السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
جاء الأمر الالهى فى سورة الناس للنبى صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة بالله من شر
الوسواس الخناس سواء كان هذا الوسواس من الجن والشياطين أو من عملائهم من الناس والبشر وقد شاءت رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين أن يعلمهم على لسان نبيهم الكريم عليه الصلاة والسلام أن يحموا أنفسهم من هذا الشر الخفى الذى يدب الى النفس خلسة ويتسلل الى الصدور خفية من حيث لا يدرىالانسان و لا يشعر.
فالوسوسة كما يقول العلماء هى الصوت الخفي والوسواس هو الذى يقوم بمهمة الوسوسة والقائها فى الصدور سرا ونحن لا نعلم كيف تحدث وسوسة ابليس فى قلوب البشر ولا ندرك طريقتهم فى القائها وان كنا نعرفها ونتأكد منها باثارها الشريرة التى نلمسها والتى تستحوذ على القلوب والمشاعر فلا نجد منها مفرا وكلنا يعلم أن عداء الشيطان للانسان عداء قديم قدم الوجود نفسه وان المعركة بينهما مستمرة الى يوم القيامة لكن من حسن الحظ ان الله تعالى عرف الانسان طريق الحماية من الشيطان ومواجهته وهو التعوذ بالله تعالى وذكره سبحانه بصفاته التى اشتملت عليها هذه السورة فهو عز وجل الرب والملك والإله الذى لا شريك له.
أى رب كل شيء وملك كل شيء وإلاه كل شيء والاستعاذة به تعالى مع استحضار هذه الصفات كفيلة باقتلاع الوساوس الشريرة من جذورها والالقاء بها فى وجه أصحابها من الجن والانس وقد ورد فى الحديث الشريف " الشيطان جاسم على قلب ابن ادم فاذا ذكر الله تعالى خنس واذا غفل وسوس "
فإبليس اللعين العدو المبين للناس مهمته التسرب الى النفس الانسانية لدفعها الى ارتكاب كل
ما يغضب الله ثم يتبرأ من الإنسان بعد أن يوقعه فى الشرور والآثام فأياكم والغفلة .
اللهم أنظمنا فى سلك الفائزين برضوانك واجعلنا من المتقين الذين أعددت لهم فسيح جناتك وادخلنا برحمتك فى دار أمانك وعافنا يا مولانا فى الدنيا والاخرة من جميع البلايا وأجزل لنا من مواهب فضلك وهباتك ومتعنا بالنظر الى وجهك الكريم مع الذين انعمت عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .