الإسلام دين القوة/ أحمد حسن الزيات
"الإسلام دين القوة.وهل في ذلك شك؟ شارعه هو الجبار ذو القوة المتين،ومبلغه محمد الصبار ذو العزيمة الأمين،وكتابه هو القرآن الذي تحدى كل لسان وأعجز،ولسانه هو العربي الذي أخرس كل لسان وأبان.وقواده الخالديون هم الذين أخضعوا لسيوفهم رقاب كسرى وقيصر،وخلفاؤه العمريونهم الذين رفعوا عروشهم على نواصي الشرق والغرب.فمن لم يكن قوي البأس،قوي النفس،قوي الإرادة،قوي العدة،كان مسلما من غير إسلام،وعربيامن غير عروبة..
الإسلام قوة في الرأس وقوة في اللسان،وقوة في اليد،وقوة في الروح.
هو قوة في الرأس؛لأنه يفرض على العقل توحيد الله بالحجة،وتصحيح الشرع بالدليل،وتوسيع النص بالرأي،وتعميق الإيمان بالتفكر.
وهو قوة في اللسان؛لأن البلاغة هي معجزته وأداته.والبلاغة قوة في الفكرة،وقوة في العاطفة،وقوة في العبارة.
وهو قوة في اليد؛لأن موحيه-وهو الحكيم الخبير-قد علم أن العقل بسلطانه،واللسان ببيانه لا يغنيان عن الحق شيئا إذا ما أظلم الحس،وتحكمتالنفس،وعميت البصيرة،فجعل من قوة العضل ذائدا عن كلمته،وداعيا إلى حقه،ومنفذا لحكمه،ومؤيدا لشرعه.كتب على المسلمين القتال في سبيل دينهم ودينه،وفرض عليهم إعداد العدة والخيل إرهابا لعدوهم وعدوه،وأمرهم أن يقابلوا اعتداء المعتدين بمثله.ولكن القوة التي يأمر بها الإسلامهي قوة الحكمة والرحمة والعدل،لاقوة السفه والقسوة أو الجور،فهي قوة مزدوجة،أو قوة فيها قوتان،قوة تهاجم البغي والعدوان في الناس،وقوةتدافع الأثرة والطغيان في النفس.
والإسلام بعد ذلك قوة في الروح؛لأنه يمحص جوهرها بالصيام والقيام والاعتكاف والارتياض والتأمل".

س1 – عمل الزيات على إصدار مجلة (الرسالة). فما الاتجاه الذي كانت تسلكه؟ وما مكانتها؟
ج1: كانت منارة للأدب الرفيع، ومنبرًا لكثير من أدباء العروبة والإسلام.
س2 – ما موقف الزيات من الثقافتين العربية والأجنبية؟
ج2: حاول الجمع والتقريب بين التراث والأصالة العربية والإسلامية وبين الحضارة الجديدة والثقافة المعاصرة.
س3 – كيف تناول الزيات موضوعه؟ وما البداية التي بدأ بها؟ وما رأيك فيها؟
ج3: تناول موضوعه تناولا تدريجيا مبينًا جوانب القوة، وصورها المختلفة في الإسلام. وبدأ بأن جعل لحديثه مدخلا لطيفًا، حيث بين مصادر قوة الإسلام، يقول: أنه دين القوة، لأن شارعه الخالق سبحانه ذو القوة المتين، ورسوله - صلى الله عليه وسلم – القوي الأمين، وكتابه القرآن، صاحب البيان القوي المعجز الذي تحدى الناي إلى تقليده في قوة فعجزوا. وهي بداية موفقة تعطي القارئ فكرة مجملة عن الموضوع.
س4 – عم كنى الكاتب في قوله: (اخضعوا لسيوفهم رقاب كسرى وقيصر)؟
ج4: كنى عن تقويد المسلمين للأمبراطوريتين الفارسية والرومية وبسط سلطانهم على أراضيهما.
س5 – يقول الزيات: إن الإسلام دين القوة في ملكات الإنسان جميعا، فما تلك الملكات؟ وأيها أفاض فيها الحديث؟ ولماذا؟
ج5: الملكات هي: العقل، والروح، واللسان، واليد. ويقصد باليد القوة المادية.
يفيض في القوة المادية أكثر من غيرها، لأن ذلك مقصوده من المقال، وقد جعل أنواع القوة الأخرى مظهرًا للقوة المادية، ومعضدة لها، ليتم له ما أراد من أن القوة هي غاية الإسلام في كل جوانبه.
س6 – يلجأ الزيات إلى تكرار، والمراوحة بين الجمل الطويلة والجمل القصيرة، هات شواهد على ذلك من النص، ثم بين فائدته البلاغية.
ج6:
1 – الجمل الطويلة: يقول: (شارعه هو الجبار ذو القوة المتين).. (ولسانه هو العربي الذي أخرس كل لسان..)، ويقول: (هو قوة في الرأس لأنه يفرض على العقل توحيد الله بالحجة..) (وهو قوة في اللسان، لأن البلاغة هي معجزته وأداته..).
2 – الجمل القصار: يقول: (... توحيد الله بالحجة، وتصحيح الشرع بالدليل، وتوسيع النص بالرأي، وتعميق الإيمان بالفكر..)، ويقول: (وداعيا إلى حقه، ومنفدا لحكمه، مويدًا لشرعه..).
3 – والفائدة البلاغية: هو تأكيد المعنى والتنويع في الإيقاع حتى لا يسأم القارئ.
س7 – هل يفتقد بناء هذا المقال إلى المنهجية والترابط؟ وضح.
ج7: لا، فهو:
1 – يتصف بالمنطقية وسياق الحجة والدليل وتسلسل المعاني وترابط العبارات.
2 – بعيد عن روح الخطابة لا تجد فيه النداء والتعجب، ولا النبرة العالية والإيقاع السريع.
3 – يتصف بالتقرير باستخدام الجمل المؤكدة المتتابعة.
س8 – ما الفرق بين أسلوب الزيات في هذا المقال وأسلوب المنفلوطي في مقاله السابق؟ وأيهما أبلغ في نظرك؟ ولماذا؟
ج8: أسلوب المنفلوطي غلبت عليه العاطفة والانفعال، أما الزيات فغلب عليه العقل والمنطق الرزين.
والزيات أبلغ لأن منطقه مقنع للقارئ.
س9 – هل كان الأسلوب اللغوي مناسبًا للمقام؟ وضح؟
ج9: الأسلوب اللغوي مناسب للمقام، لأنه:
1 – يبدأ بجملة خبرية، وهي عند البلاغيين ما يحتمل الصدق والكذب، فيقول: الإسلام دين القوة، ويدلل على أنها لا تحتمل الكذب، بل هي صادقة تمامًا، ويسوق الحجج على هذا الصدق واحدة بعد الأخرى.
2 – يلجأ إلى تكرار الألفاظ لغرض التأكيد، والتذكير بموضوع قوله وتقريره.
س10 – (الأسلوب هو الرجل) ما معنى هذا القول؟ وهل ينطبق على أسلوب الزيات؟ علل لما تقول.
ج10: معناه أن الكاتب عادة له أسلوب خاص به في الكتابة، فحينما تقرأ مقالة له تعرف اسم الكاتب من خلال أسلوبه دون أن يذكر اسمه.
وهذا ينطبق على الزيات، لأن له إيقاع خاص في كلامه، يختلف عن إيقاع غيره من الكتاب يتميز بـ:
1 – استخدام الجمل الطويلة، ثم يعقبها بالجمل أو العبارات القصيرة الموزونة تقريبًا على وزن واحد، كما في الفقرة الأولى، أو قد يبدأ بالجمل القصار المتتالية، ثم يردفها بالجمل الطوال يتبعها القصار كذلك، كما في الفقرة الثانية.
2 – الزيات لا يستخدم الألفاظ الغريبة الصعبة، بل يحافظ على سلامة عباراته العربية، ولفظه الفصيح مع الوضوح دون غموض المعنى أو تعقيد البناء في العبارة.
س11 – اكتب نبذة مختصرة عن حياة الزيات.
ج11:
1 – ولد أحمد حسن الزيات في مصر سنة 1307 هـ/ 1889 م.
2 – تلقى علومه بالأزهر، وبعد تخرجه عمل بالتدريس.
3 – تعلم الفرنسية، فتقدم إلى مدرسة الحقوق الفرنسية وحصل على إجازتها في باريس.
4 – عاد إلى مصر فعين رئيسًا لقسم اللغة العربية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، ثم خرج إلى العراق حيث عمل أستاذًا للأدب العربي.
5 – بعد عودته عمل على إصدار مجلة (الرسالة).
6 – توفي في القاهرة بعد حياة حافلة بالعلم والأدب سنة 1388 هـ/ 1968 م.
س12 – ما أهم مؤلفات الزيات؟
ج12:
1 – كتاب (وحي الرسالة) وهو مجموعة مقالاته التي نشرها في مجلة (الرسالة).
2 – كتاب (تاريخ الأدب العربي) وهو من أول ما علت به شهرته.
3 – له أيضًا (دفاع عن البلاغة) و (في أصول الأدب).