هدى محمد
( اعتزال القلم )
***
إذا لم أرى الشمس بعينيك ...
إذا لم أرى الحزن على وجهك ...
إذا لم أحس بلمسة حنانك ...
إذا لم تشرب الكأس من عشقي !...
إذا لم أحول الأسود إلى الأبيض ...
إذا لم تلتق نظراتنا ببعض ...
إذا لم أسمع من صوتك شجناً يشبه صوتي ...
إذا لم يكشف الصباح عن أسرارك ...
وتفضحني قهوتي الصباحية عن حبك لي ....
إذا لم تحول الحروف إلى الكلمات تقطرة الندى ...
إذا لم يلتق يدي لمسة يداك وتكشف عن نيران الشوق !...
إذا لم يشعرني شعري برائحة حبك ولهفة ...
إن لم تضعها على وجنتيك ...
إذا نمتُ عطشى جائعة عارية ...
إذا لم تذق العذاب والحرمان وطعم المر في بعادي ...
إذا لم تراني كتاباً تقرأهُ ...
إذا لم يرى الناس ملامح وجهِي بوجهكَ ...
وصوتي بصوتك ...
وكلامي بكلامك ...
إذا لم أجعل للوجودي وجود ...
إذا لم أجعل الموت حياتي وأنفاسي بصدرك ...
والأحلام حقيقة ...
إذا لم تجعل حكايتنا يدونها التاريخ ...
إذا لم تجعل الحب حقيقة ...
ونعلن وجوده وأنه ليس كذبة أو وهماً أو خيال العاشق ...
إذا لم نحطم القيود ؟..
إذا لم تجعل العصفور يتحرر من قفصه ..
إذا لم تعلن للناس بأن الحب صنعك وجعلك أطهر مخلوق وملاك
على وجه الأرض ...
إذا لم تعلن للعالم وتصرخ بأعلى صوت ..
أنك تعشقني وتعشق الهواء لأني أتنفسه ..
إذا لم تسكن روحي روحك وتعلنا انضمامهما ...
إذا لم تخبرهم بعشقنا المديد وأحلامنا الجميلة ! ..
إذا لم تعلن بأن الجمال الحقيقي عرفته أنت
وما هو سرهُ ..
إذا لم تخبر الناس أنك تهواني كيف لي أن أعترف بحبي
لا تطلب مني أن أفضح سرا قلبي ..
لا تطلب أن أقولها فأنا قلتها قبلك بكثير وأنت تعلم ..
والآن أعلنها بكل قصيدة أكتبها وأعلن بأني أحبك ..
والآن أقولها بعدما حطمت أنثى كان يسكونها الكبرياء ..
أعلنتها لأنك أنت جعلتني أقولها ..
أطلب ماتشاء فأنا بلقيس ورهينة حبك ..
لنتحدى ولنتعانق ...
ولنبدأ الحكاية والحياة معنا ...
إذا لم أعلن اعتزالي عن القلم ...
كيف تريدني أصدق قلبي وقلمي أني أهواك ...
إذا لم تهواني كيف لي أن أهواك !...
لا تقل من أنا ؟..
أنا معجزة من يهواني !..
يجعل قلبي ينبض ..
فروعة الشعر في أنا وروعة الجمال أنا سره !..
لا تقل بأني أنثى متكبرة بعشقها ..
فأنا أنثى تجيد الرقص تحت المطر..
وأعرف الحب كيف يكون ..
وأعرف أن الصلاة وفاء ..
و أعرف كيف يكتب الشعر بلقياك ...
فأنا أنثى عشقت كل مافي الرجل ...
واعتبرتهُ طفلاً يتدلل على صدر أمه.........
يجوع الحنان ...
وكنت مثلك أشتاق نظراتك أكثر من حنانك ...
أعرف أني امرأة شرقية لم تخرج من شرقيتها بعد ...
أن خرجت أنت من قيودك واعترفت بحرية المرأة خرجت أنا ...
ليست الديمقراطية أن يقول الرجل رأيه في السياسة ...
إنما الديمقراطية أن تقول المرأة رأيها في الحب دونما أن يقتلها أحد ؟..
تحرر من كبريائك ..
تحرر من عواطفك ..
لأتحرر معك ..
ولكن لا تلهو بي كالقمار وترميني كحذاء عتيق ..
سأحررك من كأس الخمر..
من سجائرك أنا خمرك ودخانك ..
ذلك الوقت أدرك بأن الحب علمك الكثير ...
وأن الحب ليس وهم بل يعلم الإنسان الحب العفة
والخير...
كيف لي أن لا أهواك .
***