[align=center]إليك اله الخلق أرفع رغبتي ***وإن كنت ياذا المن والجود مجرما
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ***جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ***بعفوك ربي كان عفوك أعظما
ومازلت ذا عفوٍ عن الذنب ولم ***تزل تجود وتعفو منةً وتكرما
ولولاك ما يقوى بإبليس عابدٌ ***وكيف وقد أغوى صفيك اّدمـا
فإن تعفُ عني تعفُ عن متمرد ***ظلُومٍ غشُومٍ لا يزايل مائمــا
وان تنتقم مني فلستُ باّيسٍ ***ولو أدخلت نفسي بِجُرمي جَهنما
فجرمي عظيمٌ من قديمٌ وحادثِ ***وعفوُك يأتي العبدَ أعلى وأجسما
تعاظمني ذنبي فأقبلت خاشعاً ***ولولا الرضا ما كنت يارب منعما
حوالي فضلُ الله من كل جانبٍ ***ونورٌ من الرحمن يفترشُ السما
وفي القلب إشراقٌ المُحب بوصلِه ***اذا قارب البشرى وجاز الى الحمى
حوالي إناسٌ من الله وحدَهُ ***يُطالعني في ظُلمة القلبِ أنجمـا
أصون ودادي أن يدنسهِ الهوى ***وأحفظ عهدَ الحبِ أن يتثلمـا
ففي يقظتي شوقٌ وفي غفوتي مُنى ***تلاحق خَطْوى نشوةً وترنمـــا
ومن يعتصم بالله يسلمْ من الورى ***و من يرجُهُ هيهات أن يتندما
اليك إله الخلق أرفعُ رغبتي ***وإن كنتُ ياذا المن والوجودِ مجرما
الشافعي
........................[/align]