سماسرة الزواج
نورة الشبل الحياة
الصيف على الأبواب، ومكاتب السياحة تشد ساعديها لاستقطاب أعداد كبيرة من المصطافين، وسماسرة الزواج يتوالدون إبان الإجازات، ويقتنصون الشباب في أي مكان، ولا ندري ماذا يحمل لنا الصيف القريب من زيجات جديدة.
سائقوا الأجرة لا يقلون سمسرة، ولا يألون جهداً في الزج بشبابنا في زيجات تنتهي صلاحيتها مع آخر أيام الرحلة، وتجد إقبالاً من بعض ضعاف العقول والدين، ولا أدري هل يحتاج الأمر إلى فتوى، والقلب يكذب والضمير يؤنب والحديث يؤكد «الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس وإن أفتاك الناس وأفتوك».
كان الله في عون «أواصر» التي يبدو أنها تفقد ما تبينه مع بداية كل إجازة ويتكاثر العدد عليها سنة بعد سنة، فيفتق الرتق وتتسع الهوة، وإقبال الشباب على الزيجات الخارجية المؤجرة بالساعات في زيادة مستمرة.
ربما كانت البضاعة النسوية المعروضة للشبان هي للزواج أم للبغاء، لكن باختلاف المسميات... تعددت المسميات واللعب واحد.
أمراض تتناقل ومصائب تتفاقم والشاب المقدم لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، يلهث وراء إشباع غريزته ولا يعلم أنه سيجني على نفسه هماً وأسى وربما مرض معدٍ لا يُشفى بعده، فكم من طفل تنكر له أب، وكم من فتاة تعيش ضياعاً لعدم وجود المعيل، جراء نزوات شيطانية مغلفة بلباس الدين.
بعض من الفتاوى الشرعية تتماهى مع تلك الحالات، ولا أدري ماذا ستؤول به الحال بعد الموضات «زواج المسيار والصيفي والدراسي والعرفي، والسياحي، والمسفار»، وانتهاءً بصرعة زواج «الوناسة»، أين دور المؤسسات الحكومية والأهلية في رفع مستوى الوعي، والحد من هذا الداء الذي بدأ ينتشر في جسد مجتمعاتنا، في حين تشهد نسبة الزواجات الرسمية ضعفاً في العدد وقلة من الشباب.
السفارات السعودية الموجودة في تلك البلدان التي يتوافد عليها الشبان عليها مهمة أيضا في مسألة الوعي والتعريف بالقوانين، خصوصاً أن كثيراً من الشباب يجهل أبجديات النظام، فضلاً عن تفاصيل الزواج من بنات تلك الديار.
أتمنى من الشباب أن يسمعوا بما آلت إليه أمور من سبقهم ويطلعوا على ما تقوم به «أواصر» من جهد وما يعانيه الأطفال الموجودون تحت مظلتهم، حتى يكون الآخرون لنا عبرة ولا نكون عبرة لغيرنا.