السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام البخاري :باب لا يقال فلان شهيد .
السؤال : درج على ألسنة بعض الناس لفظة شهيد ، فيمن قتل في معركة وهو يجاهد في سبيل الله ، فهل هذه اللفظة صحيحة ؟
الجواب : لا يجوز أن يُشْهد لشخص معين أنه شهيد ، ولو كان قد قتل في جهاد الكفار ، لأن مضمون هذه الشهادة أنه شهد له بالجنة ، والشهادة بالجنة لا تجوز إلا لمن شهد له الرسول .
ولكن يقال : يرجى أن يكون من الشهداء ، أو : نرجو له الشهادة ، أو ما أشبه ذلك ، وأما أن يجزم فيقال : هو شهيد فهذا حرام ، ولا يحل لأنه من أمور الغيب ، ثم إنه لا يدرى ما في قلب هذا المقتول ، فقد يقال : إنه شهيد ، وهو من أبعد الناس عن الشهادة ، لما كان في قلبه من إرادات سيئة .
" ألفاظ ومفاهيم في ميزان الإسلام : (ص 18) .
قاله الإمام الفقيه النحوي الحافظ محمد الصالح العثيمين ، رضيه الله عنه ورحمه
__________________________________________________
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ما نصه:
هل يجوز إطلاق (شهيد) على شخص بعينه ويقال الشهيد فلان ؟
فأجاب بقوله : لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد حتى ، لو قتل مظلوماً أو قتل وهو يدافع عن الحق، فإنه لا يجوز أن نقول فلان شهيد وهذا مخالف لما عليه الناس اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولا في عصبة جاهلية يسمونها شهيدا ، وهذا حرام لأن قولك عن شخص قتل وهو شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة ، سوف يقال لك هل عندك علم أنه قتل شهيدا ؟ ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يعثب دما ، اللون لون الدم ، والريح ريح المسك " فتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم : " والله أعلم بمن يكلم في سبيله " – يكلم : يعني يجرح – فإن بعض الناس قد يكون ظاهرهم أنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ولكن الله يعلم ما في قلبه وأنه خلاف ما يظهر من فعله ، وهذا باب البخاري – رحمه الله – على هذه المسألة في صحيحه فقال ( باب لا يقال فلان شهيد ) لأن مدار الشهادة على القلب ، لا يعلم ما في القلب إلا الله – عز وجل – فأمر النية أمر عظيم ، وكم من رجلين يقومان بأمر واحد يكون بينهما كما بين السماء والأرض وذلك من أجل النية فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".