خادم الحرمين الشريفين في حديث له مع الشرق الأوسط:
أرواح المواطنين غالية لدينا بما فيها أرواح مجموعة الأشقياء
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أهمية مصلحة الأمة العربية والإسلامية وقال: أنا أحترم من يحترمني وحتى من يختلف معي أحترمه طالما أن هذا الاختلاف ينطلق من مصلحة الأمة وليس مدفوعاً بمصالح شخصية ضيقة. وتطرق حفظه الله في حديث خص به صحيفة الشرق الأوسط ونشرته أمس إلى حرب إسرائيل على لبنان داعياً الجميع إلى دعم لبنان حتى يخرج من محنته، وقال: إن دعم لبنان واجب علينا جميعاً ومن يقصر في دعم لبنان فهو مقصر في حق نفسه وعروبته وإنسانيته.
وعن غياب الاهتمام بعملية السلام في الشرق الأوسط قال: لقد قدمنا مبادرة السلام التي تبناها العالم العربي بالإجماع ووجدت قبولاً عالمياً حتى في بعض الأوساط في إسرائيل مشيراً إلى غياب الاهتمام وعجز آليات التنفيذ لتطبيق مثل هذه المبادرات على أرض الواقع.
وعن تعثر القضية الفلسطينية وعملية السلام أكد أيده الله أن الظروف تغيرت اليوم فالعالم اليوم دخل في حالة ضبابية وفي منطقتنا اختلطت الأوراق وبدت الرؤية غير واضحة مشيراً إلى أن سياسة المملكة هي الانتظار حتى تتضح الرؤية لكننا نعمل مع كل الأصدقاء والمعنيين لوضع حلول جذرية وجوهرية لهذه المشكلات التي تهدد استقرار المنطقة واستقرار العالم بأسره.
وفيما يخص الشأن العراقي قال: نحن حقيقة نشعر بعميق الأسف والحزن لما يتعرض له الشعب العراقي الشقيق من ماسٍ نرجو من الله جلت قدرته أن يمكنه من تجاوزها ليحتل موقعه الصحيح في صفوف أمته العربية والإسلامية متمتعاً بالاستقرار والأمن والرخاء. وأضاف: إن بعض القوى لا تفهم طبيعة المشكلات العربية والإسلامية مؤكداً أن سياسة المملكة هي حل الأزمات بالطرق السلمية. ورداً على سؤال عن زياراته الدولية إلى آسيا وإلى تركيا مؤخراً أكد الملك عبدالله على خطأ من يقرأون هذه الزيارات على أنها رسائل لدول على حساب دول أخرى، مبيناً أن الهدف من زياراته هو خدمة مصالح المملكة العربية السعودية. وقال: إن علاقات المملكة الدولية تنطلق من قيمنا فنحن نصادق الجميع ونتمنى السلام للجميع.
وتحدث خادم الحرمين الشريفين عن التطوير الكبير الذي تشهده المملكة في المجال التعليمي وخصوصاً في العلوم الحديثة والتقنية مبيناً أن جامعة الملك عبدالله ليست مفتوحة للسعوديين فقط ولكن لكل العلماء والموهوبين في العالمين العربي والإسلامي مؤكداً حفظه الله مضاعفة عدد الجامعات في المملكة من أجل إحداث نقلة نوعية في التعليم التعليم هو الأساس لكل تقدم.
وعن المواجهة الأمنية التي انتهت يوم الاثنين الماضي في حي الجامعة بجدة قال الملك عبدالله: العملية تمت بنجاح ولم نخسر فيها أياً من رجال الأمن البواسل.. أرواح المواطنين غالية لدينا بما فيها أرواح مجموعة الأشقياء. وشرح حفظه الله استراتيجية المملكة في مكافحة الإرهاب وقال إنها تعتمد على جمع المعلومات أولاً فقد تتبعنا هذه الخلية لبعض الوقت وتكونت لدينا الأدلة ثم تحركنا. وأضاف: كانت الأوامر هي الانتظار حتى يخرج جميع الأهالي بسلام ورغم حماس رجال الأمن طلبت منهم الانتظار وضبط الأعصاب فلا عجلة لدينا حياة المواطنين عندنا غالية جداً وحتى هؤلاء الفئة الضالة تهمنا أرواحهم. وأكد أن استراتيجية النفس الطويل هي التي أدت إلى حل الأزمة دون إراقة دماء عندما طلب هؤلاء الأمان من الأمير محمد بن نايف منحناهم الأمان.. أرواح المسلمين وأنفسهم غالية علينا حتى هؤلاء الأشقياء أتمنى أن يهديهم الله إلى طريق الرشاد وقال: إن ثقتي بربي تجعلني متفائلاً دائماً ولا يدخل اليأس إلى نفسي أبداً. ورداً على سؤال عن اهتمامه أيده الله بالمواطن السعودي قال: ومن نحن بدون المواطن السعودي.. نحن نستمد قوتنا من الله ثم من مواطنينا، مؤكداً أن المواطن السعودي راض عن حكومته وحكومته فخورة به وراضية عنه. وفي المجال البترولي بين أن سياسة المملكة البترولية هي الاعتدال في الأسعار رغم المنافع التي تجلبها لنا زيادة الأسعار إلا أننا ندعو إلى الاعتدال في أسعار النفط. وأضاف حفظه الله: إن الإنتاج البترولي وفير لذا أستغرب تقلبات السوق والارتفاع غير المبرر للأسعار. وأكد قوة ومتانة اقتصاد المملكة العربية السعودية وقال: إن اقتصاد المملكة متين وأبوابنا مفتوحة للمستثمرين فأهلاً بهم.