الحكاية التي روتها الأيام داخل أروقتها المبعثرة هنا وهناك،
ولكن لتبدأ حكايتها الجديدة مع أبناء الحياة،
مع العيون الناطقة بالوداعة، والقلوب الطافحة بالمحبة،
مع الخدود التي لوحتها الشمس، والزنود التي التحمت بالأرض...
يقولون: إنه الزمن الصعب!..
إنما الأرض تدور، والحياة مستمرة،
وستظلُّ حتى تطفئ رياح الموت آخر الشمعات، ...
آنذاك يقف الزمن بين أهداب الكون يحمل في يديه تركة دهره ونتاج عمره.....
أترانا ونحن على الطريق نستطيع أن نقف عند كلَّ شمعة لحظة تأمل وانسحاب؟....
أترانا ونحن بين يدي الزمن نقدر على محاسبة أنفسنا بكلِّ صدق وجرأة؟........
أترانا نعمل للمستقبل بيدين راضيتين؟.........
يقولون إن الحياة قائمة على التناقض والتضاد:
وإن فيها الخير والشر والحق والباطل...
لكنّ أبناء الشرّ يذهبون إلى القبور وفيها يقضون معظم أوقاتهم.....
أما أنقياء القلب الذين يؤمنون بالحبّ والعمران –حتماً-
يُدعَون ليأكلوا من شجرة الحياة.
لأن السالك بالكمال يصل والملتوي في طريقين يسقط...
ولأن إيمانهم باستمرارية الحياة يستمد من إيمانهم
بأن النضال من أجل الخير ليس حرباً ضد الحقد والكراهية فحسب
بل هو بناء لحياة جديدة،
ولأن الحبّ والعمران حجر الزاوية في هذا البناء الكبير
وأحياناً وكما يروق البرق لسارٍ في الظلام هكذا أيضاً يروق لمن يستوقفه الزمن
بأن يغوص في أعماق الحياة من خلال وقفة تأمل أو استراحة محارب..
ولكن أن يستوقفك الزمن بهذه الطريقة،
هذا يعني أن تعود إلى الذاكرة جراح متعبه
تجعلك تعيد النظر بكل الأشياء والمحسوسات..
بل بكلِّ الأحبة والأصدقاء، لتصل إلى نقطة تقول عندها:
ليت الزمن لم يستوقفنا عند لحظات نتمنى أن لا نرى الأشياء
من خلالها مرقمة ومزدانه ولها لبوس العصر المسيِّج بخيوط واهيه.