ينبغي علينا كآباء وأمهات ومربين، أن لا نغفل عن أهمية اللعب بالنسبة للأطفال، فهو كالغذاء والماء والهواء والحنان، وذلك لأنه يساعد على صقل شخصية الطفل ونموها في الاتجاه الصحيح، ويساعدنا تأمل الأطفال ومراقبتهم أثناء اللعب لوحدهم أو ضمن مجموعة، على تحديد بعض السمات في شخصياتهم وهي:-
الطفل العدواني
إذا لاحظت أن طفلك أثناء اللعب يعامل لعبته بقسوة، كأن يرفسها أو يرميها بعنف أو يقطع أجزاء منها، فهذا يدل على العدوانية لدى طفلك، انتبهي لذلك وعامليه بلطف وحنان محاولة توضيح الأمور، بأنه لا يليق به مثل هذه التصرفات، وأن لا تلجئي معه إلى القسوة في التعامل لأن القسوة تنعكس على شخصيته، وفيما بعد يمارس العنف مع ألعابه ومن ثم مع الآخرين من أصحابه وزملائه.
الطفل التابع
إذا لاحظت أن طفلك أثناء لعبه مع أصحابه يميل إلى الانقياد لتعليماتهم، دون حوار أو جدال أو اعتراض، فهذا يدل على أنه لا يتمتع بالشخصية القيادية، ساعديه بتكليفه ببعض المسؤوليات البسيطة كإحضار بعض الحاجيات، والثناء عليه لتنمية اعتزازه بذاته وقدراته وتنمية روح المبادرة لديه.
الطفل الخجول
راقبي طفلك أثناء لعبه مع المجموعة أين هو؟، ما دوره؟، ما مدى اندماجه مع المجموعة؟، ما مدى خوفه وخجله من الوقوع في الخطأ؟، ومن ثم عالجي هذه الأمور بكل هدوء وصبر مع طفلك وساعديه على الانخراط مع المجموعة بفعالية، وتقبل الهزيمة دون خجل، وذلك بغرس الثقة في نفسه والاعتزاز بقدراته.
الطفل الأناني
تأملي طفلك أثناء اللعب مع أقرانه، هل يستحوذ على كل شيء، هل يتمسك بألعابه ولا يدع الآخرين يلعبون بها؟، هل لديه حب التملك بشكل كبير؟، كل هذا يجب أن لا يغرب عن بالك أثناء تأملك له، عالجيه بدمجه في المجموعة وانخراطه بها والاستمتاع باللعب الجماعي.
إذاً لا نكتفي بأن نوجه أطفالنا إلى اللعب للتخلص من إزعاجهم، ولكن علينا مراقبتهم أثناء اللعب، واكتشاف بعض السلبيات لديهم، ومعالجتها بالطرق الصحيحة، حتى نقطف ثمار جهودنا بالنظر إلى أبنائنا، وهم يسيرون نحو المستقبل بخطى ثابتة، ونفسية سعيدة مقبلة على الحياة.