بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا وحبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
قال الله تعالى :
(كنتم خير أمة أخرجت للناس...)
ربّى النبي صلى الله عليه وسلم صحابته على الأممية
وعزّزَ فيهم الإنتماء لهذه الأمة المحمدية
فخرج من بين يديه جيلٌ يقدّم النفس رخيصة في سبيل دينه
وتخرّج من مدرسته جيلُ لايعطي الدنيّة في دينه
جيلُ يتمنى أن يُقطّع أوصالاً ومايُشاك محمد بشوكة
جيلُ يدخل المعركة وهو يشم رائحة الجنة من دون أرضها وجبالها
جيلُ على جثثه وبدمائه سارت قافلة الدين وانتشر وازدهر
ذاك الجيل المبارك لم يبدّل ولم يتغير بعد وفاة معلمه عليه الصلاة والسلام
بل سار على نفس الخطى في نصرة دين الله ومضى عليها حتى فارق الحياة
كل هذا لأن محمد صلى الله عليه وسلم كرّس فيهم الإنتماء للأمة
ولم يكرّس فيهم الإنتماء له وحده أو لقبيلته أو لعصبته
وحاشاه ذلك وهو من جاء بالتساوي وأن لافرق إلا بالتقوى
وفي عصرنا هذا ظهرت جماعات اقتضتها مرحلة معينة ومصلحة معينة
فنشأت هذه الجماعات وترعرعت على مبادئ رسمتها لنفسها وشعارات رفعها منظّروها
بل إن بعض القيادات في هذه الجماعات أخرجت كتباً في شرح أصول الجماعة
فأصبحت تربّى أنصارها على حب الجماعة وتعزز فيهم الإنتماء لها
حتى أنك إذا أخبرتَ أحدهم بمشروع دعوي وشرحت له فكرته فأول سؤال يطرحه عليك :
من القائم على هذا العمل ومن معه ؟
فلو قلتَ له فلان طار وابتهج وإن قلتَ له علاّن أخلدَ إلى الأرض
وهذا يدل على أن شعوره مع الجماعة وانتماؤه لها ولقياداتها
وعلى النقيض فلو كان هذا الشخص شعوره وانتماؤه للأمة
فسيعرض عليك نفسه ويبدي استعداده بما يستطيع
حيث قدّم انتماءه لأمته والعمل لها على انتماء الجماعة
من هذا كله نخلص إلى ضرورة تربية الشباب على مفهوم الأممية ونكرّس فيهم الإنتماء للأمة
حتى يخرج لنا جيل يتكلم من أجل أمته ويتحرك من أجل نصرتها والدفاع عن حرماتها
ودمتم على الخير والطاعة
أختكم .. بــشــرى