** في أكثر من مرة تنشر الصحف أخبار القبض على «وافدين» من جنسيات مختلفة يروجون.. أو على وشك أن يروجوا لحوما فاسدة.. أو بضائع منتهية الصلاحية.. واستمرار اكتشاف مثل هؤلاء أصحاب الذمم والأنفس الضعيفة.. يدل على أن بيننا من يتعمد إيذاءنا.. وغشنا.. واستهداف صحتنا وحياتنا..
أمس نشرت «عكاظ» اكتشافا تم بالصدفة لمجموعة كانت تعد لذبح أغنام نافقة وبعضها مريض وهزيل كي تزود بلحومها المميتة والمسمومة مطاعم أو محلات تجارية أخرى لبيع اللحوم وخصوصا «اللحم المفروم» الذي يمكن أن يشتريه المستهلك دون أن يلحظ أنه غير صالح للاستهلاك، خصوصا إذا استخدم في «حشو السنبوسة» التي تعتبر أحد أهم مكونات المائدة الرمضانية.
بالطبع لا يمكن أن نتوقع بأن تروج «اللحوم» الفاسدة أو «السنبوسة» في أماكن شهيرة.. أو أن تشتريها البيوت الميسورة.. والمستورة.. وإنما ستصنع وتباع في أسواق الأحياء الشعبية.. والفقيرة.. وسوف يستهلكها ربما العمال.. والأسر التي تعيش على الكفاف.. وقد توزع على موائد المساجد التي يود المحسنون المشاركة في إعدادها وتجهيزها للصائمين الذين تمتلئ بهم المساجد وقت الإفطار.
وإذا كان لدى العصابة التي اكتشفت أمس عشرة أو عشرون رأسا من الأغنام المريضة أو النافقة.. فإن الحادثة نفسها تكشف أن هناك «مجرمين» آخرين يمارسون نفس هذا العمل الدنيء..
وإذا كانت الصدفة وحدها قادت إلى اكتشاف العصابة التي هربت فإن ذلك يعني ضرورة تكثيف حملات الرقابة لأماكن بيع اللحوم والأطعمة الرمضانية.
منطقيا لا يمكن أن يكون لدى أي بلدية مراقبون بحجم عدد البائعين.. لكن المهم أن تركز المراقبة على الأحياء الشعبية حيث يكثر باعة الأطعمة على اختلاف أنواعها ومع ذلك فمن الضروري أن يكون عقاب من يقبض عليه شديدا ورادعا ومعلنا للجميع حتى يرتدع ضعاف النفوس ويعلموا أن مايقومون به جريمة.. لاتقل عن القتل العمد لأنها تهدد حياة الإنسان.
أنا شخصيا لن أتناول « السنبوسة» إلا في بيتي.. ولن أشتري اللحم مفروما.. بل سأفرمه بيدي بعد أن «أشم» رائحته عشر مرات.. لأتأكد أنه غير فاسد.
منقوووول