إنه ومن المؤسف أن يخلط الكثير من الأفراد وبالإساءة إلى خريجى كلية التربية الرياضية جهلاً على أنه مثلاً لا يجيد أن يحمل 80 كيلو بنج أو لا يستطيع هزيمة فلان فى الملاكمة أو لا يملك القدرة على أن يقوم ببعض الحركات الجمبازية الصعبة وما يطلقون عليه حديثأً الكنغ - فو ويحزننى أن أرى ومن خريجى كلية التربية الرياضية إدراك هذا الإعتقاد المؤسف وحيث أننى أؤمن وبكل ثقة أن هناك فارق شاسع بين خريجى التربية الرياضية ( الأخصائى التربوى الرياضى) وبين اللاعب الرياضى ودور كلاً منهما على حدا .
وفيم يلى بحثٌ قد أجريناه عن مفهوم اللاعب الرياضى والأخصائى التربوى الرياضى ودور كلاً منهما حيال هذا المجتمع والعلاقة القائمة بينهما وكذلك الأسس العامة للتربيةالبدنيةوالرياضة ومجالاتها ومقتطفات من حقول الدراسة فى كليات التربية الرياضية وبعض الواجبات التى يجب إنجازها من قبل الأخصائى التربوى الرياضى
أولاً : مفهموم اللاعب الرياضى ويذكر محمد حسن علاوى فى هذا الصدد بأن اللاعب الرياضى هو ذلك الفرد الذى ينتظم فى التدريب الرياضى تحت إشراف مدرب رياضى بهدف الإشتراك فى المنافسات الرياضية المنظمة وكأن شرطى الإنتظام فى التدريب الرياضى والإشتراك فى المنافسات الرياضية أساسيان لتعريف اللاعب الرياضى وفى ضوء هذا التعريف السابق نرى أن اللاعب الرياضى هو فرداً يملك من القدرة الحركية المهارية قدراً معيناً يختلف عن غيره من الآخرين حيث أنه يمكن أن يؤدى الواجبات الحركية فى لعبة ما وإنجازها والوصول إلى المستوى القمى والرقمى فى الأداء بشكل سلس ومتميز عن غيره سواء كان فى الألعاب الجماعية أو الفردية كما أن اللاعب الرياضى يركز وبشكل أساسى على تطوير الأداء الحركى للعبة وفقاً لماعيير والأسس التربوية وذلك تحت عيون قيادة رشيدة تملك من الخبرة الواسعة والعلاقات المرتبطة بالنشاط الرياضى قدراً كافيا يحاول أن يوظف لخدمة هذا النشاط وعلينا هنا أن ننظر بعين ثاقبة إلى دور المدرب حيث انه لا يجب أن نخلط بين مفهوم المدرب والممرن حيث أن المدرب هو ذلك الشخص الذى تلقى دراسات أو دورات أكاديمية معتمدة ملماً بقواعد التدريب وعلاقة فسيولوجيا التدريب وسيكولوجيا التدريب بالتدريب الرياضى ويحاول بشكل ما أو بآخر دراسة الخصائص المروفولوجية للاعبين ويحاول إتباع الأساليب الحديثة فى التدريب للنهوض بمستوى اللاعب الحركى والمهارى والخططى أما الممرن فهو شخص ممارس من ذوى الخبرة الطويلة يحفظ تمارين معينه أساسية وخاصة لخدمة الألعاب وفيما يلى العلاقة بين المدرب والممرن .
المدرب : 1- ملماً بقواعد التدريب الرياضى والأسسس الفسيولوجية والسيكولوجية للتدريب
2 - حاصل على دورات أكاديمية
3 - يمكن أن يكتشف المواهب الرياضية من خلال إملمامه بعناصر الإنتقاء الرياضى
4- يتطيع التنويع فى أساليب التدريب وتوظيفالأعاب الصغيرة فى التدريب
5 - معرفة خصائص الاعب والتعامل معه
الممرن : 1- قد يكون لاعب سابق غير ملم بقواعد التدريب الرياضى
2 - يحفظ مجموعة من التمرينات ويقوم بتطبيقها بصورة مباشرة
3 - لا يستطيع إكتشاق االمواهب والتنويع فى أساليب التدريب
4 - لا يملك القدرة على التحليل العلمى الرياضى
ومن هنا يظهر لنا الفارق بين مفهوم الاعب الرياضى والمدرب الرياضى والممرن الرياضى
ثانياً الأخصائى التربوى الرياضى ( خريجى التربية الرياضية )
ماهية الأخصائى التربوى الرياضى:يمكن تعريف الأخصائى التربوى الرياضى، بأنه: ذلك الشخص الذى لديه خلفية علمية بعلوم التربية البدنية والرياضة، وتلقى دراسات محددة في تخصص علم التربية الرياضية والعلاقات المرتبطة بالتربية الرياضية.
وينظر إلى الأخصائىالتربوى الرياضى على أنه المدرب العقلىMental Coach، المسئول عن المهارات النفسية المختلفة للرياضيين.
سمات الأخصائى التربوى الرياضى:وفيما يلى بعض السمات التى يجب أن يتصف بها الأخصائىالتربوى الرياضى، وهى:
· يجب أن يكون ذو مظهرًا حسنًا ومرتبًا ونظيفًا.
· ينبغى أن يكون ناضجًا عقليًا متزنًا في أموره كلها.
· أن يكون حسن التصرف والمرونة وسرعة البديهة.
· يجب أن يكون بشوش الوجه حليمًا وحسن الخلق.
· أن يكون مطلع على جميع العلوم والمعارف المختلفة.
· يجب أن يعرف كيفية التعامل مع المجتمع الذى يعيش فيه.
· أن يتحلى بسعة الصدر والقدرة على ضبط النفس في جميع المواقف.
· يجب أن يظهر دوره في المنشأة الرياضية التى يعمل بها بالشكل المطلوب.
· يجب أن يتحلى بالأخلاق الحميدة في تعامله مع الآخرين، وأن يكون قدوة حسنة لهم.
· يجب أن يحترم ويقدر العمل الذى يقوم به، وهو خدمة الآخرين ومساعدتهم على حل مشكلاتهم.
· يجب أن يتعاون مع الجميع، فمثلاً في النادى: الرئيس - المدرب - اللاعب -، فالكل فريق واحد ويعمل لمصلحة واحدة.
ومن هنا نجد أنه لا يطلب من الأخصائى التربوى الرياضى (خريجى التربية الرياضية) أن يكون بطلاً فى كل الألعاب ولكن وظيفته هى تعليم الحركة للصغار وتعليم الواجبات المهارية التى يمكن إنجازها فى جميع الألعاب بشكل بسيط وسلس وأن يقوم بأداءالمهارات أما الطلاب أو التلاميذ متبعاً تيكنيك الحركة السليم وقواعد وقوانين الألعاب حى يقوم بإنجاز الواجبات الحركية للطلاب حتى يمكن إدراكها ببساطة
مهارات الأخصائى التربوى الرياضى:يمكن تصنيف مهارات الأخصائىالتربوى الرياضى، إلى:
مهارات تكيفية:متعلقة بتقوية قدرات الأخصائى على التكيف مع البيئة للمؤسسة، وتصنف إلى:
· مهارات عامة:تكتسب من خلال حياته العامة وتنشئته قبل انضمامه للمهنة.
· مهارات خاصة:ترتبط بالمؤسسة وأهدافها وطبيعتها وتنظيمها … الخ.
مهارات وظيفية:تتعلق بكيفية أداء الأخصائى التربوى الرياضى لوظيفته، ودوره في مواجهة المواقف الجديدة عليه، وتمنحه القدرة على تفهم المتاح من المعلومات والتعامل مع وحدة العمل والقيام بخطوات العملية، وتصنف إلى:
· مهارات عامة:يكتسبها عن طريق الدراسة والتدريب.
· مهارات خاصة:حسب الموقف ومجال العمل ونوع ونموذج الممارسة المهنية.
عمل الأخصائى التربوى الرياضى:ويتضمن عمل الأخصائى التربوى الرياضى في المدرسة مجموعة من الأهداف، والتى من خلالها يحقق الهدف العام، وهو: تنمية شخصيه التلميذ في الجوانب: الجسمية - العقلية - النفسية - الاجتماعية.
ولتحقيق هذا الهدف لابد من وضع العديد من الأهداف الإجرائية، مثل:
· تنمية مهارات حل المشكلات.
· تنمية مهارات الإقناع والقدرة على التفاوض.
· تفعيل دور الأخصائى النفسى التربوى الرياضى داخل المدرسة.
· تكوين مفهوم إيجابى تجاه الذات، وتعديل الاتجاهات السلبية نحو التربية البدنية والرياضة.
· تنمية مهارات القيادة من خلال ممارسة الألعاب الجماعية، مثل: كرة القدم - كرة السلة - الكرة الطائرة - كرة اليد.
· تنمية مهارات التواصل الاجتماعى من خلال النشاط الرياضى وحصص التربية الرياضية، والتى تتضمن إيجابية العلاقات الاجتماعية والصداقات والعمل المشترك، والاحتكاك بالبيئة الخارجية من خلال النشاط الخارجى.
وانطلاقًا من الهدف العام، وباستخدام الأهداف الإجرائية يسعى الأخصائىالتربوى الرياضى، لتحقيق المهام التالية في المدرسة:
· الاستشارات النفسية والإرشاد النفسى في التربية البدنية والرياضة.
· تقديم برامج رياضية إرشادية ووقائية لكل التلاميذ في كل المراحل التعليمية.
· نشاط الأخصائى التربوى الرياضى مع جماعته ودورهم داخل المدرسة.
· تقديم برامج التوجيه التربوى الرياضى والرعاية، منها: برامج تعديل سلوك - اختيار نوع الرياضة - رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة - الموهوبين رياضيًا … الخ.
· إجراء البحوث النفسية في التربية البدنية والرياضة، للوقوف على أسباب إحدى الظواهر السلبية، ومحاولة وضع البرنامج اللازم للحد منها.
وفي إطار تنمية مهارات الأخصائى التربوى الرياضى في المدرسة، لم يعد دور التوجيه مجرد اكتسابه المهارات الفنية للعمل؛ بل أصبح يعطى اهتمامًا أكبر بتنمية الجوانب المختلفة بشخصيته لاكسابه مهارات يستطيع بها مواكبة حجم التأثيرات الخارجية والتطورات المتلاحقة، والاكتشافات العلمية وثورة المعلومات والاتصالات وما تحمله من انفجار معرفى.
وبذلك تبرز الحاجة الماسة إلى العمل على توفير الدورات التدريبية اللازمة التى من خلالها يستطيع أن يواكب كل هذا التطور.
ومن أهم الأدوات والوسائل اللازمة للأخصائى النفسى التربوى الرياضى في المدرسة، ما يلى:
· الملاحظة.
· المقابلات.
· الندوات.
· مناظرات.
· المحاضرات.
· الاختبارات.
· فقرات إذاعية.
· مطبوعات إرشادية، وذلك حسب ما يتطلب من الأخصائى، لتحقيق أهداف البرامج.
4
ويمكن للأخصائى التربوى الرياضى في المدرسة، أن يعزز مختلف الأنشطة الرياضية من خلال الإذاعة المدرسية، كما يلى:
تقديم نصائح للتلميذ في كيفية ممارسته للنشاط الرياضى في منزله والنادى.
استثارة دافعية التلاميذ لممارسة النشاط الرياضى من خلال تكوين اتجاهات إيجابية نحو الممارسة الرياضية، وذلك يتطلب الاهتمام بتقديم فقرات بالإذاعة المدرسية مرتبطة بـ:-- إجراء حوار مع شخصية اجتماعية مرموقة ممن تمارس الرياضة لاستثارة دافعية التلاميذ لممارسة الرياضة.
- توضيح مفهوم أهمية ممارسة الرياضة للإنسان المعاصر لمحو الأمية الرياضية، وهذا يتطلب متحدث يمتلك معرفة تامة بالخصائص النفسية للتلاميذ.
- تقديم الفقرات الإذاعية التى تهتم بمسابقات الترويح الرياضى وتعليم الرياضات التى تتميز بطابع الاستمرارية في الممارسة، مثل: الجرى - ألعاب المضرب.
- الاهتمام بفقرات إعلامية عن قيم وفوائد الممارسة الرياضية للإنسان.
تدعيم الممارسات الرياضية من خلال:
- إقامة الصحافة والإذاعة المدرسية لمسابقات رياضية مع إجراء حوار مع من يمارس الرياضة.
- إثارة الموضوعات التى تساهم في تدعيم حركة الرياضة للجميع والعمل على طرح الحلول الإيجابية للمشكلات التى تواجهها تلك الحركة.
تنمية المعرفة الرياضية من خلال تخصيص فقرات إذاعية تهتم بإجراء مسابقات بين التلاميذ في المعرفة الرياضية؛ الأمر الذى يتطلب قراءة واعية من التلاميذ، وهذا التنافس بينهم يجعلهم يبحثون عن المعلومة.
توضيح الفوائد النفسية المرتبطة بممارسة النشاط الرياضى.
اى ان الهدف من دور الاخصائى التربوى الرياضى هوتعليم الحركة فى صورة مبسطة لمجموعة من الالعاب ثم النهوض بالاداء الحركى الى مراحل مقدمة تدريجيا
.
ويوجد مغزى ومعنى وراء اللعب، وخاصةً بين الأطفال المضطربين نفسيًا أو أولئك الذين يشعرون بالحرمان أو الإهمال أو المعاملة السيئة أو القسوة أو نتيجة أزمات واضطربات منزلية، كما في حالات الطلاق أو شرب الخمر أو غيبة طويلة في الخدمة العسكرية أو اضطرار الأم إلى الخروج للعمل، فالأطفال الذين يأتون من منازل مضطربة يجدون في النشاط اللعبى أكبر معين لهم للتعبير عن مشكلاتهم الخاصة والتنفيس عنها.
ولقد وُجد أن طريقة اللعب العلاجى Play Therapy، تعد من الطرق الفعالة للعلاج النفسى وخاصةً مع الأطفال، واستخدم فرويد، اللعب لأول مرة مصادفة في العلاج النفسى، إلا أن آرائه عن اللعب في أنواع العلاج المختلفة والمستمدة من نظرية التحليل النفسى كان لها أثارًا مباشرة، وطبقت على الأطفال ذوى الاضطراب النفسى، ومعظم هذه الأنواع من العلاج استخدم فيها اللعب التلقائى واللعب الخيالى.
وقد استخدمت ميلانى كلين Melanie Klein، اللعب التلقائى في علاج الأطفال المضطربين نفسيًا، وافترضت أن ما يقوم به الطفل خلال اللعب الحر يرمز إلى الرغبات والمخاوف غير الشعورية.
وقد استخدم كل من سيموندس، وآمن، ورينسيونSymonds, Amen & Renison، اللعب الخيالى لعلاج حالات القلق والتوتر عند الأطفال.
كما استخدمت هيرمين هلموث Hermine Hellmuth، ظاهرة اللعب مع الأطفال المضطربى العقل بغرض ملاحظتهم وفهمهم.
وقد أكدت البحوث والدراسات التى أجريت حول هذه الظاهرة، على أن اللعب هو مدخل وظيفى لعالم الطفولة، ويؤثر في تشكيل شخصية الإنسان في سنوات طفولته، وهى تلك الفترة التى يتفق علماء النفس حول أهميتها كركيزة أساسية للبناء النفسى للإنسان في مراحل نموه المتتالية، فإذا استطعنا غرس حب اللعب الشريف في نفوس الأطفال، الذى يحقق إيمانهم بالقيم الخلقية ويعودهم على السلوك وفق هذه القيم، فإننا نكون قد حققنا شيئًا عميق الأثر في النهوض بمجتمعنا