[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم ..
القاعدة الثانية : المحبة
لا تكتمل حقيقة العبادة من غير محبة لله تعالى , لأن الحب هو الدافع الأكبر للعمل وتحمل المشاق في سبيل المحبوب .
لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائة :
((اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك , اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب . اللهم ما زويت عني مما احب فاجعله فراغا لي فيما تحب ))( الحديث رواه الترمذي وحسنة الارناؤوط)
زويت : قبضته او نحيّته
هذا التجرد التجرد الكامل لله تعالى والاقبال عليه بمثل هذه الطريقة هو قمّة الحب الى درجه انه يدعوا ربه بألا ينشغل القلب للحظات بما ابعد الله عنه من ملاذ الدنيا .
والمعادلة هنا ما ذكره الواعظ يحيى بن معاذ
المعادلة : (على قدر حبك لله يحبك الخلق )
ويوضحها ايضا الامام الحسن البصري بقوله
(( ما أقبل عبد بقلبة الى الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين اليه حتى يرزقهم ودّهم ))
فمفتاح القلوب الى الناس ليس المنصب او المال انما هو الاقبال على الله تعالى ..
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم مبينا هذه المعادلة اذا احب الله عبدا نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه , فيحبه جبريل . فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه , فيحبه اهل السماء . ثم يوضع له القبول في الارض )) رواه البخاري .
وقد قال امير المؤمنين عمر مخاطبا سعد بان الوقاص في رسالة له يقول ( ان الله اذا احب عبدا حببه الى خلقه , فاعتبر منزلتك من الله بمنزلتك من الناس , وأعلم أن ما لك عن الله مثل ما للناس عندك )
ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يكتب لنا محبته ومحبة الناس لمحبة سبحانه وتعالى
وترقبوا الجزء الثالث [/ALIGN]