[align=center]تقبع في كل إنسان موهبة ، تتأرجح من الضخامة والفخامة إلى الضحالة والضآلة ، فترى الموهبة الضخمة تنشر إبداعها مفعما بمهابة الجمال والجلال ، ومترعاً بسلاسة العذب الزلال ، تنبهر منها العيون ، وتنبعث لها الفتون ، بل ترقص لها القلوب طربا ، وتهتز منها النفوس عجبا ، فترينا اللذة التي نغرق في جدولها الرقراق ، باهرة سافرة ، وفاتنة ساحرة ، فنسكر سكراً منعشاً يشمخ بنا في فضاء المتعة البهية ، نصدح بآيات السرور ، ونشدوا بألحان النور .
أما الموهبة الضحلة فتنشر غثاءها مليئاً بكآبة الخيبة والوبال ، ومحاطاً بمرارة الحنظل في الوحال ، تنفر منها العيون ، وتنبعث لها الشجون ، وتنقبض لها القلوب غضباً ، وتثب منها النفوس هرباً ، فترينا الكدر الذي نهرع عن مستنقعه المظلم ، عابساً شاحباً ، بائساً كالحاً ، فنغص غصةً تقذف بنا في صحراء الشقاء الجرداء ، نصرخ بأنين المحرور ، ونستغيث بدعاء المقرور .
هاتان الموهبتان هما طرفا نقيض ، لهذه وميض ولتلك وميض ، فوميض الأولى أبيض يقق ،
ووميض الأخرى أسود حالك ، وبضدها تتميز الأشياء
بدرالعضياني [/align][email protected]