القاهرة ـ سيد العبادي:
التحذير من المخاطر الصحية الناتجة على الإفراط في تناول الوجبات السريعة، أصبح كالتحذير من الأضرار المؤكدة للتدخين، نسمعه ونستوعبه ونفهمه ثم نتجاهله ونتحداه· الأطباء يؤكدون خطورتها والإقبال المتزايد عليها يؤكد أن الوجبات السريعة تحولت إلى إدمان حقيقي وأن الحصاد المر لسوء السلوك الغذائي سوف يستمر ويتزايد ويهدد صحة مئات الملايين من البشر·· ما الحكاية؟·
الدكتور مجدي بدران زميل معهد الدراسات العليا للطفولة في مصر يدق ناقوس الخطر ويؤكد مجددا أضرار ''الفاست فود'' خاصة على الأطفال حيث تسبب لهم البدانة وأمراض السكري والضغط وتسوس الأسنان وغيرها·
ويبدأ الدكتور بدران حديثه بتحديد المواصفات ''المثالية'' لوجبة سريعة مغذية وصحية·· يقول: الوجبة السريعة المثالية هي تلك التي تكون مقبولة الشكل واللون والطعم والرائحة والسعر أيضا، مع احتوائها على جميع العناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجها الجسم على الجرعات اليومية من العناصر الغذائية·· وهي بهذه المواصفات غير موجودة والموجود بالفعل هو الوجبات ذات المحتوى المرتفع جدا من الشحوم الزيوت الدهون والنشويات، والمحتوى القليل من البروتينات والخضروات والألياف الطبيعية· وتحتوي هذه الوجبات على كمية كبيرة من دماء الحيوانات أو الطيور وتكون غالبا ملوثة كما أثبتت البحوث أن قلي رقائق أو شرائح البطاطا ينتج عنه مواد مسرطنة، والصوديوم الموجود في تلك الوجبات بنسب عالية يسبب ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى بالإضافة إلى خلوها من الألياف لذلك تسبب الإمساك ونقص المناعة·
أمراض وأعراض
وقائمة أمراض ''الفاست فود'' تشمل السمنة والسكر وتسوس الأسنان وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وتصلب الشرايين وهشاشة العظام والسرطانات والحساسيات وأمراض ميكروبية منها التسمم الغذائي وتكسر الدم والفشل الكلوي خاصة في الأطفال، كما أن ميكروب الليستيريا الموجود في تلك الوجبات يسبب تسمم الدم والالتهاب السحائي والإجهاض أو ولادة طفل ميت· وإعداد الطعام بكميات كبيرة وبشكل سريع يستدعي استخدام مواد إضافية وكيماويات تساعد على النضج السريع إضافة إلى عدم توفر الوقت الكافي لمراقبة الجودة ومتابعة السلامة في المواد المستخدمة وطريقة الطهي·
كما أن السرعة في تناول الطعام تعني عدم المضغ الجيد وهذا يعتبر من أساسيات الإصابة بعسر الهضم والمغص وعدم الاستفادة من البروتينات فتظهر أعراض الأنيميا وعدم الاستفادة من الفيتامينات ونقص الكالسيوم والزنك والحديد·
مياه غازية
ü المياه الغازية تكون عادة مصاحبة للوجبات السريعة فما أضرارها؟
üü أضرار المياه الغازية تتمثل في السمنة وهشاشة العظام حيث تحتوي هذه المياه على نسبة كبيرة من مادة الفسفور، والإفراط في شربها يؤدي إلى اختلال التوازن بين الكالسيوم والفسفور في الجسم مما يؤدي إلى فقدان سريع للكالسيوم من العظام خاصة عند الأطفال في المرحلة التي يتم فيها بناء الجسم·
كما تسبب المياه الغازية عسر الهضم لأنها قلوية التفاعل وتقلل درجة حموضة المعدة فتعطل الهضم وتفقد الأنزيمات الهاضمة قدرتها على العمل لغياب الوسط الحمضي وتتفاعل أحماض المعدة مع بيكربونات الصوديوم الموجودة في المياه الغازية فتنتج غازات تدفع الطعام إلى الأمعاء قبل إتمام هضمه·
نقص الانتباه
ويندرج تحت أضرار المياه الغازية أيضا نقص الانتباه والسهر وحصوات الكلى وتسوس الأسنان ويسبب السكر الموجود في المياه الغازية التخمر وتكوين الغازات والكافيين الموجود في العبوة الواحدة من المياه الغازية يعادل الموجود في فنجان القهوة والكافيين يسبب الإدمان·
ü هل هناك بدائل صحية للوجبات السريعة والمياه الغازية؟
üü المائدة العربية حافلة بالبدائل المفيدة مثل الكشري والبليلة والبطاطا المسلوقة والباذنجان والفول السوداني والحمص والترمس والزبادي أو اللبن وسندوتشات الجبن واللبن الرايب والبيض واللحوم المفرومة مع البيض أو الباذنجان أو الحمص الشام والأسماك والفواكه والخضروات والياميش والمكسرات وسندوتشات القرنبيط وشطائر عسل النحل أو العسل الأسود أو البلح الرطب وشطائر الدجاج المسلوق والفطير مع الجبن·· والمقبلات اللبنانية والسورية تتميز بثراء غذائي هائل لمحتواها المرتفع من الخضروات وزيت الزيتون·
وأيضا بدائل المياه الغازية كثيرة وأفضلها على الإطلاق الماء، وهناك الكثير من المشروبات والعصائر التي تتميز بقيمتها الغذائية ومذاقها الشهي مثل والعرقسوس وهو مرطب ويساعد على علاج قرحة المعدة، ويعالج السعال المزمن باستعماله ساخنا ويفتح الشهية ويحتوي على الكثير من أملاح البوتاسيوم والكالسيوم ويساعد في تقوية جهاز المناعة·
ومن المشروبات البديلة للمياه الغازية أيضا الشاي الأخضر وهو يحمي من السرطان وأمراض القلب بالإضافة إلى العديد عن الفوائد لأنه يحتوي على قدر كبير من المواد المضادة للأكسدة والتي تساعد على الوقاية من أنواع عديدة من السرطانات بما في ذلك سرطان الثدي والرئة والقولون والشاي الأخضر غني أيضا بمادة الفلور التي تقوي الأسنان ويعتبر من أفضل العوامل المساعدة على فقدان الوزن حيث إن الجسم باستطاعته أن يحرق اكبر قدر من السعرات الحرارية عند شرب الشاي· ويساعد الشاي الأخضر أيضا على خفض معدل الإصابة بمرض القلب والجلطة الدماغية ويساعد على خفض نسبة الدهون الضارة في الدم ويرفع مستوى الدهون المفيدة ويمنع تسوس الأسنان·
ومن المشروبات البديلة للمياه الغازية أيضا الحليب واللبن والعصائر الطبيعية مثل الليمون وهو غني بفيتامين سي، والبرتقال والتفاح والجزر والمانجو والجوافة وغيرها الكثير··· وهناك الزنجبيل الذي يساعد على الهضم ويلين البطن وهو صديق للقلب والأعصاب والجهاز الهضمي ويطيب رائحة الفم وعصائر الفواكه· ومنها أيضا عصير القصب الذي يعطي الإنسان طاقة وحيوية فورية ويعالج الاكتئاب ويسبب الراحة النفسية والهدوء والسعادة حيث يؤدي إلى زيادة تكوين السيروتونين وهي المادة الطبيعية المهدئة التي يفرزها المخ كما انه يعالج النحافة ويقوي العظام وينشط الكبد ويقاوم الإمساك وهو سهل الهضم وسريع الامتصاص ومدر للبول وطارد السموم من الجسم ويحتوي كوب عصير القصب على السكروز وسكريات أحادية ''جلوكوز وفركتوز وبروتينات وفيتامينات'' ومعادن مثل البوتاسيوم وهو مهدئ للأعصاب ولوظائف العقل والعضلات والقلب والماغنسيوم وهو مهدئ ومانع للسرطان والكالسيوم وهو مهم لتكوين العظام والأسنان وكفاءة الأعصاب والعضلات والصوديوم لتنظيم ضغط الدم واتزان سوائل الجسم·
بكتريا صديقة
ü ما هي البكتريا الصديقة للإنسان؟
üü البكتريا الصديقة هي التي تساعد على إعادة التوازن البيولوجي داخل أمعاء الإنسان وهذه البكتريا تتعايش مع الإنسان ولا تضره بل تحميه وتدافع عنه ضد البكتريا الضارة·
ولتحقيق التوازن البيولوجي البيئي الداخلي للإنسان لابد من الحفاظ على نسبة وكمية البكتريا الصديقة داخل الجسم خاصة الجهاز الهضمي وهناك حوالي 400 نوع من البكتريا الصديقة داخل تجويف الأمعاء تتصارع مع حوالي 100 نوع من البكتريا الضارة وتحد من آثارها وتبدأ البكتريا الصديقة الاستيطان داخل الجهاز الهضمي للمولود بعد التغذية بالفم حيث إن الطفل يولد وأمعاؤه خالية من أي بكتريا ويصل عدد البكتريا الصديقة داخل أمعاء الطفل الرضيع رضاعة طبيعية إلى 100 بليون وتختلف عن الطفل ذي الرضاعة الصناعية·
ومن فوائد البكتريا الصديقة إنتاج مواد غذائية والتخلص من السموم وحماية الطعام من التخمر والتعفن وتنشيط الجهاز المناعي حتى في حديثي الولادة وتوفير الطعام اللازم لتغذية جدار الأمعاء الغليظة وتكوين بعض الفيتامينات وإفراز مضادات حيوية مثل لاكتوسيد واسيدوفيلين· وتؤكد الدراسات أن استخدام البكتريا الصديقة آمن ولا توجد لها أي اثار جانبية حتى في الأطفال الحديثي الولادة والرضع ويتم استخدامها عن طريق تناول الزبادي والأطعمة المخمرة واللبن الرايب·
وتستفيد الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي والتنفسي من البكتريا الصديقة عن طريق استثارة تلك الأغشية لإنتاج مضادات مناعية ضد الميكروبات وعن طريق المساعدة في التخلص من المواد المسببة للحساسية·
ومن أسباب تدمير البكتريا الصديقة في جسم الإنسان في العصر الحديث الاعتماد على الوجبات غير المتوازنة خاصة الوجبات السريعة واستخدام المضادات الحيوية والأدوية العشوائية والميكروبات الضارة والتلوث بأشكاله وتقدم العمر والمواد الحافظة ومكسبات الطعم والرائحة واللون وضغوط الحياة الحديثة·
وللحفاظ على البكتريا الصديقة يجب الحرص على تناول كوب من الزبادي أو اللبن الرايب مع وجبة غذائية متوازنة ومحاولة تهدئة النفس والعودة إلى الطبيعة في طرق الغذاء وعدم تناول الأدوية عشوائيا خاصة المضادات الحيوية·
وتشير الأبحاث إلى أن المستقبل يحمل آمالا لاستخدام البكتريا الصديقة في القضاء على الكثير من الالتهابات وحماية الإنسان من أمراض اضطرابات المناعة وسرطانات القولون والتهابات الأمعاء حتى في الأطفال الحديثي الولادة