يقول الله عز وجل: ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا )
كبير الهمة نوع من البشر تتحدى همته ما يراه مستحيلا ، وينجز ما ينوء به العصبة أولو القوة ،
ويقتحم الصعاب والأهوال لا يلوي على شيء ..
له همم لا منتهى لكبارها وهمته الصغرى أجل من الدهر
عالي الهمة يعلم أنه إذا لم يزد شيئا في الدنيا فسوف يكون زائدا عليها ،
ومن ثم فهو لا يرضى بأن يحتل هامش الحياة ،
بل لابد أن يكون في صلبها ومتنها عضوا مؤثرا
ويندم على ساعة مرت به في الدنيا لم يعمرها بذكر الله عز وجل ،
قال صلى الله عليه وسلم : " ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة
مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها
ما أجمل أحاديث علو الهمة تغمر النفس بالسرور وتجعلها تحلق في أجواء عالية خلقت من اجلها
ومن أجل ذلك كان حديثنا هنا ...
ساعات ويغرب يوم من أيام العشر الأواخر ... أوقات فاضلات , ونسمات لطيفات باردات ,
ورحمات فائضات في أشرف الأزمان وفي أطهر البقاع بين وفي جنبات البيت العتيق ..
حيث النفوس التي اعتلاها شعار الهمة ...
انطلقت قبيل المغرب بعد تجهيز ما يبلغنا الطاقة من المغرب حتى القيام من طعام وشراب ...
انطلقت إلى حيث تمكث والدتي في إحدى أروقة الحرم السفلية ..
حفظها الله لا تأنف من مجالسة جميع الناس على اختلافهم وطبائعهم
فهي أنموذج اجتماعي فريد ...
من بعد صلاة المغرب إلى أن يحين وقت صلاة العشاء والقيام وقت ليس بالقصير ,
من النساء من تقضيه بالحديث ومنهن بغفوات خفيفات ومنهن في قرأت القران والبعض في التسبيح
كل يوم أصادف أخوات من أمصار شتى أسعد بالحديث معهن .. منهن .... المقدسية ( أم عوض )
سيدة بلغت الخمسين أو يزيد بدت على ملامح وجهها أثار جهد وكبد الزمان ,
رأيتها تحمل مصحفا من مصاحف الحرم من الحجم الكبير, وبين فترة وأخرى تسألني ؟؟
ما معنى هذه الآية
بدا لي أول الأمر أنها سيدة متعلمة ولكن فاجأتني بأنها أمية ..
تعلمت شيئا قليلا يبلغها قراءة القرآن الكريم وتبذل جهد كبير في فهم الآيات ,
حيث تتصور معنى الآية في ذهنها حتى تفهمها وتحفظها !!!
أمنيتها يكون عندها مصحف كبير خاص بها تقرأ فيه !!
سبحان الله !!!!
لم يثنيها سنها الكبير وقد فارقت سن النشاط والحيوية عن السعي في طلب العلم من مصدرة ,
ولم تثنيها أميتها عن التبلغ بالشيء القليل للفضل الكثير ,
صور كثيرة جالت في خاطري و أنا بصحبتها , وتساؤلات خجلى دارت في ذهني بسببها
ترى ما لفرق بيني وبينها ... و بأي شي وصلت لهذه الهمة المتوقدة ..
ما تبذله من جهد ربما يكون لا شيء في نظر الناس ... ولكنه في نظر الإله عظيمُ
استمري يا أم عوض فكبر الهمة يجلب لك بإذن الله عطاء غير مجذوذ ،
ويجري في عروقك دم الشهامة , والركض في ميدان العلم والعمل ،
فإن كبير الهمة لا يرى واقفا إلا على أبواب الفضائل ، ولا باسطا يديه إلا لمهمات الأمور ,,
يا كبيرة الهمة لن يضرك التفرد فإن طريق العلا قليلة الإيناس.