أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


توفي يوم الخميس 13 شوال 1433 فضيلة الشيخ الداعية أبو عبد الله: أحمد بن عبد الله بن فارس الفارس، في حادث سيارة في طريق الأحساء، مع زوجه من آل السياري.
والشيخ أحمد رحمه الله من أهل العلم والفضل البارزين في الدرعية، درّس فيها مدة، ودرّس في الإمارات أربع سنوات، ثم صار مدير مدرسة تحفيظ القرآن في الدرعية سابقا.
وكانت له جهود في الدعوة والإغاثة في أفريقيا (الكاميرون وتشاد وتنزانيا وإثيوبيا)، وفي أوروبا (في كوسوفا)، وفي الهند، وأجرى الله على يديه خيرا طيبا، بلغني أن قرى كاملة أسلمت على يديه.
وكان عضوا متعاونا مع المنتدى الاسلامي، وعضوا في لجنة أفريقيا في الندوة، ومسؤول شعبة تشاد فيها، وعضو الوقف الاسلامي.
صلي عليه في جنازة مشهودة بعد صلاة الجمعة في جامع الملك خالد بالرياض، بل صُلِّي عليه الغائب في جوامع كثيرة في أفريقيا، فقد لقبه بعض الدعاة: سميط السعودية. ودُفن في الدرعية.

قلت: والفقيد كان أستاذي في المواد الشرعية في متوسطة الدرعية ثم في ثانويتها، وله أثرٌ عليّ وفضل، ومن زملائي عليه الشيخ عبد الله بن حسين آل عيسى الصومالي.
وأستاذنا أول من أخذتُ عنده مصطلح الحديث، واستفدتُ من علمه وتوجيهه، ووالله رأيتُ فيه تواضعًا وإخلاصًا، وعنده بساطة وعدم تكلف، وبعد عن الشهرة والظهور، وكان غيورًا، عنده خشية وصلاح وسمت.
وكان له أثر في الإصلاح في كشافة الدرعية، وأظنه رأسها حينًا.
ولما تخرجتُ من الثانوية أهداني مجموعة الفتاوى لابن تيمية 37 مجلدًا، فجزاه الله عني خيرًا.

أخبرني أحد الزملاء عن ابن أستاذنا أنه وُجد بعد وفاته رافعًا أصبعه بالشهادة، ووُجدت زوجه رحمها الله -وكانت من الفضليات الصالحات- مبتسمة ابتسامة عجيبة.

وقال الشيخ أحمد السلامة مدير مركز خادم الحرمين الإسلامي في ياوندي بالكاميرون:
زار الكاميرون ومرض شديدا بسبب الاجهاد وقلة الراحة امره الطبيب بالراحة وبعد رجوعه اتصلت لأطمئن عليه فرد علي من مدغشقر!! أي همة!.
وقال: لا أظن والله أعلم أن احدا يكره الشيخ أحمد ألفارس أو يحمل عليه فوالله لم أرى منه أو أسمع عنه إلا خيرا ومن رآه أحبّه.
وقال: لولاأني أعرف رغبته في إخفاء بعض أعماله مما اطلعت عليه بدون علمه ولعلمي بأنه ادخرها عند ربه لكتبت الكثير.

وقرأت لأحد أصحابه قال: قبل سفره رحمه الله بليلة أوصى أحدَ الأخوان على بعض الأسر، وأعطاه مبلغاً كعادته لتوزيعه عليهم لاحتياج طلبات المدارس وغير ذلك، وودعه، وكان حريصاً على أن ينجز هذا الأمر، حتى إنه من حرصه رحمه الله أرسل رسالة لتذكير.

وقال صاحبه ومحبه أبو أنس الغشيّان: اللهم اغفر له وارحمه وزوجه واسكنهما فسيح جناتك، والله لقد كان الشيخ محبوبا للجميع، بذل وقته وماله وجاهه للدعوة والخير، ولم يطلب منه أحد إعانة إلا وبذل له مايستطيع، كان قدوة في التسامح والعفو، تشهد له إفريقيا وأوروبا والداخل والخارج، رحمه الله فقد أقبل على رب رحيم يجازي بالإحسان إحسانا، فاللهم أبدله دارا خيرا من داره، واجمعه مع زوجه في الجنة، واربط على أبنائه وبناته وثبتهم، اللهم آمين.


وأختم بما قاله الداعية د. سامي الحمود: سبحان من أبى إلا أن يظهر فضله ويعلي ذكره حتى بعد موته..فعلا علو في الحياة وفي الممات!

قلت: هذه كتابة لا توفيه بعض حقه، فهو من الأتقياء الأخفياء!
سألتُه وأنا طالب: كم تحفظ من القرآن؟ فقال: قسمة الله. وكل ما أسأله عن شيء خاص كنت أراه فيه قدوة لي: كان يجيب كذلك ويصرف الموضوع!
رحمك الله يا أستاذنا الجليل، وجزاك عنا خيرا، وإنا على فراقك لمحزونون.
وهنا رابط مفيد حوله:
http://topsy.com/s?q=%23%D8%A3%D8%AD...ource=ottertag

وهنا:
http://topsy.com/twitter/ahmadalsalamah1