رأيت في حياتي كثير من الناس يعانون هذه الحالة من عدم الرغبة في الذهاب للعمل أو المدرسة في اليوم الأول بعد الإجازة وكنت شخصيا أعاني من هذه المتلازمة "متلازمة أول يوم دوام بعد الأجازة" , لكن حينما تأملت محيطي رأيت أن هذه الأعراض منتشرة بشكل كبير بين الناس بكل مستوياتهم , مما جعلني أبحث عن السبب لتلك الحالة المزاجية والتي تفقدنا من الإحساس بلذة الأوقات فما كان مني لمعرفة السبب إلا البحث والقراءة ولكن لم أجد الجواب الشافي مما شجعني لأراقب نفسي لفترة من الزمن ومقارنة ظروفي المحيطة بحالتي المزاجية في أوقات مختلفة فتبين لي أنني أشعر بتحرر أكثر في الأوقات التي أستعد فيها ماديا ونفسيا للمدرسة بإنهاء جميع متطلبات المذاكرة بوقت كافي لأرتاح بعدها , كما لاحظت أن الفترات التي أنسى فيها أوقات الدراسة وأنغمس بفعاليات الأجازة أجد نفسي فيها أكثر نشاطا وانفتاحا على المدرسة بالطبع ومن ضمنها الاستعداد النفسي للمدرسة ...
ولأن الأمر نجح معي جدا وأصبح الكل يسألني عن سر وسبب هذا النشاط في بداية الأسبوع وطلبا للأجر فضلت وضع خبرتي المتواضعة جدا بين أيديكم عسى أن ينفعكم الله بها .
سبب الحالة :شعورنا بالضيق هو أعباء نفسية أو مادية مازالت معلقة سواء بسبب متطلبات خاصة بالعمل أو الدراسة لم يتم التخلص منها بوقتها مما يجعلها أحمال لاشعورية تمنعنا من الاستمتاع أو أن الأجازة لم تكن فعالة كفاية لتحقيق التجدد النفسي مما يسبب لنا شعور بالرتابة والملل وشعور خفي للهروب من أي مسؤولية وتكون على أوجها ما قبل اليوم الأول للدراسة أو العمل في حين أنها تخف بالتدريج بسبب المواجهة الإجبارية في الأيام التالية , بعد تبني إستراتيجية معينه للتخلص من هذه الأعراض ستجد نفسك مع السنوات قد أعتدت الشعور الإيجابي وسيطر عليك حتى وإن لم تطبق بعض شروطه .
قواعد للتخلص من متلازمة أول يوم دوام بعد الأجازة :
1. إدارة الوقت بفعالية بإنهاء الأعمال والواجبات أول بأول وعدم تركها لما بعد الأجازة .
2. عمل جدول أعمال للاستمتاع بأيام الأجازة .
3. عمل جدول أعمال لاسترداد الحضور النفسي للدوام واعتباره جزء من الخطة الخاصة بالأجازة على أن يكون في نهايتها .
4. أن نجعل من واجباتنا أو دراستنا جزء أساسي لمتعتنا بقراءة كتب خارجية عن كيفية تطوير العمل و تحفيز الذات و زيادة الثقافة في مجال الدراسة .
5. الاستمتاع في ممارسة النظام في حياتنا والنهوض مبكرا بشكل ثابت لا لأجل الوظيفة إنما لأجل أنفسنا بالإضافة لممارسة بعض الهوايات كالمشي أو القراءة قبل الذهاب للوظيفة أو الجامعة لأجل أن لا نجعل هدف الدراسة أو العمل العملاق يكبت على أنفاسنا ولأجل أن نكون أكثر هدوءا وثقة بالنفس ولا تنسوا دعاء الخروج .
6. الحضور مبكرا لمكان العمل بغنى عما يعمل الآخرون , المهم ماذا وكيف أكون أنا .
تذكر أن الأوقات التي ليس لها قيمة هي التي نشعر بأنها ثقيلة علينا ؟ فمتى جعلت قيمتك في وقتك تخلصت من إهدار قيمتك .. فقط تذكر هذه الحكمة التي كانت نتيجة تجربة أراها أنها ناجحة .
منقول للفائدة