المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمياء الديوان
قسمت مراحل التعلم الحركي بصورة عامة على ثلاثة مراحل، لا يمكن الفصل بينها، فالواحدة منها تكون مكملة للأخرى، ولا يمكن الاستغناء عن أي مرحلة منها، حيث تظهر بصورة منظمة ومرتبة، والمراحل هي:
المرحلة الاولى: تطور التوافق الخام.
المرحلة الثانية: تطور التوافق الدقيق.
المرحلة الثالثة: تثبيت التوافق الدقيق.
أولاً: المرحلة الأولى: مرحلة تطور التوافق الخام.
وتعتبر هذه المرحلة هي الاساس لتعلم المهارات، حيث ان المتعلم بعد تعرفه على المعلومات الاولية لسير الحركة، يتمكن من أدائها بصورة غير متكاملة، وتحتوي على الكثير من الأخطاء والنواقص، كما ان المتعلم بعد سماعه للشرح من قبل المعلم، وعرض النموذج في البداية قبل التطبيق، فانه يستوعب الحركة بشكلها الظاهري، ويحصل على تصور اولي بشكله الخام، أما بعد أداءه للحركة في المحاولة الأولى، يبدأ التعلم الحقيقي، حيث تبدأ المؤثرات الداخلية والخارجية بأخبار المتعلم عن وضعية الجسم خلال الأداء، ومن خلال التدريب والممارسة وطريقة التعلم، يصل المتعلم الى مرحلة التوافق الخام. (40 :151).
ويتميز الاداء الحركي في هذه المرحلة بما يلي:
1. ظهور الاداء المتصلب او الضعيف، نتيجة استعمال قوة اكثر من المطلوب او اقل من المطلوب.
2. نتيجة لعدم وجود علاقة بين الشد والارتخاء للعضلات، فأن الوزن الحركي يكون غير واضح.
3. عدم الظهور الواضح لأقسام الحركة .
4. قلة في انسيابية الحركة للتقطع في سير زمن الحركة.
5. عدم كفاية النقل الحركي او حدوث اخطاء فيه. (52 :85).
من خلال ذلك نستطيع القول ان هذه المرحلة هي المرحلة التي يحصل فيها المتعلم على التوافق الاولي للحركة، وتتميز باحتوائها على الكثير من الاخطاء، وبذل جهد كبير، وظهور التعب بسرعة نتيجة اشراك مجاميع عضلية لا علاقة لها بهدف الحركة، وكذلك عدم وجود انسيابية في الاداء.
ثانياً: المرحلة الثانية: مرحلة التوافق الدقيق.
وتحصل هذه المرحلة نتيجة الانتقال من المرحلة السابقة الى مرحلة يستطيع فيها المتعلم من تكرار الحركة بوجود اخطاء قليلة، حيث تختفي الكثير من الحركات العشوائية الزائدة، ويصبح السير الحركي انسيابياً، لذلك فأن المتعلم في هذه المرحلة تزداد لديه الرغبة في تكرارات الاداء.
وفي هذه المرحلة يلعب المعلم دوراً كبيراً في عملية الانتقال من مرحلة التوافق الخام الى هذه المرحلة، حيث يجب عليه توجيه المتعلم الى النواحي المهمة في المهارة، وتصحيح الاخطاء عن طريق الشرح والعرض واستخدام الوسائل التعليمية.
وطبقاً لهذا فأن صفات الحركة لهذه المرحلة تتميز بما يلي:
1. استخدام القوة بشكل مجدِ، وفي اللحظة المناسبة.
2. اختفاء الحركات الزائدة والعشوائية.
3. ظهور واضح للوزن الحركي.
4. انسيابية الاداء، حيث تشكل الحركات مسارات قوسية وليست زاوية.
5. تطور التوقع الحركي.
6. السير الحركي للمهارة، ملائم للواجب الحركي من خلال التركيز والانتباه.
7. يكون النقل الحركي متناسباً مع هدف الحركة. (40 :96).
نتيجة لما تقدم نستطيع القول بأن هذه المرحلة، هي المرحلة التي يستطيع فيها المتعلم أداء المهارة وتكرارها بشكل جيد، بحيث تكون انسيابية، وذات وزن حركي، وتنسجم مع الهدف المرسوم، واختفاء الحركات الزائدة نتيجة لاستخدام العضلات بشكل جيد.
ثالثاً: المرحلة الثالثة: مرحلة تثبيت التوافق الدقيق.
وهي الغاية التي يسعى المتعلم للوصول اليها، وتعتبر اخر مرحلة من مراحل التعلم الحركي، حيث يصبح المتعلم فيها قادراً على الاداء في ظروف صعبة لم يتعود عليها سابقاً، وامكانية ادائها بشكل (اوتماتيكي)، والغاية تكون هي الحصول على انجاز رياضي عالٍ من خلال التدريب.
ان صفات الحركة في هذه المرحلة:
1. تتحول الحركات الى حالة من الثبات، وتكون تحت السيطرة حيث تؤدى بسهولة وفي أي وقت.
2. تكون الحركة سريعة ومضبوطة، وتبدو بانسيابية عالية.
3. تكون الحركات متساوية المجال والزمان الى درجة كبيرة.
4. الثبات في الوزن الحركي، وكذلك في القوة المستعملة.
5. تتصف الحركة بالانسيابية والجمال. (41 :167).
ان مرحلة تثبيت التوافق الدقيق تشمل سير التعلم من مرحلة التوافق الدقيق، حتى المرحلة التي يتمكن فيها المتعلم من أداء الحركة بنجاح تحت جميع الظروف، وحتى تحت المتطلبات الصعبة غير المتعود عليها، وهذا يعني تهيأة جميع المتطلبات للحصول على الانجاز الرياضي العالي. (48 :88).
نستطيع القول ان هذه المرحلة، هي المرحلة التي يصلها الرياضيون المتميزون ذوو المستويات الرياضية العالية، حيث يتمكنوا من أداء المهارة تحت شتى الظروف بدون التركيز عليها، وتنسجم مع الهدف المرسوم لها في الجهاز العصبي المركزي، حيث تتصف الحركات في هذه المرحلة بالجمال والثبات في الوزن الحركي والقوة المستخدمة، ويؤدى التكنيك بصورة سريعة ومضبوطة، وهذا يعني الوصول إلى مرحلة الثبات واليتها عند الإعادة. (52 :91).
منقول من رسالة ماجستير حاتم عبادي