السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي
لقد ودعنا عاما من أعمارنا وطوينا صفحة من صفحات حياتنا ودعناه بما استودعناه من عمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر .
ذلك العام مات فيه أناس وولد آخرون.
ضل فيه أناس واهتدى آخرون.
فكم من أناس كانوا معنا في بداية العام والآن هم مرتهنون في قبورهم .
وكما مر هذا العام والأعوام التي قبله ستمر بقية الأعوام من أعمارنا.
وسيجد الإنسان نفسه في يوم من الأيام وهو يقف في المحطة الأخيرة من رحلة هذه الحياة . وسيتم التعامل معه على حسب تعامله هنا .
فمن أحسن هنا لقي إحسانه هناك ، ومن أساء هنا لقي إساءته هناك . قال تعالى : { ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ْ} .
وبين عام يمضي وآخر يحل فترة من الزمان نطويها أسمها < العمر > وتنقص أعمارنا بمقدار مايمر من الأعوام ، فأنت مجموعة أيام وكل يوم يمر ينقص بعضك حتى تنتهي ، فإذا انتهت أيامك في هذه الحياة يذهب بك إلى المقبرة ، وترتفع روحك إلى عليين أو تنزل إلى سجين .
فلا بد من وقفة مع النفس في بداية هذا العام الجديد ، وقفة صادقة جادة تصحح المسار وتزيل الأخطاء وترد إلى الطريق الصحيح ، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل . ولا تعتذر بكثرة خطاياك فالتوبة الصادقة تجب ماقبلها قال تعالى : ( قل ياعبادي الذين أسرفو على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم