سيري على جسدي أيتها الأحزان ومري
تأملي الأوصال والأوردة والشرايين..
لا تتوقفي وتابعي المسير...لا تصرخي أو تشهقي أبدا
وإنما ..أرهفِ السمع لزمجرة حمم البراكين
تلك التي أجَّجتها ظلمات الأيام...وأسعرتها ألام السنين.
اقرأي تجعدات وجهي...لا تمسحي الغبرات عنه(فهذه)
هي الصكوك التي ختمها من كانوا في القلب قاطنين
وانظرِ الخطوط البيضاء فوق رأسي....تخطط شعري فوق الجبين
سيري
سيري وتابعي بصمت ولا تتعجبي إن سمعت لحني للحياة تبدل
فقد بِتُّ أعزفه نغم الأنين..
لا تتساءلوا لِمَ أتيُتُكُم بهذا الحرف الحزين؟!
هي الأقدار شاءت أن تفرق بين المحبين...فما عاد الحب حبا
كما قيس عشق ليلاه...وعنتر هوى عبلاه
تلك الأيام الخوالي طمست...واندثرت شيم المخلصين.
حتى القمر اختفى من سماء الدنيا...والنجوم والكواكب أمست
مراكب تحمل أسرار المعذبين...
تحكي حكايا عشق السهارى الهائمين....مناجين من ظنوا بأنهم أحبتهم
وهم غير مدركين....بأنهم يسهرون رفقاء السهد..وأولئك في بحور الخيانتة غارقين
متأهبين لطعن القلب بأحد الخناجر والسكاكين.
أُواااااااه عليك يا قلب
ما عاد هنالك جنائن ورود...أو حدائق الفل والياسمين
كلها احترقت
/
دخانها عبق الأجواء
/
رمادها اندثر ...تبعثر في الفضاء
لامس مزن السماء...فذرفت دمعها بسخاء
لتغسلك وتطهرك من دنس عشق الكاذبين.
فتُب يا قلب ...وعن درب العشق كن من
التائبين.