النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: محاضرة في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم

  1. #1
    عضو رياضي الصورة الرمزية حمد الزاهد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    بــمــوجــــة غــــر
    المشاركات
    1,799

    محاضرة في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم

    محاضرة في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    أفتتح هذه المحاضرة بأبيات للشاعر أحمد محرم:
    لا اليومُ يومُك إذ ولدتَ ولا الغدُ يا ليت أنك كل يوم تولدُ
    عاد الظلام كما عهدت وهذه دنيا الجهالة والأذى تتجددُ
    ما ذاق مهلِكَه أبو جهل ولا أودى أبو لهب وربك يشهدُ
    في كل أرض منهما متجبر يأبى الرشاد وظالم يتمردُ
    أسفي على الإسلام هان عرينه وعدا عليه الفاتك المستأسدُ
    ما أوجع الذكرى ويا لك لوعة في قلب كل موحد تتوقدُ
    رب اتخذ للمسلمين سبيلهم فإليك مرجعهم وأنت المقصدُ


    في 12 من ربيع الأول ولدت أعظمُ شخصية عرفها الكون، فقد قال الفيلسوف تولستوي: لو كان محمد حيًّا لحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة. وقد صنفه مايكل هارت بأنه أعظم شخصية عرفها التاريخ من حيث التأثير منذ أن أوجد الله سبحانه هذا الكوكب. هذا ما قالوه. وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر".

    - وإن هذا العظمة موجودة بوضوح في رسالته صلى الله عليه وسلم من حيث شمولها، قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 157].

    - ومن خلال النظر للبشرية على أنها أسرة واحدة من أب وأم وأبناء قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].

    إن ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ميلاد لحرية الإنسان كل الإنسان، فها هو ذا الصحابي ربعي بن عامر يقول لرستم قبل المعركة مع الفرس: "الله جاء بنا، وهو بعثنا لنخرج من يشاء من عباده من ضيق الدنيا إلى سَعَتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".
    لقد كان إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم البعثة الإلهية الأخيرة لهذا الكون، فقد أزف الرحيل.

    إن الإسلام جاء ليستوعب البشرية في هدايته، فقد جاء الإسلام لاستيعاب البشرية جمعاء ليعيش الجميع بعدل وسلام، ويتجلى هذا في اعترافه بباقي الأديان، فنحن نؤمن بعيسى عليه السلام وكذلك بموسى عليه السلام وباقي الرسل؛ قال تعالى: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136].
    فنحترم كل الأنبياء، ونستوعب أهل كل دين، ونضمن له حرية الاعتقاد.

    محبة الرسول صلى الله عليه وسلم:
    محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول الدين، بل إن إيمان العبد متوقف على وجود هذه المحبة، فلا يدخل المسلم في عِداد المؤمنين الناجين حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه من نفسه التي بين جنبيه ومن ولده ووالده والناس أجمعين، قال عز وجل: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]. وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين).

    وهذه المحبة وإن كانت عملا قلبيا، إلا أن آثارها ودلائلها لا بد أن تظهر على جوارح الإنسان، وفي سلوكه وأفعاله، فالمحبة لها مظاهر وشواهد تميز المحب الصادق من المدعي الكاذب، وتميز من سلك مسلكا صحيحا ممن سلك مسالك منحرفة في التعبير عن هذه المحبة.

    وأول هذه الشواهد والدلائل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه، وبدون هذه الموافقة يصير الحب دعوى كاذبة، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 31-32]، قال الحسن البصري رحمه الله: زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية.

    ومن دلائل محبته صلى الله عليه وسلم تعظيمه وتوقيره والأدب معه، بما يقتضيه مقام النبوة والرسالة من كمال الأدب وتمام التوقير، قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 8-9] . فالتسبيح لله عز وجل، والتعزير والتوقير للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو بمعنى التعظيم.

    وإنه لجدير بهذه المحبة:
    فقد حاز رسولنا صلى الله عليه وسلم من الصفات والأخلاق ما يجعله سيد هذا المقام المحمود، ألم يكف أن الله شهد له بعظيم الأخلاق فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. ولو تأملنا سيرته صلى الله عليه وسلم لرأينا هذه العظمة متجلية في كل ما يصدر عنه.
    فقبل الإسلام اختارته خديجة رضي الله عنها لأخلاقه ووهبته فتاها زيد بن حارثة.

    ومن عظيم أخلاقه ما رواه مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم"[1].

    ما غدر رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، ما أخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وعداً قط، ما انتقم رسول الله لنفسه قط، فهل هذه شخصية عنيفة مخيفة إرهابية كما يصورها الغرب.

    كم كان عظيما صلى الله عليه وسلم في عفوه عن أعدائه.. يدخل الصحابة مكة فاتحين فيقول بعضهم: "اليوم يوم الملحمة، يوم يذل الله قريشا". فيرفع النبي صلى الله عليه وسلم صوته ويقول: "اليوم يوم المرحمة، اليوم يعز الله قريشا"، ويقف أمام قريش ويقول لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" .
    وتختصر لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول فيما صح عنها: "كان خلقه القرآن".

    معاملة الأسرى:
    عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ فَقَالَ: عِنْدِي خَيْرٌ يَا مُحَمَّدُ إِنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ. فَتُرِكَ حَتَّى كَانَ الْغَدُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ؛ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ. فَتَرَكَهُ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ: مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ فَقَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ. فَقَالَ: أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ. فَانْطَلَقَ إِلَى نَجْلٍ قَرِيبٍ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَض إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ. فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: صَبَوْتَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". فراسل المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له ما أصابهم من جوع وفاقة بسبب حصاره فأمره أن يرسل لهم المؤن التي كان يرسل.

    وهذا أسير آخر وهو أبو عزيز بن عمير أخو مصعب بن عمير، قال: كنت في الأسرى يوم بدر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالأسارى خيرًا. وكنت مع رهط من الأنصار حين قفلوا فكانوا إذا قدموا طعاماً خصوني بالخبز وأكلوا التمر لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بنا، ما يقع في يد رجل منهم كِسْرة إلا نفحني بها، قال فأستحي فأردها على أحدهم،فيردها عليَّ ما يمسها. رواه الطبراني في الصغير والكبير وإسناده حسن.
    فهل هذا دين مخيف، هل سرقوا ساعته وماله وجاؤوا بأمه وأبيه وزوجته واغتصبوهم أمامه كما يفعل مدعو الحضارة اليوم ومن لف لفهم؟!!

    وعلمنا العطف على الصغار:
    والقصة عن الحسن والحسين رضي الله عنهما.
    عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال: صدق الله: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة}، إني نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.

    وأوصى بالجار:
    فعن عائشة -رضي اللَّه عنها- أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ((ما زال جبريل يُوصيِني بالجار، حتى ظننتُ أنه سيُوَّرِّثُه)).
    بل وصل الحد إلى أن ينفي الإيمان عمن يؤذي جاره، فقال صلى الله عليه وسلم: ((واللهِ لا يُؤْمِن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمَن جارُه بَوائِقَهُ)).
    وإذا كان هذا حال المؤمن فلماذا تزييف الحقائق وتخويف الناس من الإسلام وأهله؟

    بل نرى الأخلاق والإحسان حتى مع الحيوانات:
    فقد سئل صلى الله عليه وسلم: ألنا في البهائم أجر؟ قال: في كل كبد رطبة أجر.
    ولقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في معاملة الخادم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا" (مسلم).
    فهل هذا حال خادم يفعل كما يريد دون تعليق.. يبدو لي أنه سيد البيت، لو عرّفنا رب البيت لكان هذا هو تعريفه كما هو حال هذا الخادم؟

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ: كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَاعِفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ. أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ: كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ". يقول أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:إِنْ كَانَت الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ" (البخاري). فِي رِوَايَة أَحْمَد: فَتَنْطَلِق بِهِ فِي حَاجَتهَا. ولأحمد أيضا: إِنْ كَانَتْ الْوَلِيدَة مِنْ وَلَائِد أَهْل الْمَدِينَة.

    فما أجملَ الإسلامَ، وما أروعه من دين، وما أحسن أخلاق رسولنا صلى الله عليه وسلم، وقد أحسن حسان شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال:
    وأحسن منك لم تر قط عيني وخير منك لم تلد النساء
    خلقت مبرءًا من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء


    لماذا هذه الهجمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
    ليس ذلك مقصودًا بنفسه؛ قال تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام: 33-34].

    وإنما المقصود هو الإسلام:
    في افتتاحية عدد 22 من أيار عام 1952م من جريدة "كيزيل أوزباخستان" الجريدة اليومية للحزب الشيوعي الأوزباخستاني يقول المحرر:
    من المستحيل تثبيت الشيوعية قبل سحق الإسلام نهائياً[2].

    وفي تصريح للسفاح الشهير بيجن، يوضح رسالة دولة إسرائيل وهدفها؛ قال: "مهمتنا سحق الحضارة الإسلامية، وإحلال الحضارة العبرية محلها. والمهمة شاقة"[3].
    قال لورانس براون من قبل: "إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربى"[4].

    ويقول غلادستون رئيس وزراء بريطانيا سابقاً:
    ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق[5].

    ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر:
    إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم[6].

    وأريد أن أتعرض لبعض ما تقيأته أفواههم ورسومهم من تلوث:
    وكلامي للرد عليها، إذ إنه لا بد للمسلم من رد، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعجبه من يرد عنه:
    قال ابن حجر [فتح الباري (10 / 336)]: وَرَوَى أَحْمَد وَالْبَزَّار مِنْ حَدِيث عَمَّار بْن يَاسِر قَالَ: " لَمَّا هَجَانَا الْمُشْرِكُونَ قَالَ لَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُولُوا لَهُمْ كَمَا يَقُولُونَ لَكُمْ".
    وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اهْجُوا قُرَيْشًا فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ، فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ: اهْجُهُمْ. فَهَجَاهُمْ، فَلَمْ يُرْضِ. فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ، ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الْأَدِيمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا تَعْجَلْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا، وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا حَتَّى يُخلّص لَكَ نَسَبِي. فَأَتَاهُ حَسَّانُ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خلّص لِي نَسَبَكَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنْ الْعَجِينِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِحَسَّانَ: "إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ". وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى. [متفق عليه]

    قَالَ حَسَّانُ في قصيدة طويلة جاء فيها:
    هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
    هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيفًا رَسُولَ اللَّهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ
    فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
    أتهجوه ولست له بند فشرّكما لخيركما الفداءُ
    لساني صارم لا عيب فيه وبحري لا تكدره الدلاءُ


    ولكن كيف نجمع بين الهجاء لهم وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ" [الترمذي 7 / 246].
    قَالَ الْعُلَمَاء: يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْدَأَ الْمُشْرِكُونَ بِالسَّبِّ وَالْهِجَاء مَخَافَةً مِنْ سَبِّهِمْ الْإِسْلَام وَأَهْله. قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُون اللَّه فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108] وَلِتَنْزِيهِ أَلْسِنَة الْمُسْلِمِينَ عَن الْفُحْش، إِلَّا أَنْ تَدْعُو إِلَى ذَلِكَ ضَرُورَةٌ لِابْتِدَائِهِمْ بِهِ، لَكَف أَذَاهُمْ وَنَحْوه، كَمَا فَعَلَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم .

    1- وليت الظرف اليوم كأيام حسان حتى نفريهم بلساننا، وعلى كل حال أقول إن ادعاءهم بأن هذه حرية رأي لا يسلم لهم:
    - ففيلم دافنشي كود (شفرة دافنشي) عن رواية لـ(دان براون) عرض عام 2006م يروي وجود ابنة لعيسى من زوجته مريم المجدلية التي انتقلت إلى أوربا بعد الحروب التي استهدفت المسيحيين في الأرض المقدسة، ويشير الكاتب إلى أن السلالة لا تزال موجودة، ويعرض الفتاة (صوفي بنت عيسى) وهي الآن تعمل في الشرطة التي تعيش حالياً في باريس.
    طبعاً أثار الفلم ضجة كبيرة ومنع عرضه في دول من أمريكا الللاتينية وعدد من الدول الأوربية، والإمارات ولبنان والأردن، أما في إيطاليا فقد قامت المظاهرات، وطالبت بمنع عرض الفلم وأحرقت مئات النسخ من الرواية، مع العلم أنها مجرد رواية تعتمد على الخيال.
    - وكذلك من تكلم بسوء عن اليهود وخاصة المحرقة يحاسب، ومعلوم ما جرى للمفكر روجيه جارودي، وبالأمس خبر على الجزيرة: إقالة نائب حاكم منطقة لأنه تعرض بالذم لليهود.

    2- صوروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على شكل رجل إرهابي كأن رأسه الشريف قنبلة يريدون أن الإسلام دين إرهاب:
    ولنرى مصداقيتهم في هذا الادعاء سآخذ آية من سورة التوبة، التي تلي آية السيف مباشرة، قال تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 5-6].

    فالمشرك الذي يقاتلنا وسيفه يقطر من دمائنا عندما حوصر في المعركة قال: إنه يريد جوارنا ليسمع القرآن؟

    فنحن نجيره، ونأخذه ليسمع القرآن فإن أعجبه فهو عندنا في مأمن من قومه، وإن لم يعجبه ديننا وانتقصه بعد سماعه له فعندئذ نحن ملزمون بإعادته لقومه تحت حراسة مشددة، فإذا ما أوصلناه لمكان يأمن فيه أطلقناه؟

    فما رأيكم هل نحن دمويون؟! كان يذبح المسلمين، وعندما حوصر استجار لعله يؤمن، ولم يؤمن ولكن طعن في ديننا في قعر دارنا ومع هذا لم نقتله، بل أرسلناه لقومه بحمايتنا، فهل عرفتم أخلاق المسلمين؟ هكذا يفعلون معنا اليوم؟

    وكما رأينا كتابنا، تعالوا نرى ماذا في الكتاب المقدس -الذي يؤمن به النصارى مع تحريفه- لنحكم من الإرهابي؟
    "متى قرض الربّ إلهك الأمم الذين الرب إلهك يعطيك أرضهم وورثتهم وسكنت مدنهم وبيوتهم... وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا فلا تستبق منها نسمة ما. بل تحرّمها تحريمًا الحثيين والأموريين والكنعانيين والفِرِزّيّين والحِوّيّين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك"[7].

    واضح أن إلههم لا يقبل التعايش بين شعبه بني إسرائيل وغيرهم. وأنه لا بدّ من إبادة السكان الأصليين (العرب)، وقد بلغ بهم إجرامهم إلى أن استبعدوا إبقاء أي نسمة من ذكر أو طفل حيا، وجاء هذا واضحًا في التعاليم الإجرامية الأخرى التي أذكر منها:
    "فسخط موسى على وكلاء الجيش رؤساء الألوف ورؤساء المئات القادمين من جند الحرب. وقال لهم موسى:... فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال"[8].
    والغريب أن يصبح موسى فرعونا آخر في فلسطين يقتل الذكور كما فعل به وبقومه فرعون مصر، فالمسألة تبادل مواقع في المنظور الإسرائيلي، وهكذا اليهود اليوم مع الفلسطينيين.

    إن كل تلك المجازر الوحشية لم تنه الحقد، ولكن يأتي بعد ذلك سياسة الأرض المحروقة! وصدور الأوامر بناء على ذلك:
    "فضربًا تضرب سكان تلك المدينة بحدّ السيف وتُحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك فتكون تلاّ إلى الأبد لا تُبنى بعد. ولا يلتصق بيدك شيء من المُحرّم. لكي يرجع الرب من حموّ غضبه ويعطيك رحمة. يرحمك ويكثّرك كما حلف لآبائك"[9].
    والرب لا يرحمهم إلا إذا كانوا وحوشًا والِغِين في دماء الرجال والأطفال والبهائم، وحارقين لكل الممتلكات التي تصادفهم!!.
    16أَمَّا مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، 17بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، 18
    21وَدَمَّرُوا الْمَدِينَةَ وَقَضَوْا بِحَدِّ السَّيْفِ عَلَى كُلِّ مَنْ فِيهَا مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَأَطْفَالٍ وَشُيُوخٍ حَتَّى الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ. [الكتاب المقدس سفر التثنية].

    وتعالوا ننظر في واقعهم الذي طبقوا فيه تعاليم دينهم، وأستدل على تاريخهم في بيت المقدس بقول واحد منهم حتى لا نتهم بالتجني:
    يقول جوستاف لوبون عن الصليبيين الغربيين في أثناء دخولهم إلى بيت المقدس:
    كان قومنا يجوبون كاللبوات التي خُطفت صغارها الشوارعَ والميادين وسطوح البيوت ليرووا غليلهم من التقتيل، فكانوا يذبحون الأولاد والشبان والشيوخ ويقطعونهم إرْبًا إرْبًا، وكانوا لا يستبْقون إنسانًا، وكانوا يشنقون أناسًا كثيرين بحبل واحد بغية السرعة.. وكان قومنا يقبضون على كل شيء يجدونه فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعًا ذهبية، وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث... ثم أحضر بوهيموند جميع الذين اعتقلهم في برج القصر، فأمر بضرب رقاب عجائزهم وشيوخهم وضعافهم، وبسوق فتياتهم وكهولهم إلى أنطاكية ليباعوا فيها..

    لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان، فكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهنالك، وكانت الأيدي والأذرع المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها، فإذا ما اتصلت ذراع بجسم لم يعرف أصلها، وكان الجنود الذين أحدثوا تلك الملحمة لا يطيقون رائحة البخار المنبعثة من ذلك إلا بمشقة..

    وأراد الصليبيون أن يستريحوا من عناء تذبيح أهالي القدس قاطبة، فانهمكوا في كل ما يستقذره الإنسان من ضروب السكر والعربدة[10].

    وعندما فتح صلاح الدين بيت المقدس –وسأستشهد كذلك بأقوال الغربيين، فكما يقولون: (والفضل ما شهدت به الأعداء)- قال المؤرخ الإنجليزي (رانسمان) من مؤرخي الحروب الصليبية في كتابه: (تاريخ الحروب الصليبية) الجزء الثاني، عند كلامه عن سقوط بيت المقدس وعن موقف صلاح الدين وجيشه من سكان المدينة:
    "كان المنتصرون معقولين وإنسانيين، بينما خاض الفرنج عند استيلائهم على المدينة منذ ثمانية وثمانين عامًا في دماء ضحاياهم، نجد في هذه المرة أنه ما من بناء نُهِب، وما من إنسان أصابه أذى، وقد أمر صلاح الدين الحراس أن يحرسوا الطرق والأبواب، ويمنعوا أي اعتداء قد يصيب المسيحيين".

    وقال في الصفحة نفسها: "وتقدم نساء الفرنج اللاتي افتدين أنفسهن إلى صلاح الدين، والدموع تملأ عيونهن، وسألنه في استرحام: أين يستطعن الذهاب فقد قتل أزواجهن أو آباؤهن أو وقعوا في الأسر؟ فكان جواب صلاح الدين أن وعدهن بأن يطلق سراح كل زوج أسير، أما الأرامل واليتامى فقد أعطاهم منحة تتناسب مع مكانتهن من حُرّ ماله، لقد كان عطفه وعفوه مباينا مباينة واضحة لأفعال المسيحيين الغزاة في الحملة الصليبية الأولى"[11].
    وبعد هذا العرض، ألسنا كما قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110].

    3- ثم يصورون الرسول صلى الله عليه وسلم مع مجموعة من النساء وكأنه جنسي يحب النساء، وأن كل المسلمين هكذا.
    والحقيقة أن التعدد موجود في كل الأديان السماوية والأرضية، والإسلام هو الذي حدد أربعة فقط، لا أنه انتقل من واحدة إلى أربعة كما يحبون أن يصوروا للناس لتحريف الحقائق.

    والرد الذي يُظهر فلسفة التشريع الإسلامي في ذلك ليس هذا أوانه، والذي أريد أن أقوله الآن: أننا لو تأملنا التوراة التي يؤمن بها اليهود والنصارى لوجدنا فيها التعدد سائدًا بين أنبيائها، ففي سفر الملوك الأول: 11/3 نجد أن سليمان عليه السلام "كانت له سبعمائة من النساء السيدات، وثلاثمائة من السراري".

    ليس في الأناجيل نص على تحريم التعدد، بل في بعض رسائل بولس الأولى إلى تيموثاوس 3/2: ما يفيد أن التعدد جائز، فقد قال: "فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم بعل امرأة واحدة".
    ففي إلزام الأسقف وحده بواحدة دليل على جواز التعدد لغيره.

    وقد أكد هذه النظرية بعض الباحثين المسيحيين، فقد قال (وستر مارك Wester Mark) العالم الثقة في (تاريخ الزواج):
    (إن تعدد الزوجات -باعتراف الكنيسة- بقي إلى القرن السابع عشر، وكان يتكرر كثيراً في الحالات التي لا تحصيها الكنيسة والدولة)[12].
    إلا أن التعدد في زمن الحضارة الغربية اليوم هو تعدد العشيقات اللاتي ليس لهن حقوق وكأنهن بغير روح!

    4- ثم إنهم يذمون الإسلام كثيرًا في موضوع المرأة وكأنهم حماتها إلا أننا بأدنى نظرة في تراث القوم نجد غير ذلك:
    ففي القرن الخامس اجتمع مجمع (ماكون) للبحث في المسألة الآتية: هل المرأة مجرد جسم لا روح فيه؟ أم لها روح؟ وأخيرًا قرروا أنها خلو من الروح الناجية (من عذاب جهنم)! ما عدا أم المسيح..
    وقال القديس سوستان: إنها شر لابد منه، وآفة مرغوب فيها، وخطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة.
    أحب أن أقول للمنبهرين بالغرب إنه في العصر نفسه بعث الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: "إنما النساء شقائق الرجال".

    في ذاك الوقت قال: "من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو أختين أو ثلاث أخوات حتى يمتن (وفي رواية: يبن وفي أخرى: يبلغن) أو يموت عنهن؛ كنت أنا وهو كهاتين في الجنة، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى [السلسلة الصحيحة - مختصرة - (1 / 592)].

    في العصر نفسه تروي لنا عائشة -رضي الله عنها-: "أن فتاة دَخَلَتْ عليها. فقالت: إن أبي زوجني من ابن أخيه، ليَرفَع بي خَسيستَهُ، وأنا كارهة. قالت: اجلسي حتى يأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فجاء رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-. فأخبرتْهُ فأرسل إِلى أبيها فدعاه. فجعل الأمرَ إِليها. فقالت: يا رسول الله، قد أَجَزْتُ ما صنع أبي، ولكن أردتُ أن أُعْلِمَ النساء: أن ليس للآباء من الأمر شيء"[13].

    ومن الطريف هنا أن نذكر أن القانون الإنكليزي حتى عام 1805م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته، وقد حدد الثمن بستة بنسات"[14].
    وما زالت آثار البيع إلى يومنا هذا، فإذا تزوجت المرأة الغربية تتنازل عن أسرتها وتنسب لزوجها؟ وهذا من بقايا البيع.

    وأما التوراة المحرفة اليوم التي يؤمن بها اليهود والنصارى فليست بعيدة عما سبق؛ إذ تعتبر المرأة لعنة شريرة؛ ففي سفر الجامعة 7/28 يقول الجامعة ابن داود عليه السلام: "وَجَدْتُ (صِدِّيقاً) وَاحِداً بَيْنَ أَلْفِ رَجُلٍ، وَعَلَى امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ (صِدِّيقَةٍ) بَيْنَ كل أولئك لَمْ أَعْثُرْ".

    ومع أن الثورة الفرنسية (نهاية القرن الثاني عشر) أعلنت تحرير الإنسان من العبودية، إلا أن القانون المدني نص على أنها ليست أهلا للتعاقد دون رضا وليها إن كانت غير متزوجة، وقد جاء النص فيه على أن القاصرين هم: الصبي والمجنون والمرأة.. واستمر ذلك حتى عام 1938"[15].

    إن المستغربين من بني جلدتنا، المبشرين بنظام الغرب وحريته، يوحون إلينا أن نساء الغرب ينعمن بالسعادة العظمى مع أزواجهن، إلا أن المطّلع على حال القوم يجد شيئا آخر:
    أ- نشرت مجلة التايم الأمريكية أن ستة ملايين زوجة في أمريكا يتعرضن لحوادث من جانب الزوج كل عام، وأنه من بين ألفين إلى أربعة آلاف امرأة يتعرضن لضرب يؤدي إلى الموت، وأن رجال الشرطة يقضون ثلث وقتهم للرد على مكالمات حوادث العنف المنزلي. (انظر دور المرأة المسلمة في المجتمع إعداد لجنة المؤتمر النسائي الأول ص45).

    ب- ونشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عام 1979م أن40% من حوادث قتل النساء تحدث بسبب المشكلات الأسرية، وأن 25% من محاولات الانتحار التي تُقْدم عليها الزوجات يسبقها نزاع عائلي. (انظر دور المرأة المسلمة في المجتمع ص46).

    ج- دراسة أمريكية جرت في عام 1407هـ-1987م أشارت إلى 79% من الأمريكان يضربون النساء، وبخاصة إذا كانوا متزوجين بهن.
    وقال إفان ستارك -معد هذه الدراسة التي فحصت (1360) سجلاً للنساء-: إن ضرب النساء في أمريكا ربما كان أكثر الأسباب شيوعاً للجروح التي تصاب بها النساء، وأنها تفوق ما يلحق بهن من أذى نتيجة حوادث السيارات، والسرقة، والاغتصاب مجتمعة.

    وقالت جانيس مور -وهي منسقة في منظمة الائتلاف الوطني ضد العنف المنزلي ومقرها واشنطن-: إن هذه المأساة المرعبة وصلت إلى حد هائل؛ فالأزواج يضربون نساءهم في سائر أنحاء الولايات المتحدة.

    وأضافت بأن نوعية الإصابات تتراوح ما بين كدمات سوداء حول العينين، وكسور في العظام، وحروق وجروح، وطعن بالسكين، وجروح الطلقات النارية، وما بين ضربات أخرى بالكراسي، والسكاكين، والقضبان المحماة.

    وأشارت إلى أن الأمر المرعب هو أن هناك نساء أكثر يُصبن بجروح وأذى على أيدي أزواجهن، ولكنهن لا يذهبن إلى المستشفى طلباً للعلاج، بل يُضمِّدن جراحهن في المنزل.

    وقالت جانيس مور: إننا نقدر أن عدد النساء اللواتي يُضربن في بيوتهن كل عام يصل إلى ستة ملايين امرأة، وقد جمعنا معلومات من ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالية، ومن مئات الملاجئ التي توفر المأوى للنساء الهاربات من عنف وضرب أزواجهن. [انظر: من أجل تحرير حقيقي ص16-21 وانظر المجتمع العاري بالوثائق والأرقام ص56-57].

    هـ- وجاء في كتاب (ماذا يريدون من المرأة) لعبد السلام البسيوني ص36-66 ما يأتي:
    - ضرب الزوجات في اليابان هو السبب الثاني من أسباب الطلاق.
    -772 امرأة قتلهن أزواجهن في مدينة ساوباولو البرازيلية وحدها عام1980م.
    - يتعرض ما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين من الأمريكيات للإهانات المختلفة من أزواجهن وعشاقهن سنوياً.
    - أشارت دراسة كندية اجتماعية إلى أن ربع النساء هناك -أي أكثر من ثمانية ملايين امرأة- يتعرضن لسوء المعاملة كل عام.
    - في بريطانيا تستقبل شرطة لندن وحدها مائة ألف مكالمة سنوياً من نساء يضربهن أزواجهن على مدار السنين الخمس عشرة الماضية.
    - تتعرض امرأة لسوء المعاملة في أمريكا كل ثماني ثوان.
    - مائة ألف ألمانية يضربهن أزواجهن سنوياً، ومليونا فرنسية.
    -60% من الدعوات الهاتفية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس في أثناء الليل هي نداءات استغاثة من نساء تُساء معاملتهن.

    وبعد؛ فإننا في غنى عن ذكر تلك الإحصاءات؛ لعلمنا بأنه هكذا يكون ضعيف الدين. ولكن نفراً من بني جلدتنا غير قليل لا يقع منهم الدليل موقعه إلا إذا نسب إلى الغرب وما جرى مجراه؛ فها هو ذا الغرب تتعالى صيحاته من ظلم المرأة؛ فهل من مدكر[16]؟

    5- ومن افتراءاتهم أن يصوروا أن الجنة قد امتلأت ولم يعد فيها مكان لأحد عند المسلمين؟
    وهذا كلام غريب، ويبدو أن ذاكرة الغرب ضعيفة، أو أنهم يعملون على المثل العربي: رمتني بدائها وانسلت.
    فإن البابا في روما أصدر في القرن الخامس عشر كميات هائلة من صكوك الغفران التي وقّع عليها وختم عليها بخاتمة الرسمي لتباع للعامة الذين يرغبون في غفران ما ارتكبوا من ذنوب، فكان ممثل البابا يطوف على المدن والقرى يبيع صكوك الغفران التي تمحو ذنوب المشتري؛ لأن البابا هو ممثل الله في الدنيا، ولا بد لله أن يحترم وعده بالغفران. وعندما نجحت هذه الفكرة في كنز كميات هائلة من الفضة والذهب للكنيسة، تفتقت ذهنية البابا عن فكرة أخرى: شراء صكوك الغفران باسم الأقرباء الميتين كي تساعدهم على دخول مملكة السماء.

    6- الأنبياء في ثقافة الغرب:
    الحقيقة أن الوقت لا يتسع لردود كثيرة، ولكن تعالوا نرَ أساس هذه المسألة، كيف ينظر الغرب إلى الرّسل؟ ما ثقافته عن الرسل؟ وخير مكان لأخذ هذه الفكرة كتابهم المقدس باعتبارهم يتعبدون به.

    - داود يغتصب امرأة أحد قادة جُنده (أوريا الحثي)[17]:
    وَفِي إِحْدَى الأُمْسِيَاتِ نَهَضَ دَاوُدُ عَنْ سَرِيرِهِ وَأَخَذَ يَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ قَصْرِهِ، فَشَاهَدَ امْرَأَةً ذَاتَ جَمَالٍ أَخَّاذٍ تَسْتَحِمُّ. 3فَأَرْسَلَ دَاوُدُ مَنْ يَتَحَرَّى عَنْهَا. فَأَبْلَغَهُ أَحَدُهُمْ: ((هَذِهِ بَثْشَبَعُ بِنْتُ أَلِيعَامَ زَوْجَةُ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ))، 4فَبَعَثَ دَاوُدُ يَسْتَدْعِيهَا. فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ وَضَاجَعَهَا إِذْ كَانَتْ قَدْ تَطَهَّرَتْ مِنْ طَمْثِهَا، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. 5وَحَمَلَتِ الْمَرْأَةُ فَأَرْسَلَتْ تُبَلِّغُ دَاوُدَ بِذَلِكَ.

    - وسليمان: أقرب إلى المراهقين:
    فالتوراة تصوره على أنه رجل جنس وعشق، يتغزل بحبيبته ابتداء من شعرها وخدها ونحرها إلى ثدييها وبطنها وسرتها وهي كذلك تتغزل بكل هذا منه[18].
    - وأغرب من هذا كله أن الإله نفسه يأمر رسوله هوشع بالزنى! ففي التوراة: "أول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى؛ لأن الأرض قد زنت زنى تاركة الرب. فذهب وأخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا..."[19].

    - ولوط: يزني بابنتيه[20].
    "فَلَجَأَ هُوَ وَابْنَتَاهُ إِلَى كَهْفٍ هُنَاكَ. 31فَقَالَتْ الابْنَةُ الْبِكْرُ لأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ: ((إِنَّ أَبَانَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ حَوْلَنَا رَجُلٌ يَتَزَوَّجُنَا كَعَادَةِ كُلِّ النَّاسِ. 32فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَلاَ تَنْقَطِعُ ذُرِّيَّةُ أَبِينَا)). 33فَسَقَتَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَبَاهُمَا خَمْراً، وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الْكُبْرَى وَضَاجَعَتْ أَبَاهَا فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي قَالَتْ الابْنَةُ الْبِكْرُ لأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ: ((إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ مَعَ أَبِي لَيْلَةَ أَمْسِ، فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ اللَّيْلَةَ أَيْضاً خَمْراً ثُمَّ ادْخُلِي وَاضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً)). 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الصَّغِيرَةُ وَضَاجَعَتْ أَبَاهَا. فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 36وَهَكَذَا حَمَلَتْ الابْنَتَانِ كِلْتَاهُمَا مِنْ أَبِيهِمَا".

    - وبالجملة كان هذا حال أنبياء بني إسرائيل وعلمائهم:
    كما تقول التوراة على لسان ربهم إذ يقول: "ولكن هؤلاء أيضاً ضلوا بالخمر وتاهوا بالمسكر. الكاهن والنبي ترنحا بالمسكر، ابتلعتهما الخمر، تاها من السكر، ضلا في الرؤيا، قلقا في القضاء. فإن جميع الموائد امتلأت قيئا وقذرًا. ليس مكان لمن يعلم معرفة ولمن يفهم تعليما"[21].
    ومن كانت هذه عقائده وكتبه المقدسة فلا يستبعد منه شيء، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا لم تستحيِ فاصنع ما شئت".

    كيف ننصر الرسول صلى الله عليه وسلم:
    1- الاستقامة على الدين.
    2- طلب العلم للتفوق على الغرب، وإعزاز الدين.
    3- التطور والقوة فإن الغرب يستغل ضعفنا.
    4- الاعتماد على النفس، ومحاولة الاستغناء عنهم وهذا يكون بعد التطور والقوة.
    5- وبعد إنجاز هذا نبحث في المرحلة الثانية من النصرة للرسول صلى الله عليه وسلم.

    وفي الختام:
    أحب أن أقول لكم بأن الغرب يحاول قتل إحساس المسلمين عن طريق إثارة مشاعرهم مرة بعد مرة أخذًا بقول المتنبي:
    من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام


    فكونوا حذرين وحافظوا على رهافة إحساسكم وضمائركم، فليس من شيمة الكرام أن ينسوا ضيمهم، ويتغافلوا عن جراحاتهم، وقد قال الشاعر:
    إن الجراح إذا أهملتها اندملت فوق المآسي وفوق العز والدين
    ثور جراحي فطعم الآه أسلم لي إما أموت وإما ينتصر ديني


    ـــــــــــــــــــــــــ ـ
    [1] رواه مسلم رقم: 2327 في الفضائل، باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام. وأبو داود رقم: 4786 في الأدب، باب التجاوز في الأمر. وفي جامع الأصول رقم: 8820.
    [2] الإسلام والتنمية الاقتصادية – جاك أوسترى - 56.
    [3] تداعت عليكم الأمم محمد عطية خميس 100.
    [4] التبشير والاستعمار – ص 104.
    [5] الإسلام على مفترق الطرق، لمحمد أسد – ص 39.
    [6] المنار – عدد 9/11/1962.
    [7] التوراة - تثنية : 20 /1 - 17.
    [8] التوراة - عدد : 31/ 14-17.
    [9] التوراة - تثنية : 13 / 15 – 17.
    [10] جوستاف لوبون - حضارة العرب : 400 وما بعدها.
    [11] القدس التاريخ والمستقبل - جامعة أسيوط مركز دراسات المستقبل، أبحاث الندوة الدولية / 1997م : 146- 147.
    [12] المرأة بين الفقه والقانون - مصطفى السباعي: 61 نقلا عن حقائق الإسلام للعقاد: 177.
    [13] النسائي: 6/87 في النكاح، باب البكر يزوجها أبوها وهي كارهة. ورواه أيضا أحمد في المسند: 6/136 من حديث عبد الله بن بريدة بن الحصيب. ورواه ابن ماجه رقم: 1874 في النكاح، باب من زوج ابنته وهي كارهة، قال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح.
    [14] المرأة بين الفقه والقانون - مصطفى السباعي - دار الوراق - بيروت - ط8 - 1422هـ - 2001م: 18. و تحفة العروس - محمود مهدي الاستانبولي - المكتب الإسلامي في بيروت ودمشق - ط6- 1407هـ /1986م : ص223.
    [15] المرأة بين الفقه والقانون - مصطفى السباعي: 19.
    [16] محمد بن إبراهيم الحمد - من صور تكريم الإسلام للمرأة - 13/1/1425هـ : ص20- 24.
    [17] التوراة – صموئيل الثاني : 11 / 1-13.
    [18] التوراة – نشيد الأنشاد بتمامه.
    [19] التوراة – هوشع : 1 / 1-7.
    [20] التوراة – تكوين : 19 / 30-37.
    [21] التوراة – إشعيا : 28 / 7-10.

    --------------------------------------------------------------------------------





    يهيم الخلائق في بعضهم وفيك أهيمُ ولا أسأم

    يا رسول الله
    عشقت الاهلي قبل ان اعشق وطني
    وعشقت وطني بعد أن عشقت الاهلي

  2. #2
    مراقبة سابقة الصورة الرمزية سمووره
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    27,756
    باأبي وأمي أنت يارسول الله
    كفييت ووفيت اخي الكريم حمد
    شكرالك والله يعافيك ويجزاك عنا كل خير



  3. #3

    رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية جميل الثبيتي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    في اطهر البقاع
    المشاركات
    16,180
    اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم

    أخي الموقر حمد الزاهد

    ادام الله عليكم نعمة الإسلام وثبتكم عليه موضوع قيم وشامل في خير ولد آدم عليه لاسلام

    وفقكم الله

  4. #4
    ~ [ نجم ماسي ] ~ الصورة الرمزية هادي2006
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,230
    جزاك الله خيرا
    وبارك الله فيك
    على النقل الرائع

  5. #5
    ~ [ مستشار إداري ] ~
    الصورة الرمزية همس الرووح
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    27,875
    لاتظلمن اذا ما كنت مقتدر فالظلم آخره
    يفضى إلى الندم
    تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك
    وعين الله لم تنم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الصارم المسلول في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم
    بواسطة بـــشـــرى في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 24-03-2006, 04:29 PM
  2. روابط الدفاع عن سيد البشرية صلى الله عليه وسلم
    بواسطة أميـــــ الاحزان ـــــر في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-02-2006, 04:36 PM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-01-2006, 12:48 AM
  4. حديث بين الرسول صلى الله عليه وسلم مع إبليس عليه اللعنة
    بواسطة عاشقة الذكرى في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 09-07-2004, 02:03 PM
  5. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 19-01-2003, 12:18 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •