بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أُتابع معكم سلسلة أشراط الساعة والتي توقفنا فيها عند : الوقاية من فتنة الدجال
هلاك الدجال
يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ، وذلك أن الدجال يظهر على الأرض كلها إلا مكة والمدينة ، ويكثر أتباعه ، وتعم فتنته ، ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين ، وعند ذلك ينزل عيسى بن مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق ، ويلتف حوله عباد الله المؤمنون ، فيسير بهم قاصداً المسيح الدجال ، ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجهاً نحو بيت المقدس ، فيلحق به عيسى عند باب ( لد ) ، فإذا رآه الدجال ، ذاب كما يذوب الملح ، فيقول له عيسى عليه السلام : ( إن لي فيك ضربة لن تفوتني ) . فيتداركه عيسى ، فيقتله بحربته ، وينهزم أتباعه ، فيتبعهم المؤمنون ، فيقتلونهم ، حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي ، تعال فاقتله ، إلا الغرقد ، فإنه من شجر اليهود .
وإليكم بعض الأحاديث الواردة في هلاك الدجال وأتباعه :
روى مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يخرج الدجال في أمتي ... [ فذكر الحديث وفيه : ] فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود ، فيطلبه ، فيهلكه ) .
وروى الإمام أحمد والترمذي عن مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يقتل ابن مريم الدجال بباب لُد ) .
وروى مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه حديثاً طويلاً عن الدجال ... [ وفيه قصة نزول عيسى وقتله للدجال ، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : ] ( فلا يحل لكافرٍ يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه ، حتى يدركه بباب لد ، فيقتله ) .
وروى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم ... [ فذكر الحديث ، وفيه : ] ثم ينزل عيسى بن مريم ، فينادي من السَّحَر ، فيقول : أيها الناس ! ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث . فيقولون : هذا رجل جني . فينطلقون ، فإذا هم بعيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ، فتقام الصلاة ، فيقال له : تقدم يا روح الله ! فيقول : ليتقدم إمامكم ، فليصل بكم ، فإذا صلى صلاة الصبح ، خرجوا إليه . قال : فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء ، فيمشي إليه ، فيقتله ، حتى إن الشجر والحجر ينادي : يا روح الله ! هذا يهودي ، فلا يترك ممن كان يتبعه أحداً إلا قتله ) .
[ ينماث ] : ماث الشيء ميثاً ، أي : مرسه . وماث الملح في الماء ، أي : أذابه .
وبقتله ـ لعنه الله ـ تنتهي فتنته العظيمة ، ويُنجي الله الذين آمنوا من شره وشر أتباعه على يدي روح الله وكلمته عيسى بن مريم عليه السلام ، وأتباعه المؤمنين ، ولله الحمد والمنة .
عيسى عليه السلام .. ما صفته ؟ .. هذا ما سنعرفه بإذن الله في المرة القادمة .
أشراط الساعة / يوسف الوابل .
[align=left][/align]