الذين قاموا بقتل الرهينة الامركي ( نيك بيرج) ونقول قتل وليس إعدام كما تورده بعض وسائل الاعلام خطئا لان الإعدام هو عقوبة تنفذها جهة مختصة بناءا على حكم قضائي مكتسب الدرجة القطعية, والذي جرى للرهينة الأمريكي عملية قتل والذين قتلوه هم مجرمون لا يختلفون عن العسكريين الامركيين الذين عذبوا المعتقلين العراقيين في سجن ابوغريب وكلاهما وجهان لعملة واحدة هي الأجرام والإرهاب الذي يجب ان يدان ويشجب من الجميع رغم اختلاف الأسماء والشخصيات التي قامت بتلك الجريمتين فارتداء الدشداشة وإطلاق اللحية لا يعطي صاحبهما سلطة إصدار الأحكام وتنفيذها بحق الناس حتى على افتراض لو كانوا مذنبين فأول ما تأمر به كل الشرائع والقوانين هو ان لا يكون القاضي والجلاد شخص واحد وقتلة الرهينة الأمريكي بأي حق وبأي تفويض يستخدمون نداء الله اكبر المقدس لدينا جميعا ليكون شاهدا على جريمة بشعة من جرائم العصور الوسطى.
ان الحزن والالم والغضب الذي تملكنا ونحن نرى اخوة لنا يهانون ويعذبون في سجن ابو غريب يجب ان يكون نفسه بل واشد منه ونحن نرى الرهينة الامريكي يقدم نفسه ويسلم على اسرته ثم يجري ما جرى له فنحن الاولى ان نكون رحماء وانسانيين مع الكل حتى مع اعدائنا لو وقعوا في الاسر عندنا لاننا مظلومون والمظلوم هو اكثر الناس فهما واحساسا بالظلم ومعرفة الشعور الحقيقي للمظلوم ولكن بهذه الجريمة البشعة وقتل الرهينة الامريكي نكون قد خسرنا اهم جولة مع الغرب فماذا يمكن ان نقول لهم بعد اليوم؟ وكيف يريد بعضهم تحسين صورة العرب والمسلمين في الغرب وهم يشاهدون فصل الرأس عن الجسد وإحراق الجثث وتعليقها على أعمدة الكهرباء تصاحبها صيحات الله اكبر التي جعلها ديننا نداءا للصلاة لتطهير الروح وراحة للإنسان من متاعب الدنيا وليس من مكملات ديكور القتل وإزهاق الأرواح بدون وجه حق, ان المطلوب منا جميعا كي نستثمر تأييد وتعاطف كل العالم معنا في قضية تعذيب المعتقلين وجعلها حية ومحور اهتمام الرأي العام العالمي ان نصرخ عاليا صرخة واحده في صحفنا ووسائل إعلامنا وكل جوامع المسلمين لا للإرهاب لالقتل الرهينة الأمريكي لا لتعذيب المعتقلين العراقيين في سجن ابوغريب لالتعذيب المعتقلين في سجون الدول العربية التي اصبحت فجأة حامية لحقوق الإنسان وفتحت شهيتها للحديث فيه وهي تعلم جيدا ان الأجرام والإرهاب واحد سواء كان الذي يقوم بالقتل أمريكيا أو عربيا أو مسلما يحرص على ان يكون ذبحه للبشر( شرعيا) كما هو حرصه على قراءة عبارة ( مذبوح على الطريقة الإسلامية) على صناديق اللحوم والدواجن.
وشكرا لحسن القراءة