حيـــــــــــاكم


استهلال

بعض العرب ماغير بندق ودربيـل
ومنين مـا هـب الهـوا... جايـز لـه
كلـش يهـون الا الثـلاث الغرابيـل
المهـزلـة والمسـكـنـه والـمــذلــة


استرسال

ذات صباح.. ومن احد الفنادق أطل سراج الدين الزعتري من نافذة غرفته المطلة على احد ضواحي روما

كانت الساعة تشير الى السابعة.. وكان الجو لطيفاً غائماً كعادة تلك المدينة الآسرة

وقعت عينه على ثلاثة نساء ينتظرن الباص في موقفه اسفل الفندق.. فأخذ يرمقهن بنظرات مخلبية ساحرة كان قد اشتُهر بها.. يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن اضعف خلق الله انسانا

تنفس الزعتري بعمق واخذ جرعة زائدة من عليل النسيم وانفرجت أساريره.. وبات اكثر رغبة في الخروج للإستمتاع بكزدورة صباحية ماتعة

خلع سراج بيجامته الشعبية ( اللي انتم خابرين ماغيرها سروال وفنيلة :razz: ) واستل جينزاً رائعاً كان قد اختاره من بين 55 قطعة في اسواق الهرم.. وفصل له حزاماً خاصاً يليق بكرشته المصونة ضمن تجهيزاته لرحلة الصيف المشوقة في عاصمة التاريخ والحضارة الاوروبية

وبعد ان لبس الجينز أتبعه بقميص مزركش جميل .. من الهرم ايضاً :razz:

ولتكتمل الرسامة ارتدى نظارة شمسية واعتمر كبوساً تتوسطه علامة نايكي الامريكية العريقة

ثم خرج من غرفته وهو يوزع الابتسامات يمنة ويسرة على عاملات النظافة في الفندق.. يمازحهن ويلاطفهن ويمزج النقاء بالصفاء مع رشة خفيفة من خفة الدم لعاملات يعلم يقيناً انهن في عداد المساكين المؤلفة قلوبهم والعاملين عليها

وما إن وصل الى الدور الارضي حتى توقف لحظات معدودة امام موظفة الاستقبال ليلقي عليها تحية صباحية مشرقة كلون قميصه.. ويتبع تلك التحية بكمية طيبة من التميلح المعتاد فيمازحها قائلاً ( بيتزا / باستا / كابوتشينو :d ) ليقينه التام ان الايطالية ستنفجر ضاحكة من خفة دمه ورقة محياه.. دون تسليك ولا تهضيم دون شك.. فهي لبقة انيقة محترمة خفيفة ظل ليّنة المعشر

ولم تكن سوى لحظات.. حتى وجد الزعتري نفسه في وسط الميدان المزدحم خارج الفندق.. غارق في صلب المعمعة.. منصهر في خلاصة المشهد

( وش هالعالم تقل نمل ) هكذا كان يحدث نفسه مذهولاً من ازدحام العاصمة وميادينها

مستحضراً ذاكرته لزحمة طريق خريص والدايري وطريق الملك فهد :s3s:

اخذ الزعتري يتجول على قدميه بين الطليان.. ينسل بين هذا وذاك بزئبقية فريدة.. يستمتع بجولته الصباحية الباكرة

يصطدم عفوياً بكتف احداهن.. فيربت عليها معتذراً.. ثم يصافحها ممتناً لذوقها

وقعت عينه على احد المقاهي الصغيرة على ناصية الطريق.. وتاقت نفسه لارتشاف فنجان من الاسبيريسو.. فدحدر مسرعاً وارتمى بأحضان النادلة الفاتنة التي بادرته بدورها بابتسامة رقيقة ثم اشارت له بالجلوس على احد المقاعد

وما ان اخذ صاحبنا مكانه في مقعده.. حتى جاءت قهوته الساخنة بعبق يفوح ويستقر داخل أغشية المخيخ

الرجال تفنجل.. وطلب واحد ثاني.. ثم قال لها ابي كابتشينو.. ثم ختمها بموكا :razz: فهو ذو قلب شديد الخضرة لا يقاوم ابتسامة النادلة ولا يجرؤ على تضييق صدرها

وبعد تلك الاستراحة الصباحية الكايفة المليئة بالكافيين.. انسل الى قارعة الطريق مداحماً للخلق لينعم بحريته المفقودة

لا شيء هنا ينرفز.. لا ليموزين ابو هنّود ولا طلاب جامعة الامام اللي طايرين على الدايري بالكامري والهوندا والهايلكس.. ابداً لا وجود لتلك الوجوه الكادحة الودره

كل فاتنة تسير ومعها كلبها الاليف... وكل شيء بمقدار

ابترم صاحبنا الزعتري كثيراً.. جاب المحلات والمقاهي والحدائق.. حتى ابتدأت معدته بصوت صفير البلبلِ

اجتاج مسرعاً احد المطاعم التي يبدو على هيئتها الخارجية انها متمرسة في علوم البيتزا ومشتقاتها

اخذ مكانه على الطاولة وانتظر حتى أتته فتاة البيتزا تختال ضاحكة.. وتعامل معها بالتي هي اهل له.. وطلب منها ان تقوم بنفسها بتقطيع البيتزا له لينسدل الجبن الساخن على قلبه كانسدال ابتسامتها

بعد امتلاء الوعاء.. غادر بحفظ الله عائداً الى الفندق.. موَدعاً بمثل ما استُقبل به من حفاوة وترحيب

دخل الزعتري الى الفندق فوجد موظفة استقبال اخرى غير التي كنا نعلم.. فنالها نصيبها من خفة الدم الآسرة حتى يعدل بين نسائه :d

صعد الى غرفته.. خلع ملابسه.. انقض على سرواله وفنيلته.. فقيلولة مستَحقة

في المساء

اتجه سراج الدين الى إحدى الحانات.. وعاش ساعات من اللهو والطرب مع بائعات الهوى كما يحب ويرضى ولكن دون ان يجلب إحداهن الى مقر إقامته حفظه الله.. فهو يؤمن باللهو البريء :razz:

ثم عاد لينهي يومه الحافل بالتميلح والخفقان القلبي بنومة عميقة تصفي الذهن وتريح الاعصاب والجسد

مر اليوم التالي.. فالثالث.. فالرابع.. انقضى اسبوع كامل

عقارب الساعة تقترب من الواحدة ظهراً.. تبقى على رحلة العودة 3 ساعات

أحكم إغلاق شنطته وأنهى ترتيب بضاعته.. وركب التاكسي متجهاً الى المطار


هنا الرياض

في صباحه الاول بعد العودة من الإجازة.. اقتحم مكتبه في مقر عمله وهو يستشيط غضباً

سأله زميل : ما شأنك يا زعتري ؟؟ مالي اراك تتأبط شراً ؟؟

قال سراج الدين : ياخي بنات هالكلب حقات جامعة نورة.. ودّيت اختي الصبح وحامت كبدي.. تدري خلاص باقول لاختي اذا تبي تكمل انتساب من البيت او تاكل تبن.. ناقصين قلة حياء ؟؟

فقام الزميل معجباً ومبهوراً بغيرة سراج الدين.. وطبع على جبينه قبلة ساخنة يستحقها دون شك

أثابك الله شيخنا سراج الدين الزعتري :smilie47: وزادك نوراً و زعتراً ونفع بك البلاد والعباد :smilie47:


خاتمة

لا حـربـنـا حــرب... ولا سـلامـنـا ســلام

جميع ما يمر فى حياتنا.. ليس سوى أفلام