قال معالي رئيس مجلس الشورى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد: إن حلقات تحفيظ القرآن الكريم بديل مطمئن يسر به كل مخلص لدينه ووطنه وأمته، وإنني أحد خريجي هذه الحلقات. جاء ذلك ضمن كلمة ألقاها معاليه في الحفل الذي أقامته حلقات القرآن الكريم في جامع العودة بحي شبرا بالرياض، ونشرت الخبر الجزيرة في عددها (12594) الصادر يوم الجمعة الموافق 4-3-1428هـ. وانطلاقاً من التحاقي بهذه الحلقات القرآنية وشعوراً بالدور الإيجابي الذي تقدمه للمجتمع وأبنائه أتناول الأدوار الإيجابية للحلقات القرآنية من المنظور التربوي فأقول:
القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي وفي قراءته وحفظه وتدبره آثار إيجابية على فكر وسلوك أفراد الأمة ومستقبلها، لذا حرصت الدولة على إقامة العديد من المشروعات والبرامج لتحقيق ارتباط أبناء المجتمع بهذا القرآن الكريم، ومن ذلك حلقات وتحفيظ القرآن الكريم للذكور والإناث والتي لها أدوارها الإيجابية المختلفة في المجتمع، ومن أبرز أدوارها التربوية ما يلي:
- بانضمام أبنائنا لحلقات تحفيظ القرآن الكريم واستمرار حفظهم له تنمو مداركهم وتزداد درجة استيعابهم وتتطور قدراتهم بمستوى أكبر من غيرهم، ويؤثر بشكل إيجابي في أخلاقهم وسلوكهم، وكان خلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم.
- يساعد التحاق أبناء المجتمع إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم على محافظتهم في أداء الصلاة جماعة في المسجد، وقد دلت النصوص الشرعية والواقع الحياتي أن من حافظ على هذه الصلوات في المساجد يكون فرداً صالحاً موفقاً نافعاً لوطنه وأمته بإذن الله تعالى.
- وحلقات تحفيظ القرآن الكريم تحمي أبناء المجتمع من الانحرافات والتأثيرات السلبية.
- تربي حلقات تحفيظ القرآن الكريم أبناءنا على الجد في طلب العلم منذ الصغر، فينشؤون طلاباً جادين في حياتهم محبين لمعالي الأمور، وما أحوج مجتمعنا لأولئك الطلاب الجادين في حياتهم الدراسية وحياتهم العملية.
- في حلقات تحفيظ القرآن الكريم تتوفر بيئة تربوية مناسبة فهي في أحب البقاع إلى الله - المساجد- والتي لا تسمع فيه إلا آيات الله تتلى، إضافة إلى توافر القدوة الصالحة في هذه البيئة والمتمثلة في معلم القرآن الكريم والقرناء الصالحين -حملة كتاب الله تعالى.
- من أروع الأدوار التربوية لحلقات تحفيظ القرآن ما أحدثه في السجون من آثار إيجابية على السجناء -الرجال والنساء- فيخرج السجين من السجن بعد التحاقه بالحلقات القرآنية في السجن وقد حفظ القرآن الكريم أو أجزاء منه وقد تغيرت أحواله نحو الأفضل، وأصبح عضواً فاعلاً في المجتمع.
حمد بن عبدالله القميزي/ الخرج
نشر في جريدة الجزيرة يوم الخميس 24 ربيع الأول 1428 العدد 12614
الموقع: http://www.al-jazirah.com/208031/rv5d.htm