أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
ثم أما بعد
أقدم اليوم أولى موضوعاتى فى " ملتقى أهل الحديث "
أشعر بالفخر والخجل فى نفس الوقت أننى فى وسط طلبه العلم والدعاه المتميزون
ولى الشرف أن يكون أول موضوع هو " تفريغ حلقات برنامج مفاتيح التعلّم " للشيخ أحمد سالم (أبو فهر السلفى)
وسيتم نشر الحلقات مفرغه بإذن الله نبدأ الأن بنشر أولى الحلقات وهى " الشعور بقيمة العلم"
مفاتيح التعلم
" الشعور بقيمة العلم" (1)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعى آله وصحبه ومن والآه وبعد
إن الإحساس بأهمية التعلم وضرورته وشرفه وفضله يعد من أهم الدوافع التى تفتح مغاليق عملية التعلم , لأن إستحضار هذه الأهمية وإستحضار هذا الشرف وهذا الفضل يشغل جذوه الحماس فى نفس المتعلّم ويفتح له آفاق الهمة والعزم التى لايمكن مواصله طلب العلم إلا بواسطتها ,
شرف العلم وفضله تمتلأ به نصوص الكتاب والسنة , حتى جعل مقدمة للتوحيد
قال الله تبارك وتعالى { فاعلم أنه لا إلا إله إلا اللّه} سورة محمد 19 - وبوب له البخارى باب " العلم قبل القول والعمل " ونصوص الكتاب والسنة فى شرف العلم وفى فضله أشهر من أن نذكرها , وأحب اليوم أن أنبه على شىء أخر فى قضية ضروره التعلم
ذلك أن التعلم هو مفتاح المعرفة ومفتاح صياغة التصورات ومفتاح تكوين الأفكار , والمعرفه والتصورات والأفكار
هى أساس البناء ومنطلقات الحركة ومكونات الإبداع الحضارى
طالب العلم الذى يمارس عملية التعلّم هو فى الوقت نفسه يبنى أسس تصور مضامين أفكاره التى سيتعامل بها مع الأشياء
وسيتعامل بها مع الأشخاص , لا يبتعد الناس عن الحق الذى جاء به الأنبياء إلا بسبب خلل فى عملية التعلّم
لا تحدث الفجوة الحضارية بين الأمم إلا مبنية على خلل فى عملية التعلّم , لا يسُهل تزييف وعى الشعوب إلا من خلال خلل فى عملية التعلّم
بإختصار المعرفه والتعلّم منهج حياة , وليس مجرد مرحلة من مراحل الحياة الإنسانية , التعلم ليس قضية تعلم نظامى , المرحلة الإبتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية فالجامعه فالدراسات العليا , التعلم ليس مجرد مقدمة لمهنه , ليس مجرد مجموعة من الدورات تأخذها لتفتح لك آفاق العمل الوظيفى , التعلّم أشمل من ذلك كله , وأوسع من ذلك كله , الذى يقدم على الزواج يحتاج إلى إطار معرفى ليجعل زواجه هذا أكثر نجاح وأكثر سعاده , هذا الإطار المعرفى لا يمكن إدراكه إلا عن طريق عملية التعلّم
الذى له أولاد يقوم على تربيتهم , هذه التربية لابد لها من إطار معرفى هذا الإطار المعرفى لا يمكن إدراكه إلا عن طريق عملية التعلّم , بل نفس حركتك من بلد إلى أخر ومن طريق إلى أخر لتزور بلداً أو لتزور صديقاً , كل هذا ينبنى على أساس معرفى
ومن بنى حياته على الأسس المعرفية , فلن يقبل أن يجعل خطوة منها إلا مبنيه على معرفه وعلى علم تم له أمره , وأستطاع أن يبنى حياة صحيحة سليمة , أما الذين يعتمدون على التفكير المجرد فى الأشياء بدون تعلم , المنقولات و الخبرات غير المبنية على أسس علمية يحدث لهم خلل كبير فى حياتهم , التعلّم أوسع من أن يكون مرحلة علمية وأوسع من أن حتى يختص بطلب العلم الشرعى , أوسع من كل ذلك , هذه النقطة الأساسية التى أردت أن أتكلم عنها , أن التعلّم ضروره حياتيه ’ ومنهج حياة
وليست مرحلة دراسية , وليس مجرد فقط تعلم العلوم الدينيه التى جائت به الأنبياء , الأمر أوسع من ذلك كله
الجزء الذى أشرت له فى ضروره التعلّم وهو أن تزييف وعى الشعوب لا يتم إلا عن طريق خلل فى عملية التعلّم
هو أحد الأشياء التى تحكم مسار العالم اليوم , هذا العالم الواسع الذى تراه بصراعاته بمحنه بحروبه بمعاركه
يقوم بدرجة أساسية على تزييف وعى الشعوب لتدعم مثل هذه القرارات ولا تعترض عليها
فإن لم يكن لفضل عملية التعلّم فى أيامنا هذه إلا أنه يجعل عملية تزييف وعى الشعوب عملية عسيرة جداً , لكفاه فضلاً
نكتف بهذا القدر , ونتكلم فى المرة القادمة فى مفتاح آخر من مفاتيح التعلّم , وشكرا جزيلاَ لكم
____إنتهى___
وسننشر إن شاء الله باقى الحلقات المذاعه قريبا