بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن من أسوأ الأمور أن يؤدي بنا الاختلاف في الرأي إلى تصنيف الجمهور الهلالي إلى فريقين: 1) مطبّل للإدارة 2) محارب للإدارة !
فبهذا التصنيف تخشى امتداح إيجابيات الإدارة فترمى بالتطبيل.
أو أن تنتقد سلبياتها فيتم تصنيفك بالتالي إلى فئة المحاربين!
الإنصاف مطلوب ونحن أمة عدل وإنصاف, ولا يجب أن تأخذنا الاختلافات في وجهات النظر إلى التنابز بالألقاب.

مسلسل الخروج من بطولة آسيا لم تبدأ حلقاته مع الإدارة الحالية بل بدأ منذ عام 2002م , وما يعاب على إدارة ابن مساعد أنها رفعت سقف الطموح عند الجماهير الهلالية بعملها المميز في أول سنتين ولم تحافظ على هذا التميز بعدها بل حدث انحدار عجيب في المستوى الفني والعمل الإداري !

قبل أعوام والهلال يخرج من البطولة الآسيوية أمام ذوبهان الإيراني كان قد أعلن الأمير عبدالرحمن بن مساعد استقالته وقد جوبهت الاستقالة بالرفض من أغلب الإعلاميين والجماهير الهلالية .. لماذا؟
لأن عمل الإدارة كان مميزاً رغم الأخطاء البسيطة وكانت الجماهير مقتنعة أن اللاعبين هم من خذل الإدارة والجماهير !
ولكن في هذا العام وقبل السقوط الآسيوي أمام الخويا كانت الجماهير غير راضية عما يقدمه الفريق وعن التخبطات الإدارية المتواصلة لذا كانت المطالبة بالاستقالة حاضرة قبل خروج الهلال من بطولة آسيا!


نعم من حق الجماهير أن تطالب باستقالة الإدارة لعدم رضاها عما يحصل في النادي من قصور واضح في الجوانب الإدارية وكذلك الفنية ..
ولكن في المقابل ليس من حقها الإساءة إلى شخص الأمير عبدالرحمن بن مساعد أو إنكار جهوده الواضحة والمبذولة في خدمة النادي حتى وإن لم يحالفه التوفيق في بعضها! ولا أكاد أشك للحظة أنه أكثر شخص تعرّض للحزن والإحباط بعد الخسارة الآسيوية !

لنفرض جدلاً أن إدارة عبدالرحمن بن مساعد كانت أسوأ إدارة في تاريخ الهلال!
أليس لنا أن نتساءل هنا أين هو دور اللاعبين؟ أين هي اجتهاداتهم في المباريات؟ أين روحهم التي لا تحضر في مواجهات الحسم؟!!
بل أين دور أعضاء الشرف؟ أخبرونا عن دعمهم المادي والمعنوي في رفع الروح المعنوية في الفريق؟!
كم عضو شرف وقف بجانب الفريق؟ ليس في فترة هذه الإدارة بل منذ سنوات طويلة لم نر أو نسمع بأي دور لهم عدا شخصين أو ثلاثة يقفون مع كل إدارة !

لنكن منصفين ونعترف أن الفشل تتقاسمه الإدارة مع أعضاء الشرف واللاعبين ..
وإن كنت أجد عذراً للإدارة حيث أنها تجتهد وتعمل وحيدة رغم عزوف أعضاء الشرف عن الدعم غير أني لا أجد للاعبين ولا لأعضاء الشرف أي عذر !

الإدارة حاولت جاهدة رغم الدعم المحدود أن تأتِ بمدرب متميز ولاعبين أجانب حسب سيرهم الذاتية ولم يحالفهم التوفيق, وأكبر دليل أنها أتت بإيمانا اللاعب المميز الذي فشل في إثبات نفسه مع الهلال!
حتى ويسلي لوبيز الهداف المميز اختفى بريقه مع الدور الثاني, فما ذنب الإدارة؟

ليس من الإنصاف أن نوجّه سهام النقد تجاه الإدارة وحدها والتهجم عليها بالسباب والشتائم دون أن نشرك معها من خذلها وخذل الجماهير الهلالية من أعضاء شرف لا يظهرون إلا عند الهزائم !!

الحل الأمثل للأزمة الحالية في وجهة نظري ليس في استقالة الإدارة .. فإن استقال الأمير عبدالرحمن بن مساعد فهو بذلك يعلن الفشل وإنهاء فترة رئاسته بالفشل الذريع.. ولن يذكر أحد فترة عبدالرحمن بن مساعد إلا بالفشل كما هو الحال مع إدارة أخيه الأمير عبدالله بن مساعد!
كما أن قدوم إدارة جديدة مبتدئة سيعيدنا في رأيي إلى المربع الأول وسيكون لها العذر الجاهز في حال الخروج من آسيا حيث أنها لم تأخذ فرصتها كاملة!
لذا أرى استمرار الأمير عبدالرحمن بن مساعد واستثمار الضغط الجماهيري لدفعه لتصحيح الأخطاء والعزم على إنهاء فترة رئاسته بالنجاح وذلك بجلب لاعبين محليين وأجانب على مستوى عالي واجتناب الأخطاء السابقة المتكررة .. وإلا فالاستقالة خير من تكرار الفشل!


* نقاط هلالية :

1) كانت بعض الأقلام الهلالية تتهم سامي الجابر بمحاربة اللاعبين, وبعد مغادرته اتضح للجميع أن هؤلاء اللاعبين لا يستحقون ارتداء شعار الهلال !

2) تعيين سامي الجابر مدرباً للفريق سيعيد الروح الهلالية للاعبين, فبغض النظر عن كفاءة سامي التدريبية فإن المعروف عنه عدم مجاملته للمتهاونين ولو كانت هذه الفائدة الوحيدة من تعيينه لكفت!

3) على الإدارة الهلالية في حال استمرارها أن تتجنب الأخطاء السابقة والاعتماد فقط على استشارة أبناء الهلال كعادل التويجري وأبوثنين وغيرهم.

4) من حقّ الجماهير أن تختلف في انتقاد الإدارة ما دام الانتقاد في حدود الأدب أو مدح إيجابياتها وتمني استمرارها, واحترام الاختلاف في وجهات النظر وعدم تقسيم الجماهير إلى مطبلين أو محاربين أو غيرها من الألقاب!

5) إصرار بعض أعضاء الشرف على عدم تولي سامي الجابر مهمة التدريب في الفريق هو لحماية لاعبيهم المدللين, حيث أن وجود سامي يعني انتهاء زمن التدليل والواسطة!