بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبيتي في الله اعضاء منتدانا الكرام نبدا حلقاتنا عن الشرك وانواعه راجين من الله جل وعلى
ان ينفعنا بما ننقل وبما نسمع وبما نقرأ
فلا يخفى على الجميع إنصراف الكثير منا إلى عبادة غير الله والإشراك بالله بعلم وبغير علم او بإتباع غيرنا او في تقليد الغرب في بعض اعمالهم وصفاتهم .
لذا نقوم وعلى مدى 3 حلقات في شرح الشرك وانواعه والدعاء الذي علمنا إياه نبينا الهادي البشير محمد إبن عبدالله صلى الله عليه وسلم لنتجنبه ونتعوذ منه .
ونبدأ حلقاتنا بـ :
فالشرك ضد التوحيد-
معنى الشرك لغة :
قال ابن فارس: "الشين والراء والكاف أصلان، أحدهما يدلّ على مقارنة وخلافِ انفرادٍ، والآخر يدلّ على امتداد واستقامة.
فالأول: الشركة، وهو أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما، يقال: شاركت فلاناً في الشيء إذا صرت شريكَه، وأشركت فلاناً إذا جعلته شريكاً لك
2- معنى الشرك شرعاً:
قال ابن سعدي: "حقيقة الشرك أن يُعبَد المخلوق كما يعبَد الله، أو يعظَّم كما يعظَّم الله، أو يصرَف له نوع من خصائص الربوبية والألوهية.
وينقسم إلى ثلاث اقسام
شرك اكبر وشرك اصغر وشرك خفي
والأكبر
ينقسم إلى ثلاثة أقسام بالنسبة إلى أنواع التوحيد:
القسم الأول: الشرك في الربوبية، وهو نوعان:
أحدهما: شرك التعطيل، وهو أقبح أنواع الشرك، كشرك فرعون إذ قال: ( وما رب العالمين). ومن هذا شرك الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأبديته وأنه لم يكن معدوماً أصلاً، بل لم يزل ولا يزال. ومن هذا شرك طائفة أهل وحدة الوجود الذين كسوا الإلحاد حلية الإسلام، ومزجوه بشيء من الحق.
ومن هذا شرك من عطل أسماء الرب وأوصافه من غلاة الجهمية والقرامطة.
النوع الثاني:
شرك من جعل معه رباً آخر ولم يعطل أسماءه وصفاته وربوبيته، كشرك النصارى الذين جعلوه ثالث ثلاثة، وشرك المجوس القائلين بإسناد حوادث الخير إلى النور، وحوادث الشر إلى الظلمة.
ومن هذا شرك كثير ممن يؤمن بالكواكب العلوية ويجعلها مدبرة لأمر هذا العالم، كما هو مذهب مشركي الصابئة وغيرهم.
ويلحق بهذا شرك من يزعم أن أرواح الأولياء تتصرف بعد الموت فيقضون الحاجات ويفرجون الكربات إلى غير ذلك.
القسم الثاني:
الشرك في توحيد الأسماء والصفات، وهو نوعان:
أحدهما: تشبيه الخالق بالمخلوق، كمن يقول يد كيدي، وسمع كسمعي، واستواء كاستوائي ، وهو شرك المشبهة.
والثاني: اشتقاق الأسماء للآلهة الباطلة من أسماء الإله الحق.
قال الله تعالى: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) [الأعراف:180]. قال ابن عباس: يلحدون في أسمائه يشركون. وعنه : سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز.
القسم الثالث:
الشرك في توحيد الإلهية والعبادة، وهو ثلاثة أنواع:
الأول: الشرك في النسك والشعائر، ومنه: تقديم الدعاء والنذر والذبح والاستغاثة لغير الله عز وجل.
قال الله تعالى: ( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ) [فاطر:14] وقد أجمع العلماء على أن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة كَفَر.
النوع الثاني: شرك الطاعة، وهو الطاعة في التحليل والتحريم بغير سلطان من الله.
قال تعالى: ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) [التوبة:31].
وقد روى الترمذي والبيهقي والطبراني في الكبير ، واللفظ له ، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال: "يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك" فطرحته فانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة فقرأ هذه الآية : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) حتى فرغ منها فقلت: إنا لسنا نعبدهم فقال "أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه" قلت بلى. قال "فتلك عبادتهم". والحديث حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي.
النوع الثالث: شرك المحبة:
قال تعالى: ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ) [البقرة: 165].
ثم احبتي في الله فسوف نكرر في دروسنا عن الشرك هذا الدعاء الذي علمه لنا نبينا الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم
فأكثرو من هذا الدعاء نفعنا الله وإياكم به
فيما رواه ابن حبان في صحيحه قال: (الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل، قيل: وكيف ننجو منه يا رسول الله؟ قال: قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم) يعني: من أشرك به وهو يعلم فقد ارتكب أكبر الكبائر، وأكبر المحرمات عن علم عياذاً بالله (وأستغفرك لما لا أعلم) لأنه لابد أن نقع فيه، فنستغفر الله مما لا نعلم، ونستجيره ونستعيذه مما نعلم.
اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن الطاعات ما تبلغنا به جنتك من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بسماعنا وأبصارنا وقواتنا ابدا ما ابقيتنا وأجعلها الوارث منا وأجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا
اللهم إنا نعوذ بك من الشك والشرك والشقاق والنفاق والرياء والسمعة وسوء الخلاق
اللهم آمين
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة والتي سنتحدث فيها عن الشرك الأصغر بإذن الله