أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الغيرة أو العبرة ( الفرج بعد 250 سنة )

بولاية أستراخان بناحية شورنييار توجد قرية شابورنيكي وستمائة من أهلها مكرهون أي ممن كانوا أكرهوا على قبول النصرانية والباقي يعتبرون مسلمين. يروى أن المكرهين والمسلمين قد هاجروا من ولاية قازان سنة 1785 م.
هؤلاء مكرهون قيدوا سنة 1646 باسم النصارى في سجل النصارى ظلما وعدوانا. بعد وصولهم إلى ولاية أستراخان ما زالت الحكومة تعتبر المكرهين من النصارى وجعلهم يتبعون الكنيسة المحلية. وكانوا يذهبون إلى الكنيسة عند الإجبار وإذا ما كانت الحكمومة تلين قليلا يتركون الكنيسة ويبدؤون يجرون عبادات دينهم القديم وهو الاسلام.
في النهاية ترك أهل شابورينكي الكنيسة تماما سنة 1845 . ولأجل هذا أرسلت إليهم الإدارة النصرانية قسين حتى يجتهدا في ردهم إلى النصرانية بالموعظة. وهما كتبا التقرير بعد سنة أنهما فشلا في إفهام أهل القرية وأنهم قد جازوا مرحلة الوعظ. وبناء عليه طلبت الإدارة النصرانية من إدارة الولاية أن تعاملهم وفق تعليمات أرسلها الوزير للوالي تنص على قواعد معاملة النصارى الجدد (يعني التضييق عليهم).
ورفع أمر مكرهي القرية إلى الوالي وصب عليهم كل المضايقات حتى لا يتعاملوا بالمراسيم الإسلامية.
ونتيجة هذه المضايقات أرسل الوالي سنة 1849 الحربي رسالة إلى الوزير بين فيها أن أهل القرية رجعوا إلى النصرانية ما عدا الواحد المدعو دانيل ميخايلوف . ولا حاجة إلى إثبات أن هذه المعلومة كانت من قبل المأمورين فقط. وعيِّن القس ليعظ دانيل ميخايلوف بالخصوص وفق قانون الجزاء.
ولكن تحمّل ميخايلوف هذه المضايقات والجزاءات بسعة صدره حتى كان يتلذذ من عناده وكان يصابر على الجزاء بسبب دينه. وبعدما تعب القساوسة من المدافعة مع ميخايلوف تركوه نهائيا. بناء على كل هذا اضطر أهل القرية قرابة 40 عاما أن يعيشوا منعزلين عن المسلمين ولكن ما رأى القساوسة منهم الوجه الطلق. وبسبب المنع الشديد من الحكومة لم يقدر أئمة الإسلام أن يقدموا لهم ما يجب لهم من المراسيم الاسلامية. ولكنهم ما زالوا مسلمين في أنفسهم.
وأرسل أهل القرية بواسطة الإدارة الدينية الدعاوي إلى كل من الوزير والوالي أعربوا فيها أنهم مسلمون حقا ولم يكونوا نصارى قط ولن يكونوا وان تقييد اسماءهم في سجل النصارى هو من جبر وظلم المأمورين والقساوسة ولكن لم تُلتفت إلى هذه الدعاوي.
وبعد إعلان المرسوم الملكي عن الحرية سنة 1905 17 أبريل طلب أهل القرية من الوالي كبقية الأقوام الذين اعتبروا نصارى بالاسم فقط أن يفتحوا المحلة الإسلامية وفقا للنظام الجديد.
وفي تاريخ 25 ديسمبر 1905 سجل اهل قرية شابورنيكي رسميا في سجل المسلمين وانتهت معاناتهم.
أعطينا هذه المعلومات عن هذه القرية لأن كل من كان من هذا الصنف أي صنف المكرهين تاريخهم شبيه . في صروة مسجد هذه القرية القديم.

كتب المقال سنة 1906 م في جريدة الوقت
الكاتب رضاء الدين بن فخر الدين - العالم التتاري الجليل رحمه الله