قرأت في هذا الكتاب أشياء لم أعلم عنها من ذي قبل فأردت للبقيه قرآتها و التمعن بها ..
قال الله تعالى : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت في منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون ) " الزمر : 42 "
فشواهد هذه المسألة و أدلتها أكثر من أن يحصيها إلا الله تعالى ، و الحسن و الواقع من أعدل الشهود بها ، فتلتقي أرواح الأحياء و الأموات كما تلتقي أرواح الأحياء ..
و قال سعيد بن لمسيب : التقى عبدالله بن سلام و سلمان الفارسي فقال أحدهما للآخر : إن مت قبلي فالقني فأخبرني مالقيت من ربك ، و إن أنا مت قبلك لقيتك فأخبرتك ، فقال الآخر : و هل تلتقي الأموات و الأحياء قال : نعم أرواحهم في الجنة تذهب حيث شاءت ، قال : فمات فلان فلقيه في المنام ، فقال توكل و أبشر فلم أر مثل التوكل قط .
و قال العباس بن عبدالمطلب : كنت أشتهي أن أرى عمر في المنام ، فما إلا عند قرب الحول ، فرأيته يمسح العرق عن جبينه وهو يقول : هذا أوان فراغي إن كاد عرشي ليهد لولا أن لقيت رؤوفاً رحيماً.
و قال عبد الله بن عمر بن عبدالعزيز : رأيت أبي في النوم بعد موته كأنه في حديقة فدفع إليّ تفاحات فأولتهن الولد فقلت : أي الأعمال وجدت أفضل ؟ فقال : الاستغفار يا بني .
و قال مالك بن دينار : رأيت مسلم بن يسار بعد موته فسلمت عليه فلم يرد عليّ السلام ، فقلت : ما يمنعك أن ترد السلام قال : أنا ميت فكيف أرد السلام ؟ فقلت له : ماذا لقيت بعد الموت ؟ قال : لقيت والله أهوالاً و زلازلاً عظاما شداداً . قال
قلت له : فما كان بعد ذلك ؟ قال : وما تراه يكون من الكريم ؟! قبل منا الحسنات و عفا لنا عن السيئات ، وضمن عنا التبعات . قال : ثم شهق مالك شهقة خر مغشياًُ عليه . قال : فلبث بعد ذلك أياماً مريضاًَ ، ثم انصدع قلبه فمات ..
و قال سهيل أخو حزم : رأيت مالك بن دينار بعد موته فقلت : يا أبا يحيى ليت شعري ، ماذا قدمت به على الله ؟ قال : قدمت بذنوب كثيره محاها عني حسن الظن بالله عز وجل ..
أخواني و أخوتي نحن قوم نعمل ولا نعلم وهم قوم يعلمون ولا يعملون..
أجعلوا في قلوبكم خوف من الله و أنظروا الى من تحت الثرى لا يستطيعون حراكاً ولا يستطيعون الرجوع لهذه الدنيا ولو لذكر الله
أخوتي أذكروا الله يذكركم ، وتذكروا نعمة الله عليكم و أشكروه بحمده .. و بعمل الطاعات ..
فهل من الصعب علينا أن نحسن الظن بالله ..
أو الأستغفار في اليوم لو مرة واحدة
أو أن نتوكل على الله كلمات سهله و ليست بالكثير على الله خالقنا الذي أحيانا و سوف يميتنا و يحيينا مرة أخرى ..