما أن الأطفال يتعلمون من هذا الأسلوب ان الضرب هو الطريقة المثلى لحل مشاكلهم مع غير هم من الأطفال مثال ذلك إذا رفض طفل أن يعطي الطفل الذي تعود على الضرب لعبته يقوم الأخير بضربه وأخذها منه بالقوة، مما يحرج الوالدين ويحدث لهم مشاكل مع جيرانهم واقاربهم لأن الطفل لم يتعلم مهارة اخرى غير الضرب يستخدمها للحصول على مايريد، فالضرب عند هؤلاء هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم .
من أسباب قسوة الأب أن الأب في صغره كان مدللا ، وعندما أنجب اطفالا يعتقد أن أسلوب تربيته خطأ ، فلكي لايتكرر هذا الخطأ ثانية في اطفاله يقوم بالقسوة عليهم ، ليبعدهم في نظره عن الميوعة والدلال والتخلق بأخلاق النساء ، أن الأب يرى طفلا من أقاربه مدللا من قبل والديه مما أفسد الدلال طبعه ولايريد ان تتكرر الصورة في طفله فيقدم على القسوة عليه .
يذكر علماء النفس أن هناك مرضاسلوكيا يطلق عليه ( السادية ) وهو التلذذ بضرب الآخرين وتعذيبهم ، فالأب يتلذذ بالقسوة والضرب لأبنائه لما يجده من متعة في ذلك ، وبعض المعلمين يمارس الضرب مع الطلاب تلذذا واستمتاعا ، أو انتقاما من طالب رمى كلمة نابية على المعلم .
هناك سبب من الأسباب التي تدفع بعض الآباء والمعلمين إلى القسوة على الأبناء والطلاب وهي الإعتقاد الخاطيء بأن الطفل شر أو مجموعة من الشرورينبغي الخلاص منها ومكافحتها بالقسوة والحبس والربط ، ولا شك ان هذه شخصيات مريضة ينبغي علاجها
الحرمان من عاطفة الأبوة الحنونة الرحيمة وقد يكون سبب ذلك أن الطفل تزامنت ولادته مع حدوث حادث سيارة مثلا لأقارب الأب مما حد ا بالأب إلى الحقد على هذا المولود الجديد الذي يعتقد أن ولادته مصدر شؤم على العائلة فحمل في نفسه العداء له والكره مما جعله يقسو عليه ، مع أن الطفل لادخل له بذلك فهي إرادة الله ، وعندما يشب هذا الطفل ويكبر يكره أباه لمعاملته السيئة له ويتحول الكره على من يماثل الأب في السلطه وهو المعلم فيكره معلمه مما يدعو هذا الأخير إلى القسوة عليه وهذا ما يعرف في علم النفس (بالتحول) تحول الكره من الوالد إلى المعلم الذي يحدث المشاجرات والمنازعات بين بعض المعلمين وطلابهم مما يكون سببا في ترك التلميذ للمدرسة .
ومن الأسباب التي تدفع الأب إلى القسوة على أبنائه أن تكون الأم لينة عطوفة وهذه طبيعة الأم وبالتالي يكون الأب من جانب آخر قاسيا ليحدث شيئا من التوازن في المعاملة ، خوفا منه أن ينفرط الحبل ويضيع الولد ، أو يكون العكس بأن تكون الأم قاسية في طباعها وحسب ما تربت عليه في أسرتها من معاملة سيئة ، فتظهر سخطها واحتجاجها على هذه المعاملة بقسوتها على أطفالها ، وقد تكون القسوة من الوالدين مظهرا من مظاهر مرض الإكتئاب النفسي عند أحدهما ، كما أن من اشد انواع القسوة الاستهزاء والاحتقار للطفل والمراهق أو للطالب أو الطالبة من قبل المعلم او المعلمة ، واحيانا يأتي المعلم أو المعلمة في حالة نفسية سيئة كان يكون في خلاف مع زوجته أو هي في خلاف مع زوجها فيصبا جام غضبهما على الطلاب أوالطالبات .
هذا ما أستطعت حصره من أسباب فماذا تقول أنت