التجارب سواء كانت شخصية عشتها بنفسك. أو غيريّة قام بها غيرك، هي معلّم ناجح ومفيد. والناجحون هم الذين أفادوا من تجاربهم الفاشلة والناجحة على حد سواء.
فالتجربة الفاشلة تعلّمني كيف أنهض من فشلي، وأن لا أعتبر ما حصل نهاية المطاف، وأن استمرّ في المحاولة، فشرف المحاولة ـ كما يقال ـ إنجاز وكسب، وتعبير عن أن صاحب المحاولة لا يرضى ولا يرضخ للفشل، ففشل المحاولة لا يعني فشل الفكرة، ولا تأتي الأشياء عادة من تجربة واحدة أو محاولة أولى .. بل ربّما بعد سلسلة تجارب ومحاولات .. المهم أن لا تستسلم لشعور الفشل لأنّه يقعدك عن اكتساب المهارات والمكارم، بل يشلّك عن العمل والمواصلة .. الفشل معلّم أيضاً!
إنّ تجاربك هي: إمّا أخطاء تتعلّم منها، أو نجاحات تتحرك لقطف المزيد منها، وكذلك تجارب الآخرين سواء في قدرتهم على حل المشكلات وتجاوز الصعاب، أو فيما يعتمدونه من أفكار وأساليب إبداعية مبتكرة.
إنّ كلّ شخص يحكي لك عن قصّة حدثت له، أو تجربة خاضها في مجال العمل والدراسة والحياة، هي تجربة يمكن أن تضيفها إلى رصيد تجاربك .. اجلس إلى جدّك وجدّتك واستمع إليهما جيِّداً .. إنّ تجربتهما الطويلة الغنية معلّم لا تزهد به، وعلم يضاف إلى خزين معلوماتك، وقد قيل: «في التجارب علم مستفاد». أو «علمٌ مستأنف».
وقل الشيء نفسه عن كتب السير الذاتية التي تتحدّث عن مذكرات وتجارب شخصيات ثقافية وفكرية وأدبية وسياسية وفنّية واجتماعية ودينية.
فالذين سبقونا في مضمار العمل أو المهنة أو التجارة، أو أي حقل آخر، هم أصحاب خبرة وتجربة يمكن أن تختصر عليك جهداً ووقتاً طويلاً، وترشدك إلى أفضل السبل وأجداها.
ولكن كي يصل الانسان الى هدف تحقيق الذات عليه أن يتحاشى أمرين اثنين:
1ـ عبادة الذات وهي عقدة نفسية تعزل الفرد عن بيئته.
2ـ انسحاق الذات، الذي يمكن أن يؤدي الى فقدان المرء هويته وشخصيته عن طريق انصياعه الكلي لمعايير مجتمعه وتقاليده التي كثيراً ماتكون قد اصبحت من مخلفات الماضي السحيق.
وعليه فاذا كان الفرد يريد فعلاً أن يتمتع بشخصية قوية بكل ابعاد الكلمة ومعانيها يجب عليه ان يتحرر لا من الوقائع المادية فحسب بل من الخضوع التام للمجتمع ايضاً. أي ان تحرر الانسان ينبغي ان يكون:
1ـ من ضغط القوى الجسدية.
2ـ من الهرب من مواجهة الحياة، اذ عليه ان يتقبل وجود الالام والمشقات من الحياة البشرية فتكون لديه الشجاعة في مواجهة ظروف حياته.
3ـ عليه ان يستخدم القوى الفكرية والروحية مصدراً للألهام والابداع.
4ـ عليه ان يقهر أشد ميوله خطراً: الغرور والاعتداد بالنفس (الزهو الفارغ) والطموح الاعمى وعشق الذات. واما عشق الذات فتؤدي بصاحبها الى التمسك بأنانية بغيضة.
أعد لكم هذه المادة
أخوكم أ0 الأحيـــــــــــاء
همسة
الكلمة الطيبة ليست سهماً ... لكنها تخرق القلب